++ Ana Mase7e forum++
كان ميتاً فعاش ج 1 467447 كان ميتاً فعاش ج 1 73011 كان ميتاً فعاش ج 1 467447
كان ميتاً فعاش ج 1 0002pmz

اهلاً وسهلا بك عزيزي الزائر نورتنا في منتدي انا مسيحى نتمني ان تكون
سعيد وانت بداخل المنتدي
وقضاء وقت ممتع تفيد وتستفيد
معنا
، اذا كانت اول زيارة لك للمنتدي فا اضغط علي
تسجيل لتحصل علي عضوية جديده وتتمتع بكافة المزايا وتكون عضو في اسرة المنتدي
، واذا كنت عضو بالمنتدي فا اضغط علي دخول لتسجيل دخولك
بعضويتك بالمنتدي .


كان ميتاً فعاش ج 1 68085
++ Ana Mase7e forum++
كان ميتاً فعاش ج 1 467447 كان ميتاً فعاش ج 1 73011 كان ميتاً فعاش ج 1 467447
كان ميتاً فعاش ج 1 0002pmz

اهلاً وسهلا بك عزيزي الزائر نورتنا في منتدي انا مسيحى نتمني ان تكون
سعيد وانت بداخل المنتدي
وقضاء وقت ممتع تفيد وتستفيد
معنا
، اذا كانت اول زيارة لك للمنتدي فا اضغط علي
تسجيل لتحصل علي عضوية جديده وتتمتع بكافة المزايا وتكون عضو في اسرة المنتدي
، واذا كنت عضو بالمنتدي فا اضغط علي دخول لتسجيل دخولك
بعضويتك بالمنتدي .


كان ميتاً فعاش ج 1 68085
++ Ana Mase7e forum++
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

++ Ana Mase7e forum++

اسرة المنتدى ترحب بك يا زائر
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلالتسجيلدخول
الان بالمنتدى تستطيع مشاركة موضوعات المنتدى مع كافة اصدقائك على الفيس بوك او تويتر او غيرة من مواقع التواصل الاجتماعى من خلال ضغطك على اعلى كل موضوع بالمنتدى
نرحب جميعا بعضونا الجديد "نغم0" ونشكره على تسجيله معنا*نورت المنتدى بتواجدك معنا يا "زائر" *اخر زياره لك كانت *عدد مساهماتك فى المنتدى16777207

 

 كان ميتاً فعاش ج 1

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أنا مسيحي
مسيحي متميز
أنا مسيحي


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1381
العمر : 35
الكنيسة التابع لها : كنيسة مار جرجس

كان ميتاً فعاش ج 1 Empty
مُساهمةموضوع: كان ميتاً فعاش ج 1   كان ميتاً فعاش ج 1 Icon_minitime1الثلاثاء 29 يونيو 2010, 8:48 am

كان ميتاً فعاش

ج 1


توضيحات هامة لابد منها !

لم أهدف من وراء إعداد هذا الكتاب إلى تدوين قصة حياتي ، لأني إنسان بسيط ولا أعتقد أن أحداث حياتي أو مذكراتي الخاصة تهم أحد من الناس . فضلاً على ما حفلت به هذه الحياة من أحداث مخجلة لا يشرفني سردها علناً أمام الآخرين .

كما لم أهدف أيضاً إلى سرد مجرد اختبار إيماني يضاف إلى آلاف الاختبارات الإيمانية التي يكتبها عادة الأخوة المسلمون المهتدون للمسيح .كما لم أهدف أيضاً إلى تبرير ذاتي فأتجاسر وأقول أنني ( كنت ) خاطئ ، ثم ( أصبحت ) صالح .كلا ، فلن أتجرأ وأدعي ذلك ، لأنني لو فعلت هذا فلن أكون صادقاً لا مع الله ، ولا مع نفسي ، ولا مع الناس .بل وسأكون كاذباً أيضاً على الحق ، لأنني لا زلت كما أنا ( مجرد إنسان خاطئ ) .

وهذه هي الحقيقة المجردة ، وعدا ذلك فسيكون أوهام وخداع وتضليل للنفس ، بل وتكذيب لرب الحق نفسه وذلك طبقاً لقول الإنجيل Sad إن قلنا انه ليس لنا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا . إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم . إن قلنا أننا لم نخطئ نجعله كاذباً وكلمته ليست فينا ) . [ 1 يو 8 – 10 ].



هذه هي الحقيقة لمن ينشدها ، وليس كون أن السيد المسيح تحنن علي ورحمني أنا العاصي ، وأصدر أمراً كريماً بالعفو عني أنا المجرم ، معناه أنني كنت مستحقاً لهذا العفو ، أو أنني قد صرت قديس ! كلا ، فهذا غير صحيح وغير حقيقي .

إنما هدفت من وراء إصدار هذا الكتاب إلى ما هو أهم من كل ذلك ، ألا وهو :

( إبراز محبة السيد المسيح للنفس الخاطئة الشاردة ، وسعيه الدائم والمتواصل في البحث عنها ، حتى يجدها ، ومتى وجدها يسرع بحملها على منكبيه فرحاً ، كما يفعل الراعي الأمين حينما يعثر على خروفه الشارد عن بقية القطيع ) .كما هدفت أيضاً إلى توضيح حقيقة هامة جداً ، وهي : ( أن أمانة الله المطلقة معنا تستمر وتدوم ،حتى لو كنا نحن غير أمناء معه ) .وأن الله كما قال عنه داود النبي في المزامير : ( لم يصنع معنا بحسب حسب خطاياناولم يجازينا حسب آثامنا ..كبعد المشرق أبعد عنا معاصينا ..) [ مزمور 104 ]. أو كما يقول الكتاب على لسان أحد الآباء :

( عوجت المستقيم ولم أجازى )!!!



بجانب إبراز بعض الحقائق الإيمانية الهامة ولا سيما هذه الحقائق الثلاث :

+ أنه لا خلاص لأحد من البشر إلا بالإيمان بالمسيح " لأن ليس بأحد غيره الخلاص .

+ وأيضاً لكونه الشخص الوحيد الذي جاء للناس ليكون لهم حياة ويكون لهم الأفضل ).

+ وأن تعاليمه " وحدها " هي التعاليم الدينية الوحيدة في العالم التي تقدم للإنسان العلاج الجذري لكل آلامه وأوجاعه ، كما أنها التعاليم الدينية الوحيدة التي تقدم لنا الأمل والرجاء الذي لا ينقطع في محبة الله للبشر، ولا سيما الخطاة منهم من خلال تقديمها لله على اعتباره أنه ليس مجرد إله مهيب فقط ، بل أب حنون لكل البشر أيضاً .

وتشرح لنا تلك التعاليم عينها كيف أن الله بحسب المفهوم المسيحي ، لا يسر بموت الخاطئ مثلما يتوب ويرجع فيحيا . وكيف أنه بالرغم من كونه " إله بار قدوس ويبغض الإثم " ، إلا أنه " إله حنون وعطوف على الخطاة .

ومن يتأمل في طريقة تعاملات السيد المسيح مع الناس - لا سيما المنبوذين منهم – يجد التجسيد الحي والعملي لكل هذا الحب الإلهي الفريد للنفس البشرية الساقطة ، والمقيدة بقيد الخطايا والآثام .

ولقد رأينا من خلال قراءتنا للإنجيل المقدس ، ما قدمه الرب يسوع المسيح لأمثال هؤلاء الخطاة من حب

وشفقة وعطف وإحسان ورافة ومساندة وتشجيع ، حتى يهجرون الخطية ويرجعون إلى الله فيحيون .

بل ورأينا كيف أنه بسبب وجود هؤلاء الخطاة تجسد المسيح ونزل من السماء إلى عالمنا ، ليفتش عن الضال ، ويرد المفقود ، ويحرر المأسور ، ويخلص المقيد ، ويصنع رحمة ومعروف وإحسان مع الجميع دون تمييز ، ونقول دون تمييز لأن كل الناس فسدت وزاغت وأعوزهم مجد الله .

ولا شك فأن الذي فعله معي السيد المسيح من عطف وشفقة ورأفة وحب وإحسان ، لهو في غاية التفرد والعظمة والامتياز ، وإذا كان له دلالة معينة ، فإنما هو يدل على عطف الله الفائق بالخطاة أمثالي ، ويدل أيضاً على رقة شعوره نحوهم ، وعلى فيض محبته لهم ، وعميق شفقته عليهم . وكيف أنه لا يشمئز منهم مهما أفسدتهم الخطية .

وقد أفسدتني الخطية منذ طفولتي وجعلتني مُسخ مشوه ، بل وبلغت شروري حداتً بشعاً جداً لدرجة جعلت المسيح البار القدوس إلى أن يركض ورائي حتى داخل الكعبة !!!

وهذا الأمر وحده يبكيني ويكسر نفسي من الداخل ، لأني أرغمت سيدي الطاهر على المجيء ورائي لمثل هذا المكان الصعب والمضاد لقداسته . فلقد أحبني المسيح وأنا خاطئ ، وجاء ورائي حتى الكعبة ليتحاجج معي فماً لفم ، ثم ينزل إلى مستواي ويقنعني بكل حب وأبوة بأن الطريق الذي أسلكه عاقبته الموت .

ثم ينصحني بكل محبة بأن أترك هذا الطريق فأحيا ، ثم يمد يده بكل عطف لينتشلني مما أنا غارقاً فيه من أوحال وتجديف وشرود عن الحق ، ثم يستر خطاياي بستر محبته ويقيمني من سقطاتي بصليب رأفته ، ويغسلني من وثنيتي بفيض أبويته ، ويتنازل ويدعوني ( أنا العبد السقط ) لأكون أبناً له . فهي إذن ليست قصتي أنا ، بل هي قصة مراحم السيد المسيح بالنفوس الساقطة في بئر الخطية والغارقة في أوحال التجديف . ولقد تنازل السيد الرب وأظهر لي ذاته ، وأراني من بهاء مجده ما تسمح به طبيعتي الضعيفة الساقطة من احتماله . ولعلها المرة الأولى في التاريخ الحديث التي نسمع فيها عن ظهور السيد المسيح بهذه الكيفية العجيبة ، وفي مكان غريب عنه مثل ( الكعبة ) ، ليدعو من هناك شيخاً مسلماً مقاوماً ومفترياً ، إلى الإيمان والتوبة ، كما أنها المرة الأولي أيضاً في التاريخ الحديث التي يتحول فيها شيخ جامع متطرف ومقاوم للرب ، إلى خادم مسيحي " نظامي " داخل الكنيسة ، والتي وثقت به وسمحت له بالخدمة في مجالات خدمة : المرتدين ، والمهتدين ، والمتألمين من أجل الإيمان .

وليس داخل أي كنيسة ، بل داخل أكبر كنيسة في الشرق الأوسط ،وليس ليوم أو شهر ، إنما لمدة تزيد عن خمس سنوات متتالية ، وبدون ما يعرف أحد عنه شيئاً ، سوى عدد قليل جداً من آبائه الروحيين .

ففي التاريخ الحديث كان هناك بعض الشيوخ المسلمين الذين آمنوا بالسيد المسيح وصاروا مسيحيين ، لكن لاذوا بالصمت حتى موتهم ، والبعض الآخر هاجر من مصر إلى الغرب . وفي كل الأحوال لم تكن الكنيسة لتسمح لهم بالخدمة النظامية بداخلها نظراً لحساسية أوضاعهم أمام السلطات الحاكمة منعاً لإثارتها

أما ما حدث مع ضعفي فهو شئ آخر نادر الحدوث ، ومن الصعب تكراره ثانياً ، ويدل على عمق وقوة ما قدمه السيد المسيح لي من عطايا عظمى ، لأني بحسب حكمة الله الفائقة تحقق في قول المزمور :

( الرب يقيم المسكين من التراب ويرفع البائس من المز بله ليجلسه مع رؤساء شعبه)

لأنه هكذا شاء الرب لي كما جلست وسط شيوخ المسلمون المقاومون لأسمه ، أن أجلس أيضاً وسط رؤساء شعبه من الكهنة المدافعون عن أسمه .

وكما ارتديت : ( الجبة والقفطان والطاقية والعباءة وسائر الملابس الإسلامية )

أن أرتدي أيضاً زي الشماس الإكليريكي وأن أعلق صليباً على صدري !

وذلك بإذن خاص من الكنيسة ولمدة شهر كامل !

كما سمحت لي الكنيسة بارتداء هذا الزي الكهنوتي المقدس في أحد حفلات استقبال قداسة البطريرك . كما شاء الله أيضاً لي أن أقضي خمس سنوات كاملة داخل مقر رئاسة الكنيسة (البطريركية ) وسط الآباء الكهنة والشمامسة ، في واحدة من الأعاجيب نادرة الحدوث . والأعجب من كل ذلك أن توليني هذه الكنيسة مسؤولية هامة وخطيرة متعلقة بربح خلاص النفوس. كما منحتني ثقتها الكبيرة رغم تحذيرات وتحفظات بعض المتشككين والخائفين . بل وبلغت ثقة الكنيسة بي حداً فاق ثقتها في بعض أبناؤها الطبيعيين !! وهي أسرار وخبايا لا يعرفها أحد غير الله وحده

فلقد كشف السيد الرب لبعض آباء هذه الكنيسة بأن هذا الشيخ المقاوم والمفتري ، قد أصبح إناء مختار لرب الكنيسة ، وأنه بالرغم من خلفيته غير الأمينة ، إلا أنه سيكون أميناً على ما وكل إليه من مهام روحية ورعوية وإرشادية ، وأنه سيحافظ على أسرار الكنيسة ، وسوف يدافع عن استقامة إيمانها بكل قواه ، وسيظل مخلصاً لها ولتعاليمها حتى النفس الأخير ، وسوف يبقي أميناً لها حتى لو هاجر إلى الغرب وابتعد عنها جسدياً

بل وحتى لو تنكر له بعض القائمون عليها !!!

وكان اتفاق الكنيسة معه ( من أجل السلام ، وحرصاً منها على سلامته ) أن يلوذ بالصمت ، ولا يبوح لأحد من الناس بسره الكبير ، من كونه كان شيخ في الجامع وذلك كله حتى يستطيع مواصلة خدمته لرب الكنيسة وسط المرتدين ، وسائر فئات الحالات الخاصة ، وفي سلام كامل ، وهدوء تام وحكمة عميقة نادرة . ولهذا ظلت قصته العجيبة مخفية عن الكثيرين داخل وطنه مصر ولم تكن معروفة إلا لعدد قليل جداً من آباء الكنيسة الكهنة والرهبان . حتى سمح الرب أخيراً بوقت الإعلان بطريقة تدريجية عجيبة ، لأنه كما يقول الكتاب : ( لكل شئ تحت السماء وقت ) .

فكان هناك وقت للإخفاء ، وكان هناك أيضاً وقت للإعلان . وهذا كله شاء الرب أن يستخدمه لمجد اسمه المبارك . وكانت بداية هذا الإعلان عندما سمح الرب لمقاومي أسمه بأن يكتشفوا حقيقة هويته ، فتوصلوا إلى كشف هذا اللغز الذي ظل يحيرهم سنوات ، وهو :

إن الشيخ محمد الذي اختفى عن الأنظار بعد عودته من السعودية ، وتركه للجامع الذي كان يعمل فيه ، هو نفسه الخادم المسيحي صموئيل والذي يعيش داخل أحضان الكنيسة ، ويبشر باسم المسيح ، ويبحث عن المرتدين لإعادتهم ثانياً لإيمان المسيحي ، ويبشر المسلمون لهدايتهم للمسيح .

فكانت صدمة عنيفة جداً لهم وأفقدتهم توازنهم ، فراحوا بكل حقد يسعون للإيقاع به ، فقاموا بمحاصرة بيته تمهيداً لإلقاء القبض عليه ، لكن الرب فعل عجيبة أخرى من عجائبه وأخرجه سالماً من الحصار ، فجن جنونهم أكثر وخاصة بعدما فشلت كل محاولاتهم المتكررة للإيقاع به .

وكانت قصة الشيخ المسلم الذي صار مسيحياً ، قد انتشرت داخل المنطقة التي يسكن بها ، وعرف الكثيرين أن هذا المبشر الكنسي المعروف ، ما هو في الحقيقة إلا شيخ الجامع السابق المطلوب حياً أو ميتاً لارتداده عن الإسلام ، ولقيامه بالتبشير . وكانت هذه الحادثة بمثابة مؤشراً لسماح الرب ببدء إعلان الشيخ عن إيمانه بوضوح تام ..

لكن رأت الكنيسة بحسب إرشاد الروح القدس أن يستمر الشيخ في مواصلة الخدمة داخل الكنيسة بهدوء وحذر لحين خروجه النهائي من الوطن . ومنذ اليوم الأول من خروجه ، وهو يعلن عن إيمانه المسيحي بشكل واضح ومباشر ، وخاصة بعدما وصلته رسالة من أحد آبائه الروحيين في الوطن يقول لي فيها :

( تذكر أنه مطلوب منك الآن أن تشهد للمسيح وما عمله معك من مراحم في كل قرية ومدينة وأمام كل أحد لأن ما كان " هنا " غير مستطاع ، أصبح "هناك " مستطاع ).

فانطلق الشيخ التائب يشهد أمام الناس بمراحم المسيح معه اعتباراً من مايو 1993 م .

ثم تلقى دعوة عام 94 من بعض رجال الدين المسيحيين في ( بروكسل ) لإلقاء عظة داخل أحد الكنائس والتي حضرها مبشرون من جنسيات مختلفة ، وتناولت العظة قصة إيمانه بالمسيح ، وكيفية ظهوره لي في الكعبة . وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها علناً عن ظهور المسيح له في الكعبة ، وعن مراحمه الكثيرة في حياته .

وتكرر الأمر داخل الكنيسة ( الإنجليزية ) للعاملين بالسوق الأوربية ببركسل ، وبعدها توالت إعلانات إيمانه بشكل أكثر وضوح وأكثر علانية ، وخاصة في وسائل الإعلام الهولندية ، بعدما أعد التليفزيون الهولندي حلقة تليفزيونية تناولت ظهور المسيح له في الكعبة . ثم تكرر العرض في أحد الفضائيات التي تبث برامجها لمنطقة الشرق الأوسط ، ثم في أحد الإذاعات التبشيرية الموجهة للعرب والمغاربة في هولندا وبلجيكا ثم كتبت عنه الجريدة الكاثوليكية الرسمية بهولندا ، ثم ألقى نفس الشهادة عينها في العديد من الكنائس الهولندية ، ثم في الكنائس الشرقية والتجمعات المسيحية الشرقية ثم في الكمبات ، مروراً بزياراته العديدة للسويد وإلقاء شهادته داخل الكنائس ووسط تجمعات المسيحيين الشرقيين ، وهكذا بدأت الناس تعرف بعض تفاصيل هذه القصة العجيبة التي تدل على مراحم الله بالنفس البشرية الساقطة .

وتعالت الأصوات التي تطالبه بإعداد كتاباً يتناول سرداً كاملاً لقصة إيمانه ، ومنها أصوات صادرة من آباء كهنة أقباط وسريان وأرمن وبعض الشخصيات الكاثوليكية والبروتستانتية .

وكان قد بدأ بالفعل في إعداد هذا الكتاب في فبراير عام 1988، أي بعد مضى حوالي سنة على إيمانه بالمسيح ، وكان آنذاك متخفياً في شخصية ( بواب ) في إحدى العمارات ، فوجدها فرصة مناسبة للبدء في تدوين مراحم الله معه ، وذلك بعد مشورة من مرشديه الروحيين ، الذين طالبوه بتسجيل قصة إيمانه والاحتفاظ بها لحين يأذن الرب بنشرها على الناس

وبالفعل سجل حوالي ثمانون صفحة غطت قصة ظهور المسيح له ، وما تتبعها من أحداث تناولت السنة الأولى من إيمانه ، وبعدها توقف عن التسجيل بعدما قامت الكنيسة بتكريسه الكامل لخدمة المسيح في مجال الحالات الخاصة ، والتي أخذت كل وقته وجهده طوال النهار والليل ، في البحث عن المرتدين وإرشادهم بالرجوع للرب ، وإعداد تقارير بحالتهم للكنيسة ، فانشغل ولم يعد لديه الوقت الكافي لاستكمال قصة مراحم المسيح معه . بالتالي فلقد تم تأجيل فكرة استكمال وإعداد هذا الكتاب ..

ثم اكتشف مع الأيام والسنون أن هذا التأجيل كان للخير لأنه كان لابد له أولاً أن يتعرف على المسيح أكثر وأكثر ، وإلى أن يدخل معه إلى العمق ليشاهد روعه جماله ، حتى تتيح له العشرة مع المسيح اكتساب روح التواضع والنضج الروحي ، لكي لا ينتفخ من المجد الباطل ،حتى متى قرر الرب استكمال إعداد هذا الكتاب ، يكون الهدف هو إعطاء المجد – كل المجد - لصاحب المجد ربنا يسوع المسيح الذي محا عاره ورد اعتباره

وعندما حاصر المقاومين بيته واضطر إلى مغادرته فقدت منه غالبية صفحات المسودة الأولى لمشروع كتابه ، ضمن ما فقده من أثاث بيته ، وكأن الله أراد أن يعيد الكتابة بأسلوب جديد يليق بخادم مسيحي ناضج روحياً ، وليس مجرد شخص حديث الإيمان يظن في نفسه أنه صار بطلاً من أبطال الإيمان ، وليس مجرد إنسان خاطىء .

كما شاء الرب أيضاً أن يعد قصة مراحمه معه وهو مريض وغريب ومحاط بصعوبات جمة ، ويكون قد مضى على إيمانه أكثر من 14 سنة حفلت بأحداث ومواقف ومتغيرات ولكن بقى إيمانه راسخاً لا يتزعزع ، وكان طوال هذه السنوات ينتظر من الله أن يعطيه إشارة للبدء في إعداد هذا الكتاب ، حتى وصلته هذه الإشارة بواسطة أب كاهن قبطي من مصر أرسل له رسالة قصيرة يقول فيها بالحرف :

( الخادم المبارك في الرب الأخ صموئيل

.. أرجو إرسال قصة رجوعكم للمسيح بالتفصيل

لأن الكثيرين هنا يريدون معرفتها بدقة لمجد المسيح ).

علماً بأن هذا الأب الكاهن يخدم في نفس الكنيسة التي احتضنت إيمان الشيخ منذ البداية ، وفور عودته من السعودية في يناير 1987 ، مما جعل لهذه الكنيسة بكهنتها وشعبها ، مكانة خاصة جداً في قلبه ، فاعتبر رسالة أبونا بمثابة إشارة البدء في تدوين وإعداد هذا الكتاب .

والآن وبعد مضي 14 سنة على إيمانه (مضى على إيمانه الآن 19 سنة ) ، وبعد الكثير من الخبرة مع الرب في مجال الشهادة لاسمه القدوس سواء في وطنه أو في المهجر ، وبعد تدهور صحته آثر إصابته بالفشل الكلوي ، وبعد تزايد أعداد المؤمنين المطالبين بمعرفة ما عمله الرب في حياته من إحسان ، يعتقد أنه قد حان الوقت ليكمل تسجيل قصة مراحم المسيح معه لتعرفها الناس ، ويكون هدف هذه المعرفة هو إعطاء المجد لله الصانع العجائب مع النفوس التائهة .

وبالطبع فلن يستطيع ذكر كل شئ بالتفاصيل !!!

لأن هناك أحداث معينة مرتبطة ببعض الشخصيات البارزة ( سواء في الكنيسة ، أو في الدولة ) وليس من الحكمة البوح بها ، أو الإفصاح عنها الآن .

كما توجد بعض الإعلانات الإلهية التي كانت موجهة خصيصاً له ، وغير مسموح بإعلانها للناس .

كما يوجد أيضاً بعض الأحداث المتعلقة بأقاربه ليس مناسباً أن تنشر في كتاب .

لذلك فسيكون جل تركيزه على الجوانب الروحية فقط ، لأن هدف هذا الكتاب هو هدف روحي وليس مجرد سرد مذكرات ذاتية ، باستثناء بعض الأحداث التي تخدم وتساعد على إبراز هذا الهدف الروحي .



وهكذا ستبقى بعض الأسرار في طي الكتمان ..

نصيب منها سيتم الإعلان عنه في وقت لاحق ، ونصيب آخر سيدفن معه .

أما عن سبب اقتباسه عنوان كتابه من الآية الواردة في ( لوقا 15 : 32 )

فذلك يرجع إلى تأثره الشديد بقصة عودة الابن الضال ،والعبارة الذهبية التي نطق بها الأب الكريم في محل دفاعه عن أبنه الصغير أمام أخيه الأكبر الذي لم يفرح بعودة أخيه إلى البيت ثانياً بعدما كان قد هجره وذهب للعيش في الكورة البعيدة ثم ندم وقرر العودة إلى أبيه طالباً المغفرة والصفح ، ففرح أبيه بعودته وذبح له العجل المسمن وأقام له فرح كبير فأحتج أخيه الأكبر ورفض دخول الفرح ، فخرج إليه أبيه الكريم وقال له :

( .. كان ينبغي أن نفرح ونسر لأن أخاك هذا

كان ميتاً فعاش وكان ضالاً فوجد ).

وهي العبارة التي أثرت في نفسي كثيراً ووجدتها متطابقة تماماً مع قصتي .

لأني بعد رجوعي لأبي السماوي ، فوجئت به يكرمني ويرحب بي ويمحو عاري بين الناس ويضعني في بيته الأمين الذي هو الكنيسة ، فأحتج البعض وقالوا :

كيف تسمحون لشيخ جامع يصير خادماً في الكنيسة ؟
فكان الله يرد عليهم على لسان أبي الروحي ، فيقول لهم :

كان ينبغي أن تفرحون برجوع الشيخ إلى حضن أبيه السماوي ، فهو أبن المسيح مثلكم .

لذلك فلم أجد عنوان آخر يناسب قصتي سوى هذه الآية المباركة التي نطقها الأب السماوي الرحيم ، فقررت أن تتصدر هذه الآية قصة مراحم الله معي . واتخذت هذا القرار منذ كنت بالدير عام 1987



ففي هذه الآية نرى عمق محبة الله وترفقه بالخطاة ، وهذا ما يحفزنا نحن البشر إلى الرجوع للمسيح معترفين له بخطايانا واثقون من نيل غفرانه حتى نتمتع بخلاصه الثمين الممنوح لنا مجاناً على الصليب .

لأنه وكما يقول الكتاب :

( كل الذي يؤمن بالمسيح " لا يخزي ".

وقول المسيح الصادق :

( من يقبل إلي لا أخرجه خارجاً ) .

راجياً من السيد الرب أن يستخدم هذا الكتاب لمجد اسمه المبارك ببركة صلوات وشفاعات القديسة الطاهرة العذراء مريم أم النور .

أرجو أن تذكروني في صلاواتكم ..
مع تحياتي ومحبتي ..
صموئيل بولس عبد المسيح .


هولندا في ظهر 1 / 1 / 2001

( الذكرى السنوية الرابعة عشرة للظهور الأول للسيد المسيح لحقارتي في الكعبة )




إهداء

إلى من محا عاري ورد اعتباري ..

ربي وإلهي وسيدي ومخلصي يسوع المسيح البار القدوس الذي تنحني أمامه كل ركبة ويعترف كل لسان أنه هو الرب وليس سواه من مخلص أو معين .

والإهداء أيضاً إلى :

العظيم في القديسين : الأنبا صموئيل المعترف الذي يشرفني أن أحمل اسمه الأول .

والإهداء أيضاً إلى روح أبي الروحي القديس القس المتنيح أبينا المحبوب : بولس شاكر

( أول رجل دين مسيحي ألتقي به بعد إيماني ، والذي يشرفني أن أحمل أسمه ، ليكون اسم أبي ).

والإهداء أيضاً إلى :

سيدي الأب الحبيب ، وولي نعمتي ، وصاحب الفضل الكبير علي ، جناب الأب الراهب القمص القديس الطاهر الذي رأيت المسيح في وجهه ، ومن خلال محبته الأبوية لضعفي ، أبي الحبيب : القمص

( أنسطاسي الصموئيلي ) .

وإلى أبينا المحبوب القمص : ميخائيل ، وأبينا المحبوب القمص صرابامون ، وإلى بقية آبائي الروحيين الأحباء الكهنة والرهبان الذين وقفوا بجواري في كل ضيقاتي من أجل المسيح .

وكما أهدي هذا الكتاب أيضاً إلى :

روح أمي التي ظللت تبكي من أجلي سنوات طويلة بدموع غزيرة حتى استجاب الرب لدموعها ، وأحيا نفسي من بعد موت .

والإهداء أيضاً إلى : أحبائي قراء مجلة ( الحق والحياة )
وأما الإهداء الخاص جداً فهو إلى :

( إلى كل الذين ضلوا عن الطريق )

راجياً منهم سرعة العودة للمسيح قبل فوات الوقت .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أنا مسيحي
مسيحي متميز
أنا مسيحي


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1381
العمر : 35
الكنيسة التابع لها : كنيسة مار جرجس

كان ميتاً فعاش ج 1 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كان ميتاً فعاش ج 1   كان ميتاً فعاش ج 1 Icon_minitime1الثلاثاء 29 يونيو 2010, 9:52 am

صورة بشعة من الماضي الكئيب :
شيخ جامع متطرف وحقود !!!
لم أكن أدري وأنا في طريقي إلى الكعبة لتأدية مناسك العمرة ، بأنني سوف التقي هناك بذاك الذي ظللت عمري كله أضطهده وأجدف على اسمه الكريم !!!

فلقد كانت سيرتي قبلاً وأنا في الديانة الإسلامية ، سيرة سيئة مليئة بالتعصب والتطرف والعداء الشديد لكل المسيحيين الذين كانوا بحسب معتقداتي الباطلة والمريضة والحقودة ، هم مجرد أناس كفار!

ومشركين بالله ! لعبادتهم إنساناً مخلوقاً مثلهم هو عيسى ابن مريم !!!

ويقولون عن الله أنه ثالث ثلاثة !!!

والقرآن صريحاً في نعت كل من يقول ذلك بالكفر الصريح وذلك من قوله في ( سورة المائدة عددي 17 ، 73 ) :

( لقد كفر الذين قالوا أن الله هو المسيح )

( لقد كفر الذين قالوا أن الله ثالث ثلاثة )

ومن المعروف أن جزاء الكافرين في القرآن هو قتالهم في الأرض ، وتعذيبهم بالنار في الآخرة ، وذلك من قوله في

( سورة محمد 3 ) : ( فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب العناق )

وقوله في سورة التوبة 6 – 8 : ( قاتلوا أئمة الكفر أنهم لا إيمان لهم )

وقوله أيضاً في سورة المائدة 60 : ( سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون وجعل منهم القردة والخنازير)!!!!


هكذا كانت نظرتي السيئة الجاهلة للمسيحيين بحسب الفكر الديني المتطرف الذي نشأت عليه منذ حداثتي ، والذي أصبحت داعية له في المساجد ، وفي أوساط الجماعات الإسلامية المتطرفة ، وعلى طول القطر المصري وعرضه !

فكانوا أمامي مجرد : كفار ومشركين ، وأخيراً وبحسب وصف القرآن لهم فكنت أراهم مجرد : (قردة وخنازير) !!!




.... لذلك كان حقدي على المسيحيين وعلى رجال كنيستهم مضاعفاً ، ومغالياً جداً فيه ، لدرجة جعلت أساتذتي من الشيوخ العقلاء إلى ( لفت ) انتباهي إلى هذا التطرف المريض ضد المسيحيين ! ومطالبتهم إياي بتخفيف حدة هجومي عليهم !!!

ولن أنس أبداً ما صرح به أستاذي الداعية الإسلامي الكبير اللواء طبيب : ( أ.خ ) [ حفيد الشيخ خطاب الكبير مؤسس سلسلة مساجد الجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة المحمدية بمصر والوطن العربي ) ، حينما كان يقوم بمراجعة كتابي السيئ الصيت : ( الرد الكافي والبيان الشافي لادعاءات أهل الكتاب )

والذي كنت قد أعددته مدفوعاً بحقدي وكراهيتي للمسيحيين ورجال كنيستهم ، ورغبتي المحمومة في الانتقام منهما بمحاولة نسف دينهما والتشكيك فيه ! وهذا الكتاب أعتبره من أسوأ أعمالي التجديفية طوال حياتي كلها ضد المسيح والمسيحية والكنيسة ، فلم يكن كتاباً ، بل كان قنبلة أردت تفجيرها في كل ما هو مسيحي مستخدماً هذا المؤلف الضخم ( 18 جزء ) والذي جمعت فيه كل آراء أعداء المسيحية عبر التاريخ ! ، وكان الشيطان يملي علي كل ما أكتب من تجديف ، فكان هو المؤلف الحقيقي لهذا الكتاب الملعون ، والذي طبع الجزء الأول منه بمعرفة رابطة العالم الإسلامي في السعودية .. فقال أستاذي محتجاً على أسلوبي الهجومي في هذا الكتاب الملعون : ما هذا يا شيخ محمد ؟!

فلا بد أن تخفف من حدة هجومك على المسيحيين !!!

فقلت له : أنا يا مولانا لم أقل فيهم غير ما سبق وقاله القرآن عنهم !!!

فقال : نعم ، نعم ، فهذا صحيح ، ولكن ليس بمثل هذا العنف الصريح يا شيخ محمد !

ثم أضاف قائلاً : ( يا ابني أنا أريدك أن تفكر بنضج وبدون عواطف ، وأنا أرى أنك متحاملاً على المسيحيين بشكل مبالغ فيه ، وأنصحك بإعادة ما كتبته وحذف مثل هذه العبارات الجارحة )!!!



ونظراً لاحترامي الكبير لهذه الشخصية الدينية والرسمية والاجتماعية المرموقة ، فلقد أعيدت صياغة فصول الكتاب بعد حذف الكثير من العبارات الساخنة المليئة بالهجوم والتجريح ضد المسيحيين ، وبالرغم من ذلك فبقى كتابي هذا من أسوأ وأعنف الكتب الإسلامية المضادة للدين المسيحي !!!


وبعدما أعيدت صياغة الكتاب بعد حذف العبارات الصعبة منه ، وأعيدت عرضه على رئيسي ، نال إعجابه وقرر أن يكافئني بتأدية مناسك العمرة على نفقته .



كما لن أنس أبداً تعنيف مسؤول أمني كبير متدين وكان وقتها يشغل منصب ( مدير الأمن العام بمديرية أمن القاهرة ) ، واصبح وزيراً للداخلية فيما بعد ، وكنت قد ذهبت لمقابلته ومعي كرت توصية من لواء في جهاز أمني خطير ، لتسهيل مهمة اعتناق شاب مسيحي للإسلام ، وكان هذا الشاب من محافظة (الجيزة) ويتبع مديرية أمن الجيزة ، ونظراً لأن له أقارب يعملون داخل مديرية الجيزة ، فطلب إشهار إسلامه في مديرية أمن القاهرة حتى لا يعرف أحد من معارفه بموضوع إشهار إسلامه لأجل الزواج من فتاة مسلمة .

ولكن مديرية أمن القاهرة رفضت طلبه ، وطلبت منه التوجه لمديرية أمن الجيزة طبقاً للقانون الذي ينظم مسألة اعتناق الإسلام ، ويلزم كل طالب إشهار إسلام أن يتم داخل المديرية التابع لها .

وقيل لي وقتها أن السيد مدير الأمن العام رجل متدين وغيور على الإسلام ، فتشجعت وذهبت لمقابلته ظناً مني بأنه سوف يسهل أمر اعتناق الشاب للإسلام في مديرية أمن القاهرة ، لكني فوجئت بمدير الأمن العام يوبخني لأني طالبته بمخالفة القانون ! ، وكان رجل عجيباً جداً ، فلقد قال سيادته بالحرف :

( ليس بمثل هذه الطريقة ندعو بها إلى الإسلام يا شيخ محمد ! ، فالإسلام دين عدل ونظام ! ، فكيف تطالبني يا شيخ بكسر النظام ومخالفة القوانين )؟!

فتعجبت من إجابته ، وقلت له :( يا أفندم هذه عرقلة لانتشار الإسلام في بلد مسلم يحكم بالإسلام !!

فقال بحدة :

عيب عليك يا شيخ ، فنحن أحرص الناس على تطبيق الإسلام .

فقلت له بتبجح :

( كيف وسيادتكم تعرقلون شخص نصراني يريد الدخول في دين الحق ! ، والمفروض أنكم تفرحون به وتشجعونه ، وتدعون لله أن يكثر من أمثاله حتى يبقي كل المصريين مسلمين وموحدين بالله مثله ، ولا يبقى هناك نصراني واحد على أرض مصر !!!

فقال لي هذا الرجل الشريف والذي لم أره أي مسؤول حكومي مسلم مصري في مثل نزاهته :

( عيب عليك يا مولانا فكل المسيحيين المصريين هم أخوة لنا في وطن واحد ، وأنا مسلم لكن غير متعصب ومتطرف مثلك .



قال هذا ثم قام بتمزيق الكرت وألقاه في سلة المهملات !

ثم وجه حديثه لي قائلاً :

قل لسيادة اللواء الذي أرسلك لي ، بأني لا أقبل واسطة من أحد !

ثم أضاف بلهجة آمرة لينهي المقابلة :

( وتفضل خذ هذا الشاب وأذهب به إلى مديرية أمن الجيزة ليشهر إسلامه هناك )!!!

وذهبت من عنده ناقماً على هذا القانون الظالم !!!



ومن الطريف في هذا الأمر أنني بعد اعتناقي المسيحية ، ظللت أبحث عن هذا الشاب لإعادته ثانياً للمسيح ، وتفاصيل ما تم بيني وبينه بعد ذلك غير مسموح بالنشر .

كنت أشعر بسعادة غامرة كلما نجحت في جذب أي مسيحي إلى الإسلام بعد زرع الشكوك بداخله في صحة العقائد المسيحية !!! وحدث أنه أثناء ذهابي إلى مكة لتأدية مناسك العمرة ، أن تذكرت هذه الواقعة مع مدير الأمن ، فقلت مناجياً الله :( يا رب أنت تعلم كم تعبت من أجل نشر دينك وسط الناس !!

وأني أشكرك وأحمدك على نعمة الإسلام !

لأنه الدين الوحيد المعتبر عندك ! : ( إن الدين عند الله الإسلام )![ آل عمران 9]

( ومن يبتغي غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين )![ آل عمران 85 ]

وأن أراد الله أن يهدي إنسان فيشرح قلبه للإسلام وهو أعلم بالمهتدين [ الأنعام 117 ، 125 ].

ووجدتني أردد قول القرآن : ( اليوم أكملت لكم ديتكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً )!!! [ المائدة 3 ].

وقوله أيضاً : ( ومن أحسن دينا من أسلم وجهه لله ) [ النساء 125 ].



كنت بملابس الإحرام ، وكانت لحيتي طويلة جداً " بعدما قررت عدم تهذيبها منذ ثمانية شهور " ..

عندما وقفت على ظهر الباخرة المتجهة من ميناء السويس إلى ميناء جدة ، أتمتم بعبارات الحمد والشكر لله وأنا متوجهاً لبيته الحرام ، قائلاً :

( الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لهذا لولا أن هدانا الله ! ، وأصلي وأسلم على نبي الهدي والرحمة ! سيد خلق الله أجمعين سيدنا محمد وعلى آل بيته وأتباعه ) !

وكان ذلك مساء يوم 30 / 12 / 1986 ، حيث كنت أقف على ظهر الباخرة أتأمل في السماء الصافية وأنا أناجي الله

( بحسب اعتقادي السابق ) وأذكر أني بعدها عدت إلى ( مقصورتي ) ، وكتبت هذه الكلمات العجيبة بمناسبة اقتراب السنة الجديدة : ( يا رب أنت تعلم أني أحبك ! ، وأني أريدك يا رب أن تجعل هذه السنة القادمة جديدة في كل شئ :

حياتي تكون جديدة ، قلبي يكون جديداً ! ، روحي تكون جديدة ) !



وفيما يبدو أن الله استجاب لدعائي لأني كنت صادقاً فيه ، ونطقته بدموع مستصرخاً له أن يتدخل في حياتي ويغيرها للأفضل دون أن أدرك كنه هذا ( الأفضل ) أو طبيعة هذا ( التغيير ) !!!

ففي أول يوم من أيام السنة الجديدة 1 / 1 / 1987 ظهر لي السيد المسيح في الكعبة وأحدث ظهوره تغييراً جوهرياً وهائلاً في حياتي .. إذ أعلن لي السيد عن سر بهاء مجده الأزلي ، وقام بلمسة من يديه الحانيتين بتجديد حياتي كلها ، وذلك بعدما تنازل وتفضل ومنحني حياة جديدة ..

وقلباً جديداً وروحاً جديداً ..تماماً كما طلبت !!!

ملاحظات :

كما سبق وذكرت لكم أنني عندما طلبت من الله إحداث هذا التغيير في حياتي ، لم أكن أعرف على وجه الدقة ما هو طبيعة هذا التغيير المطلوب ، كل ما في الأمر أنني شعرت بأن هناك شيء ما بداخل أعماقي يطلب إحداث هذا التغيير الغامض .



وقد فسر بعض الآباء الروحيين هذا الشيء الداخلي على أنه لربما يكون الروح القدس الذي نلته في المعمودية وأنا طفل رضيع ( كما هو متبع عند الأقباط الأرثوذكس ) وهو الروح الذي يتشفع فينا بأنات لا ينطق بها . وقال أب روحي آخر : أنني بالرغم من كل شروري وآثامي ، إلا أنه كان هناك شيء طيب بداخلي لربما يرجع إلى أيام الطفولة المبكرة ، وهذا الشيء هو محبتي الكبيرة والعميقة ( لبابا يسوع الحلو ) الذي كنت أتعلق به منذ كان عمري الخامسة ، وظل هذا التعلق الكبير معي حتى السابعة .

وأب آخر قال : أن ظهور المسيح لي بهذه الكيفية العجيبة ، وفي مكان مثل الكعبة ، لابد وأن يكون ورائه سبب جوهري معين يتعلق برغبتي الداخلية الجادة في إحداث هذا التغيير . ودرجة استعدادي لقبول الحق وعدم معاندته ، لأن الله عادل ولا يلغي إرادة الناس ولا يفرض نفسه عليهم لمعرفة الحق .

وقال أب آخر : ربنا يا أبني كان يعرف تماماً أنك كنت ضحية الظروف القاسية التي مررت بها في طفولتك لذلك ظهر لك وغفر لك ذنوبك وقبلك إليه .

وكان هذا الكلام الأخير هو كلام أبينا القديس القمص أنسطاسي الصموئيلي في أول لقاء بيني وبينه داخل الكاتدرائية عام 1988 .

ومهما يكن من أمر ، فلقد أحبني الله ( وأنا خاطئ ) وهذا كرم كبير منه لا أستحقه .




............ ثم ودعني معالي الدكتور حتى باب الرابطة ، وتمني لي تأدية عمرة مباركة ..

وهكذا انصرفت من مقر رابطة العالم الإسلامي بمكة وأنا فرحاً جداً لكرم الله الكبير معي !!

لم أكن فرحاً بالمال الوفير الذي تحصلت عليه فقط من الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ومن السكرتير العام للمؤتمر الإسلامي ، بقدر ما كنت فرحاً بذهابي إلى الكعبة الشريفة حيث بيت الله الحرام !! ولم لا ؟! فهو أقدس مكان عند المسلمين ؟ فالكعبة الشريفة قد بناها آدم ، وتباركت بالخليل إبراهيم ، وبالذبيح إسماعيل ، وبالحبيب المصطفي !!!

وتذكرت قوله تعالى : ( أول بيت وضع للناس الذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين . فيه آيات بينات . مقام إبراهيم مصلى ومن دخله كان آمناً ولله حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ) [ سورة آل عمران 97]

وقوله أيضاً :

( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات ) ( سورة الحج 26 – 28 ).

ووجدتني أهتف من أعماقي قائلاً : يا الله ما أسعدني ! بل أنا اليوم أسعد إنسان تحت السماء ! ولم لا ؟! فحقيبتي ممتلئة بالمال !وقلبي عامراً بالإيمان ! وهاأنا في طريقي الآن إلى الكعبة بيت الله الحرام ! حيث الملائكة تنزل عليها من السماء !

وحيث أقدس مكان في الوجود انطلق منه شعاع الإيمان والتوحيد إلى كل الأرض ! ..

فهنا أشرق الله قبساً من نوره عندما خلق سيد الخلق أجمعين وأكرم النبيين وخاتم كل المرسلين ، والذي تنبأ به سيدنا عيسى قائلاً : ( وسيأتي من بعدي نبياً أسمه أحمد ) !!

آه يا رسول الله ، يا نبي الهدى !!! فها أنا أتجول في أماكن تقدست بك !!!

فهنا كنت تعظ الناس ! وتحتمل إيذاء الكفار!! منادياً بينهم بدين التوحيد و محطماً أصنام الطاغوت !!! ! و منهياً عن الخبائث والشرور !!!!

وكم تألمت من جور قريش والمكيون ، فعمك وقف ضدك ، ونشأت يتيماً محروماً من حنان الولدين ، كم بكيت هنا حزناً على ضلالة قومك ، ورغم ذلك رفضت أن يضيق الله عليهم ( المخشبين " الجبلين " ) عسى أن يؤمن أحدهم !!!

ما أرق شعورك يا رسول الله !!!

وما أعظم عطفك وشفقتك على الكفار !!!!

وهنا أيضاً تألم أصحابك :

فسلام على آل ياسر !

سلام على أبطال الإيمان !

سلام على بلال مؤذن رسول الله .. سلام عليك وأنت تئن من شدة تعذيب الكفار لك وتعلن تمسكك بالله الواحد الأحد قائلاً : أحداً أحداً !!!



كل هذه الخواطر الإسلامية وغيرها ، كانت تجول بخاطري وأنا أسرع الخطي إلى المسجد الحرام ، حتى بلغته وراعني فخامة بناؤه ، ورأيت الناس وهم يطوفون حوله ، فترقرقت الدموع في عيني ..



ووجدتني أرفع عيناي نحو السماء شاكراً لله ، ثم هممت بهبوط الدرجات لأنضم للطوافين ،

ولكن فجأة شاهدت نوراً في السماء يسطع ببهاء ليس له مثيل ، ويتوسط النور وجه المسيح البهي ، وحوله ملائكته ، وكان مشهداً فريداً زلزل كل كياني …

فلقد ظننت أنني يمكن أن ألتقي في هذا المكان ( الكعبة ) برؤية روحية

للخليل إبراهيم

أو للحبيب المصطفي ..

ولكني لم أرى الخليل

ولا المصطفي ..

بل رأيت ( رب ) الخليل ..

و ( إله ) المصطفي ..

نعم رأيت يسوع !!!!

نعم رأيت يسوع !!!!

نعم رأيت يسوع !!!!

نعم رأيت يسوع !!!!

نعم رأيت يسوع !!!!

نعم رأيت يسوع !!!!





( من يد الهاوية أفديهم ومن الموت أخلصهم ) [ هو 13 : : 14 ] :
لقاء أكثر أهمية مع المسيح في الكعبة !!!

على كل مسيحي ومسيحية قبل البدء في قراءة هذا الإعلان الإلهي الفريد ، أن يسجدون الآن للسيد المسيح في خشوع وخضوع ومهابة قائلين له :

( المجد لك يا رب .. المجد لك أيها القدوس القادر على كل شئ ، المجد لك أيها الإله الحي السرمدي الذي تنازلت وأعلنت عن سر بهاء مجدك أمام الشيخ محمد ( المفتري والمقاوم والمتدنس من خطاياه )، المجد لك يا يسوع لأنك إله عطوف ومحب للخطاة ، المجد لك يا من لا تسر بموت الخاطئ مثل ما يتوب ويرجع ويحيا .. تعال الآن يا رب وأحيي قلوبنا المائتة وأعلن لنا عن ذاتك كما أعلنته لهذا الشقي المقاوم ، تفضل يا رب وأظهر لنا ذاتك داخل أرض خطايانا وآثامنا ، كما سبق وتفضلت وأظهرت ذاتك للشيخ محمد داخل كعبة خطاياه وآثامه ).
أه ليت العالم كله ينصت بإجلال وخشوع هو يسمع هذا الحدث الفريد ..

الله العظيم الذي لا تسعه سماء السماوات ، والذي تخر الجبال أمامه خاشعة ..

هاهو يتنازل ويتواضع ويعلن نفسه أمام شخص خاطئ وحقير مثلي ..

اهتفي أيتها السماوات لأن الرب قد فعل .. فعل عظيم مراحمه مع البؤساء والأشقياء أمثالي .. أه ما أعظم محبتك يا رب للخطاة والبعيدين ، وكيف تظل تبحث وتفتش عنهم حتى تجدهم ، ومتى وجدتهم تفرح بهم كما يفرح الراعي حينما يعثر على خروفه الضال ..

وكيف في سبيل بحثك عنهم تذهب وراءهم حتى لو شردوا عنك بعيداً جداً ..حتى لو غاصت أرجلهم في أوحال الضلال والتجديف والموت وعبادة الأوثان ..

نعم يا رب فأنت تبحث عنا نحن الخطاة في الملاهي ، في الشوارع الخلفية ، في الطرقات المظلمة ، بل وتبحث عنا حتى ونحن في أحضان الفسق والرذيلة ..

بل وحتى لو ضللنا وتمادينا في ضلالتنا وغينا أكثر فأكثر وتجرأنا وذهبنا إلى مكان مثل الكعبة بما يحمله هذا المكان من رموز تجديفية ضد اسمك المبارك ، وما يحويه من رموز مضادة للحق وللنور ؟

فمن هنا " الكعبة "( أي من داخل أرض ضلالتي ) كان لقاؤك الأول بي أيها السيد العظيم من هنا " الكعبة "( أي من داخل أرض خطاياي ) دعوتني وانتشلتني من الحضيض ..

من هنا " الكعبة "( أي من داخل أرض آثامي ) أعلنت لي سر بهاء مجدك ..

من هنا >> >> ( أي من أرض تجديفي ) أعلنت لي أنك وحدك هو الإله الحي ..

من هنا << << ( أي من أرض جهالتي ) أعلنت لي أنك وحدك الطريق والحق والحياة

من هنا << << ( أي من أرض شروري) أعلنت لي أنه لا دين ولا رسالة إلا بك ..

من هنا << << ( أي من أرض نجاساتي ) أعلنت بدء إشراق نورك في حياتي المظلمة ..

من هنا << <( أي من أرض الأكاذيب ) أعلنت لي حقائق مذهلة فضحت ونسفت كل الأكاذيب .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أنا مسيحي
مسيحي متميز
أنا مسيحي


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1381
العمر : 35
الكنيسة التابع لها : كنيسة مار جرجس

كان ميتاً فعاش ج 1 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كان ميتاً فعاش ج 1   كان ميتاً فعاش ج 1 Icon_minitime1الأربعاء 30 يونيو 2010, 10:52 am



لقاء إلهي فريد في الكعبة !!!

السيد المسيح يكشف لي عن حقائق مذهلة تنسف كل الأكاذيب

في لحظة نادرة من لحظات العمر تجلت فيها الرحمة الإلهية مع خاطئ ومقاوم مثلي ، لحظة من أروع وأقدس لحظات حياتي ، إذ تقابلت فيها وجهاً لوجه مع إلهي وخالقي .. نعم يا أخوة فلقد رأيت ربي وإلهي وخالقي ببهاء ومجد عظيمين وهو يتوسط السماء ومن حوله هالة من النور الساطع ، ويحوطه الملائكة بمجد يعجز القلم واللسان عن وصفه لشدة روعته وعظيم بهائه .

وكان لوجهه النوراني الكريم سلطان نافذ لا يقاوم ، وكان يشع من عيناه الجمليتين ، العميقتين ، بريقاً عجيباً كالماس ، وينبعث منهما شعاعاً أشبه بشعاع الليزر ، ثم فوجئت بهذا الشعاع يخترق كل شئ بداخلي حتى تجويف عظامي ! ، ويكشف ويعري كل خباياي ، فصرت وكأني عرياناً تماماً أمامه ، غير قادراً على إخفاء أي شئ عنه ، فأحداث حياتي كلها منذ أن وعيت على الدنيا صارت مكشوفة تماماً أمامه !! حتى أنه كشف أمامي حادثاً ارتكبته وأنا طفل عمري سبعة أعوام عندما كنت داخل الفصل المدرسي بمدرسة الوحدة الابتدائية بشبرا عام 1967 م

وكان عبارة عن سرقتي لقلم رصاص من أحد زملائي يدعي مجدي !!!

ثم أراني حادث آخر تعرضت له عندما كنت في الثامنة من عمري !!!

فتعجبت جداً لأن هذين الحادثين لا يعرفهما أحد من عالم البشر ، فكيف عرفهما هذا الشخص النوراني الذي أراه أمامي الآن ؟؟؟

وهنا قرأ السيد المهيب أفكاري ، وقال لي من خلال نظرات عينيه :

( من الذي رآك من الناس عندما حدث هذا )؟

فقلت مرتعباً : لا أحد سوى الله يا سيد

فقال السيد بصوت كالزلزال :

( أنا يسوع المسيح الذي رآك

أنا هو الطريق والحق والحياة

تركتني أنا ( الإله الحي

وجئت إلى هنا لتعبد أموات وديانات الناس


*************************************************

فكانت إجابته علي كالصاعقة ، وأنتفض كل جسدي وأخذتني رعدة شديدة ، وظل قلبي يخفق من شدة الخوف والهلع ، وخاصة بعدما تبينت ملامح وجهه النوراني الكريم بأكثر وضوح ، ورأيت موضع إكليل الشوك حول جبهته ، وموضع طعنة الحربة في جنبه ، وموضع اختراق المسامير في يديه ورجليه ، فتأكدت أنه هو يسوع المسيح إله النصارى ..

فزاد هلعي وخوفي لأني تذكرت مقاومتي لأسمه ، فقلت في نفسي :

أنا ميت لا محالة عقاباً عادلاً على محاربتي وتجديفي ضد اسمه الكريم ظناً مني أنه كان مجرد إنسان مخلوق .. فلما أدركت أنه هو الإله الحي الخالق ، وجدتني ألطم خدي ، ثم أخفي وجهي بيدي عاراً وخجلاً من نفسي ، ثم أردت أن أهرب من أمامه خوفاً من عقابه وبطشه ، ولكن فجأة تسمرت مكاني !!

ولم أعد قادراً على الحراك بعدما برز شئ من الأرض وطبق على قدماي بإحكام شديد حتى لا أتحرك من أمام وجهه فلما رآني السيد وأنا هلعاً وخائفاً ، نظر إلي بحنو وإشفاق أبوي عجيب قائلاً لحقارتي من خلال نظرات عينيه :

لا تخف يا أبني ولا ترتعب !!! فأنا لم أظهر لك لأميتك أو أهلكك أو أعاقبك .

بل ظهرت لك لأمنحك حياة بأسمى إن آمنت بي ، وأن اتبعتني وأطعتني وحفظت وصاياي وتعاليمي وتركت حياة الأوثان بلا رجوع .

فقلت له والدموع تنهمر من عيني :

آمنت بك يا سيدي ، وسوف اتبعك حيثما تريد ، وسأحفظ وصاياك وتعاليمك وأكون خاضعاً لك ، وسأخرج من هذا المكان ولن أرجع إليه ثانياً .

فقال السيد الرب : هذا حسن جداً ، ولكن قبل أن تخرج من هذا المكان سوف أريك أي ضلال كنت فيه .

ثم فوجئت بجسدي يثبت موضعه بينما روحي تنخلع من جسدي وتختطف مني ، ويأخذها السيد المسيح معه إلى عصور سحيقة مضت ، وجعلني أرى هناك مشهداً في غاية العجب :

فلقد أراني السيد أناس من قديم الزمان ومن مختلف الشعوب والأجناس وهي تتعبد للأحجار والأصنام ، وبعضهم كان يدور من حولها ( كما يدور المسلمون حول الكعبة ) ، وظل يريني ما يحدث من عبادات وثنية قديمة بحسب الترتيب الزمني والتسلسل التاريخي لظهورها ، حتى بلغ بي المطاف أخيراً إلى ( حجر الكعبة والمسلمون يطوفون من حوله )

تماماً كما كانت تفعل الشعوب الوثنية في قديم الزمان !!!

وأعلن عن هذا الأمر الأخير في ترابط ذكي عجيب (بدون كلام) معطياً الفرصة لي لاستنتاج ما يريد توصيله لي من معان

ثم قال موضحاً :

أنظر فكل هؤلاء الناس تركوني أنا الإله الحي وعبدوا أموات وأصنام من صنع الشيطان ، وهم وأبناؤهم هالكون ما لم يرجعون للحق .



وهنا أرى أنه من اللياقة الروحية التوقف عن سرد بقية الإعلانات التي أعلنها لي السيد المسيح ، والتي نتج عنها نسف كل معتقداتي السابقة ، وكشفت أمامي أسرار خطيرة لا ينطق بها ، وخاصة الجزء المتعلق بحقيقة الأديان والطوائف القديمة والمعاصرة ، ونظراً لأني أردت من كتابي أن يكون له هدف روحي محدد وواضح وهو:

( محبة الله للنفس الخاطئة ، وسعيه لخلاصها ).

لذلك تعمدت – بإرشاد من الله - عدم التطرق إلى هذه الإعلانات لأنها تتعرض لأديان غير مسيحية يظن البعض أنها أديان سماوية ، بينما هي في الحقيقة ليست كذلك .

كما تتعرض لطوائف ومذاهب مسيحية قائمة ، يعتقد البعض أنها مستقيمة ، بينما هي في الحقيقة ليست كذلك .

ولشخصيات يعتقد البعض أنها مقدسة ، بينما هي في الحقيقة شخصيات هرطوقية ضالة . والله وحده يعلم بحقائق الأمور ، ويريد أن نكتشفها بأرواحنا حتى نثاب عليها .



ويمكن معرفة ظلال من هذه الإعلانات الخاصة التي أعلنها لي السيد المسيح من خلال ما أكتبه بنعمة الرب وإرشاده في مجلة ( الحق والحياة ) من حقائق إيمانية سارت عليها الكنيسة الجامعة الرسولية المقدسة منذ نشأتها ، مثل ما أكتبه عن وحدانية الله في الثالوث القدوس ، ومثل ما أكتبه عن ألوهية السيد المسيح ، وتجسده لإتمام الفداء ، إلى آخر ما تضمنه قانون الإيمان المقدس من حقائق إيمانية كتبها آباؤنا القديسون بإرشاد الروح القدس . ومثل موقفي الحاسم جداً والمتشدد للغاية من الدين الإسلامي .

ومثل مقاومتي الشديدة لمعتقدات شهود يهوه ، والنساطرة ، والأدفنتست، والمرمون ، وبقية من كان على شاكلتهم ، ومثل موقفي المتحفظ جداً من الكنيسة الخمسينية والبلاموث وبقية الطوائف المستحدثة . ومثل عتابي الشديد على كنيستي روما وبيزنطة وما تسبباه في تمزيق جسد المسيح وانقسام كنيسته المقدسة في مجمع خليقدونية المشئوم والذي أدى فيما بعد إلى إضعاف المسيحيين في الشرق ، ومن ثمة إلى ظهور الإسلام .



ولا داع للتوضيح أكثر من ذلك حتى لا يخرج اختباري هذا عن هدفه الروحي الذي أسعى إلى توضيحه ، ألا وهو :

إظهار محبة الله للنفس الخاطئة .


وفجأة أختفي السيد من أمام بصري ، وعادت السماء كما كانت على حالتها الطبيعية ، وكل هذا الظهور بما تخلله من أحاديث وإعلانات لم يكون محسوباً من عمر الزمن !!!! ، لأني عندما دخلت الكعبة كانت الساعة الثانية عشر ظهراً ، وبعد انتهاء الظهور كانت الساعة لم تزل الثانية عشر ظهراً !!!

وكنت أشعر أثناء هذا الظهور الإلهي العجيب بأن الأرض تطبق على قدمي فتعجز جسدي عن الحركة ، وأن روحي فقط هي التي كانت تتحرك ولكن بعد انتهاء الظهور واختفاء السيد من أمام بصري ، فوجئت بالأرض التي كانت تطبق عل قدمي تخلي سبيلي !!!

وبالسماء تعود إلى وضعها الأول قبل ظهور السيد العجيب لحقارتي .




حينما نبكي من شدة الفرح !!!

وجدت الزحام يدفعني ويجرفني مع الطائفين حول الكعبة ، فوجدت نفسي أطوف معهم !!! ولكني كنت أبكي وأضحك في آن واحد !:

1-أبكي تأثراً وعرفاناً لأن المسيح أعلن لي عن الحقيقة التي كانت غائبة عني فأبصرتها .

2- وأضحك إشفاقاً على هؤلاء الناس المغيبة عقولهم !!!

الاعتراف بإيماني المسيحي داخل السعودية !!!

وخشيت لئلا أموت في هذه الأرض الغريبة ، قبل أن اعترف بإيماني المسيحي الوليد .

فقررت قطع زيارتي للسعودية فوراً والتي كان مقرراً لها شهراً كاملاً ، وأسرعت بالذهاب إلى مكتب حجز تذاكر الطيران لأحجز على أول طائرة عائدة للقاهرة ، بعدما قررت إلغاء تذكرة سفري القديمة بالباخرة ، فكانت أول طائرة حجزت عليها ستقلع في اليوم التالي ، فأسرعت بالذهاب إلى الحلاق وطلبت منه أن يزيل لحيتي !!!

ثم ابتعت جهاز كاسيت وحجزت غرفة في فندق ، وداخل غرفتي قمت بتسجيل اعترافي بإيماني المسيحي وقلت بالحرف :

( لو مت في الطريق فأشهد بأني صرت مسيحي اعتباراً من الثانيةعشر ظهراً من يوم 1- 1 – 1987 وأن السيد المسيح ليس نبياً ، بل هوالإله الحي وقد آمنت به ).



فعلت ذلك وأنا داخل الأراضي السعودية دون أدني خوف !!!

ثم وضعت الشريط المسجل فيه اعترافي بداخل مظروف كتبت عليه هذه العبارة :

( يفتح في حالة موتي الفجائي ) .

ثم وضعت المظروف ضمن أوراقي داخل حقيبة يدي ، ولم أخاف من إمكانية أن يطلب مني رجال أمن المطار السعودي بتفتيش حقيبة يدي ، ثم يرون المظروف الذي بداخله الشريط الكاسيت المسجل عليه اعترافي بالمسيح ، ويطلبون سماع محتوياته . ورغم خطورة هذا الأمر في بلد إسلامي ديكتاتوري مثل السعودية التي تحكم بقتل المرتد ، إلا أنني لم أشعر بأدنى خوف من إعلان إيماني !!!

والسبب وراء ذلك كان لإيماني المطلق بأن السيد المسيح الذي اتبعته هو ( الإله الحي )

الذي في يده الحياة والممات







" الحيرة " ولقائي الأول بالشيطان داخل أحد الكنائس الإنجيلية الكبرى بمصر !!!

كانت أول كنيسة دخلتها في مصر بعد ظهور السيد المسيح لي في الكعبة وعودتي من السعودية ، هي كنيسة (…. ) وهي كنيسة إنجيلية معروفة جداً في القاهرة ..

ويقال أن بها نشاط تبشيري كبير ، وأنها تستقبل رجال الدين الغربيين القادمون من أمريكا وأوروبا ليلقوا بداخلها عظاتهم المنعشة !!

ويقال أنها كنيسة حية ومتجددة بالروح القدس ، ولذلك فهي تقيم لأتباعها الاجتماعات الروحية النافعة والمؤثرة ، وأن غالبية روادها من المثقفون والميسورين مادياً ..

فكانت صورتها لامعة جداً من خارج أمام الناس ، ولكن الرب فاحص القلوب والكلي والذي تخترق أبصاره عمق الأعماق وليس مجرد القشور ، أراد أن يعرفني بأنه :

( ليس كل ما يلمع هو بالضرورة يكون ذهباً ) !!! وكان هذا من أعظم الدروس التي تعرضت لها في بداية إيماني وتعارفي على الكنائس والطوائف ، وأدركت أنه هناك فرق شاسع بين الذين يعبدون المسيح بالحق والعمل ، وبين الذين يعبدونه باللسان والكلام ، وبين الذين يعملون أعمال جبارة وشاقة وعظيمة ورغم ذلك يختبئون وراء الصليب حتى لا يأخذون مجداً من الناس ، وبين الذين يعملون عملاً هشاً سطحياً ورغم ذلك يعملونه بضجيج كبير وينفخون بالأبواق أمام كل عمل يعملونه مهما كان تافهاً لأخذ مجد الناس ولجني أرباح مادية ، وبين الذين يعملون بصمت وإنكار ذات ..

وأن هناك فرق شاسع بين الذين يبنون الكنيسة ، وبين الذين يبنون أنفسهم عن طريق التوكيلات الأجنبية ، وبين الذين يعيشون بالقداسة الحقيقية ، وبين الذين يعيشون بقداسة وهمية .

وذلك كله عرفني إياه المسيح من خلال هذا الموقف العجيب الذي تعرضت له داخل هذه الكنيسة الحية من الخارج ، والميتة من داخل ، وهذا الموقف انقله كما هو مراعاة الأمانة والصدق :

كنت وأنا شيخ مسلم أسمع عن نشاط تبشيري هائل تقوم به هذه الكنيسة وسط المسلمون ، فلما عدت من السعودية وانتابتني الحيرة وبرز أمامي تساؤل عريض :

ماذا سأفعل الآن بعد إيماني بالمسيح ؟
هل أبقي في المسجد ؟

أم أهرب من المسلمين ؟



كنت بحاجة لمن يكون فيه روح الله ليرشدني ماذا أفعل ، ففكرت في الذهاب لهذه الكنيسة ( الحية ) لأقص عليهم حكايتي مع المسيح ، وبما أنها كنيسة حية ومتجددة فأكيد الروح سوف يرشدهم على حقيقة إيماني الوليد ، ولكن فيما يبدوا أنني قد أخطأت الهدف وذهبت للمكان الخطأ !!!

فنظراً لأن القائمون على هذه الكنيسة ليس فيهم روح الله الحقيقي ، فلم يلتفتوا لقصة ظهور الرب لي !!! وإن كان راعي الكنيسة القس (…) قد أبدى بعض الاهتمام ، ولكن في نظام كنيستهم فالقس عندهم ليس لديه أي قيمة !

وليس من حقه اتخاذ أي قرار !

وذلك لعدم اعترافهم بسر الكهنوت المقدس ، فالذين يديرون هذه الكنيسة هم جماعة من العلمانيين الرأسماليين والمنتفعين بالتوكيلات التجارية الأجنبية نظراً لعلاقتهم وتبعيتهم للغرب ، وبالتالي فنظرتهم للأمور مادية وحرفية قاتلة ، فلقد حول القس طلبي لرئيس الشئون الإدارية بالكنيسة وكان يدعي الدكتور ( … ) الذي استقبلني بفتور وقرف وتكلف ! ، وعندما تحدثت معه بدموع عما فعلته من خطايا وما فعله معي الرب من مراحم ، وعن رغبتي فأن أصير مسيحياً تابعاً للمسيح وأترك حياة المسجد للأبد ، فوجئت به يقول لي بدون خجل أو حياء :

معقول يكون لك اسم مثل الذهب (الشيخ : محمد النجار ) ، وتريد أن تتركه لتصير مسيحياً؟!




وهنا فوجئت بوجه محدثي يتبدل ويصبح قبيحاً ومرعباً للغاية ، إذ خرجت من عيناه ناراً ، وكان على جانبي رأسه قرنان !!!



كما أدركت أن الرب يريد لي طريقاً آخر لأسلكه :

طريقاً أكثر عمقاً ..

وأكثر نضجاً ..

وأكثر أصالة ..

وأكثر مصداقية ..

معرفتي السابقة عن الكنائس والطوائف المسيحية



كنت أعرف مسبقاً - بحكم دراستي الإسلامية في مجال المقارنة بين المسيحية والإسلام - وبحكم تخصصي الدراسي لفترة من الوقت في ( تاريخ نشأة الكنائس والطوائف المسيحية في العالم بشكل عام ، وفي مصر بشكل خاص ) ..

بأن هذه الكنيسة الإنجيلية المشيخية هي من ضمن سلسة الكنائس الغربية المستحدثة والتي ظهرت للوجود في القرن السادس عشر بعد انشقاق الراهب الكاثوليكي الألماني مارتن لوثر ( 1483 - 1546) الذي أعلن انشقاقه عن الكنيسة الكاثوليكية الرومانية احتجاجاً على تجاوزات باباوات روما وخاصة فيما يتعلق بعقيدتهم في ( صكوك الغفران ) ، فأعلن لوثر رفضه واحتجاجه لهذه العقيدة الكاثوليكية الغربية ، ثم قام بتأسيس مذهبه البروتستانتي أي ( المحتج والمعارض ) ..

وهو المذهب الذي تأسس على سفك الدماء والاغتصاب والسلب والنهب ، ففي هجوم أتباع لوثر على روما قاموا بذبح 53 ألف كاثوليكي ، ودنسوا الكنائس بخيولهم ، واغتصبوا الراهبات ، وسرقوا محتويات الكنائس ، وقد تفرع عن هذا المذهب البروتستانتي الدموي كل الطوائف الإنجيلية وعلى رأسها طائفة المشيخيين ( أتباع كالفن) ..

وهذه الطوائف الإنجيلية وأن كانت قد اختلفت بعض الشيء مع لوثر، إلا أنها وافقته في المبادئ والأسس العامة لدعوته وحركته ، وهؤلاء الإنجيليين الذين يعرفون ب ( المصلحين ) أو ( بالكنائس المصلحة ) لم يكونوا أقل وحشية من لوثر ، فلقد تأسست كنائسهم أيضاً على الاقتتال وسفك الدماء ، فهو ذا ( زونكلي ) أحد مشاهير رواد هذه الحركة يعلن حربه على الكاثوليك المعارضون له ، ويقود جيش بنفسه ليقتتل مع أشقائه المسيحيين ، فُيقتل ويموت في المعركة شأنه شأن أي مُحارب ..

رغم أن السيد المسيح قد أنهى عن الحروب والاقتتال وسفك الدماء ، وقال كل من أخذ بالسيف فبالسيف يؤخذ. لكن البروتستانتية كانت حركة سياسية دموية أكثر من كونها حركة دينية تسعى للإصلاح ، وقد تسببوا في تخريب الكنيسة المسيحية في الغرب بسبب الجرائم والمذابح التي ارتكبوها في حربهم ضد الكاثوليك ، وهاهو ( كالفن ) مؤسس الكنيسة المشيخية البروتستانتية يقتل ويسجن ويحرق كل من يخالفه في الرأي ، فكان رجل عنيفاً ووحشياً وقاتلاً وحقوداً ، فلقد بلغ الذين أمر بإعدامهم لمخالفته في الرأي 58 شخص !!!

وقد تسرب مذهب هذا الرجل إلى الشرق الأوسط عن طريق سوريا ، ومن سوريا تسرب إلى مصر عام 1854 م عن طريق مُرسلين أجانب في الكنيسة المشيخية بسوريا ، فكان أول الحاضرين منهم القس توماس ما كينج والقس بارينت وغيرهم كثيرون ، حتى أعلنوا عن تأسيس أول كنيسة لهم في مصر سنة 1860 ، وكان كل القائمون عليها في مبتدأ الأمر ( من الأجانب ) الوافدين من الخارج ، وبدلاً من الذهاب لتبشير المسلمون ، حضروا لبلاد الأرثوذكس المسيحيين لتحريضهم على هجر كنيستهم وأتباعهم لقاء الامتيازات الأجنبية التي كانوا يمنحونها لهم ، تماماً كما يفعل المسلمون والجماعات الإسلامية مع المسيحيين المرتدين ، فكلاهما كان يقدم المال كوسيلة للإغراء ..

وأن هذه الكنيسة المشيخية لم تعلن استقلاها الإداري والمالي عن الأمريكان إلا منذ عام 1902 م فقط وسرعان ما تفرع عن هذه الكنيسة أكثر من عشرون طائفة إنجيلية أخرى في مصر ، وهي كلها طوائف صغيرة ومستحدثة ، وجميع أفرادها هم من الأقباط المرتدون عن كنيستهم القبطية الأرثوذكسية الأم .

وكانت الكنيسة المشيخية قد أعلنت أن سبب تأسيسها في مصر هو لدعم وتقوية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ولكن أتضح مع الأيام أنهم كاذبون ومخربون وخاطفون ، فلقد تأسست كنائسهم بهدف إضعاف الكنائس القديمة القائمة ومحاولة هدمها بإخراج أتباعها منها .

وتتصف هذه الطوائف الصغيرة رغم قلة عدد تابعيها بمصر ، بالضجيج الذي يحدثونه سواء في صلاتهم ، أو ترانيمهم ، أو سائر أنشطتهم ، وكنا نحن أعضاء الجماعات الإسلامية نقول عنهم دوماً :

( الكلاب التي تنبح لا تعض ) ؟؟؟

وبالتالي فلا خوف منها ، وكنا نعني بذلك جميع الفرق البروتستانتية ، والمسيحيين الغربيين عموماً .

إنما الخوف كل الخوف من تلك ( التي لا تنبح ) لأن غالباً ما يكون عضها مؤلماً ؟؟؟

وكنا نعني بذلك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الجبارة والمرعبة والتي تشتهر بشدة تماسكها ، وقوة نفوذها وتأثيرها العميق على أتباعها .



كان هناك شيخ يتولى أمارة أحد الجماعات المتطرفة ، وكان صديق شخصي لي ، ذات مرة قال لي :

أنه حضر اجتماع موسع ضم أمراء المدن والأحياء والمحافظات لبحث مسألة الوجود المسيحي في مصر وكيفية التخلص منه ، وقال لي بالحرف :

اتفق الجميع على أن الخطر الذي يتهدد الإسلام في مصر هم الأقباط الأرثوذكس لأنهم (عظمة ناشفة) صعب كسرها ، أما الإنجيليين فهم شوية عيال الواحد ينفخ فيهم يطيرهم ‍‍‍!!!!!



فلهذا كله اعتبرنا أن الغربيين لا يشكلون أدنى خطراً على الإسلام ، لا دولياً ولا محلياً إنما كان كل الخطر آتياً من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية نظراً لعنادها التاريخي المعروف منذ مجمع خليقدونية حينما أعلنت تحديها للغرب بنفوذه الهائل وبقوته العسكرية الضاربة ، رغم ذلك أعلنت شدة تمسكها بعقيدتها في ( الخريستولجي ) ولم تفلح الإمبراطورية الرومانية في عز مجدها وجبروتها العسكري في ثني عزيمتهم رغم الإجراءات التعسفية التي اتخذت ضدهم ..

كما أن خطورتها على الإسلام تكمن في أسلوب عملها ، فهي تعمل في صمت ، وخططها الكرازية لا يعلن عنها بوضوح ، من هنا كان خطرها .

لأن عدوك لو تكلم وأفصح عما يدور في ذهنه ، فقد عرفته ، وبالتالي استطعت من أين تحاربه وتتغلب عليه. كما أنها أيضاً كنيسة عريقة وناضجة فلا تستعمل الأسلوب الدعائي الغوغائي الذي يستخدمه الغربيين ، لذلك كان ولا يزال خطرها عظيماً على الجماعات الإسلامية الأصولية ..



كما أنها تشكل رأس الحربة في عائلة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية شديدة التدين كالكنيسة السريانية والكنيسة الأرمينية ، فهي عائلة من الكنائس القديمة والعريقة والتي اشتهرت في العالم كله بعنادها المسيحي أمام الأديان والفرق الأخرى ..

ومحلياً فالكنيسة القبطية هي الكنيسة الوطنية في مصر " أكبر دولة عربية إسلامية " كما أن أتباعها البالغ عددهم 14 مليون مسيحي يشكلون أكبر تجمع مسيحي في الشرق الأوسط كله ، لذلك فهي شوكة في حلق المسلمين المصريين ، والعرب عموماً .

كما أنها كنيسة رسولية عريقة عمرها ألفي عام ، أي من عمر المسيحية ذاتها ، والذي قام بتأسيسها قديس مسيحي عظيم ورسول وكارز وافداً من المسيح ، ومعروفاً تماماً لدي كل المسيحيين في العالم ، فهو كاتب إنجيل ( مرقص ) ، وهو عاين المسيح ، وكان بيته في إسرائيل أول كنيسة مسيحية في العالم أقام فيها المسيح العشاء الرباني ، وكان مرافق للقديس بولس الرسول الكارز المسيحي العملاق ، وكان أبناً محبوباً للقديس بطرس الرسول ، فهذا هو القديس مار مرقص الإنجيلي والرسول الذي أسس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمصر .

فضلاً على أنها كنيسة الغالبية وتعداد أتباعها يعد بالملايين ، بينما كل الطوائف البروتستانتية والكاثوليكية في مصر لا يزيد عددها عن بضعة آلاف ، وهناك طوائف اسمية لا يزيد أتباعها عن مائة فرد !! وأن سبب بقاؤهم هو التمويل السخي الذي يأتيهم من الكنائس التابعين إليها في الغرب . وهذا يؤكد لنا قوة وروحانية هذه الكنيسة ، لأنها كنيسة مصرية شرقية أرثوذكسية خالصة فهي ليست تابعة للكاثوليك حتى تتلقى دعم روما ، ولا تابعة للبروتستانت حتى تتلقى دعهم أمريكا وأوروبا ورغم ذلك فهي باقية قوية وشامخة في مقاومتها لعوامل التغريب ..



وكنت أيضاً وأنا شيخ أعرف تماماً مقدار قوة الكنيسة القبطية وشدة تمسكها ، فكانت هي الكنيسة الوحيدة في مصر والعالم التي تشكل خطراً كبيراً على الإسلام ، فضلاً على نشاطها الكرازي المؤثر جداً في أفريقيا ، وفضلاً على سمعتها الجيدة بين كنائس العالم الكبرى نظراً لماضيها العريق ، وخاصة في القرنين الثالث والرابع عندما قدمت للعالم المسيحي قانون الإيمان الذي صاغ بنوده أبنها البار القديس ما أثناسيوس .. بطل الإيمان المسيحي المعروف الذي تصدي للأريوسية في مجمع نيقية سنة 325 م ، كما أنها قدمت للعالم في نفس القرن القديس مار أنطونيوس الكبير أبي جميع الرهبان لأنه مؤسس الرهبانية في العالم ..

كما أنها قدمت للعالم القديس مار كيرلس الكبير (عمود الدين ) الذي تصدى للنسطورية في مجمع أفسس سنة 431 م .. وعلى المستوى المحلي فالكنيسة القبطية هي كنيسة :

( " الشعب " المصري المسيحي بمختلف فئاته ) .. فكل ما فيها من طقوس هو مصري صميم وليس فيها أي شئ دخيل أو مستورد من الغرب وتقاليعه .

ولذلك كان خطرها عظيماً بسبب أصالتها ، ولهذا السبب عينه كنت أحاربها بعنف بالغ دوناً عن بقية الكنائس ، وكانت الجماعات الإسلامية تطلب مني إعداد دراسات تتناول الهيكل التنظيمي للكنيسة القبطية وإجراء دراسات لتحليل شخصيات قيادتها .

وكان بطريرك الأقباط ( قداسة البابا شنودة الثالث ) أسمه موضوعاً على قائمة المطلوبين دماؤهم من قبل جماعات العنف والتطرف الإسلامي ..وبلغ خوف الجماعات الإسلامية من الكنيسة القبطية حد الذهاب إلى اتهامهم بأن أديرتهم الرهبانية مليئة بالأسلحة !!!

والتفسير الوحيد لهذه المهابة للكنيسة القبطية والتي وضعها المسيح في قلوب الجماعات هو( قوة هذه الكنيسة روحياً وإيمانياً ).

رغم ذلك فبقي هناك حاجزاً نفسياً يفصلني عن هذه الكنيسة العظيمة بسبب ما لاقيته من بعض أتباعها والعاملون فيها وأنا طفل .. فطلبت من الله أن يزيل مني هذا الحاجز النفسي المرير والذي ليس له أي صلة بالإيمان ، بل بسلوكيات بعض أتباعها من الجهلاء وقساة القلوب الذين اصطدمت بهم اصطدام عنيف جداً في طفولتي .

وطلبت من الرب أيضاً أن يرشدني إلى أحد من القائمين على الكنيسة القبطية ( كنيسة آبائي وأجدادي ) ليتولى إرشادي الروحي في بداية إيماني .

ومسألة الإرشاد الروحي هذه هي حقاً كتابياً أصيلاً استخدمه الرب مع بولس الرسول عند اهتدائه ، فبعد ظهور المسيح له ، قال بولس : ( يا رب ماذا تريد مني أن أفعل )؟

فقال له الرب : ( قم وادخل المدينة فيقال لك ماذا ينبغي لك أن تفعل ..)

ثم ظهر الرب لحنانيا ، وحدثه عن أمر بولس وطلب مساعدته لكي يبصر ويمتلئ بالروح القدس

" أع 9 "

والعجيب في الأمر أن نفس هذا الوضع قد تكررمعي أنا الخاطئ ! لكن بصورة مختلفة ومع تغيير في الأماكن والأسماء !!!

( فالمدينة ) كانت ( الكنيسة القبطية )

وأما ( حنانيا ) فكان القس القديس :

بولس شاكر !!!

....................



كان في طريقي إلى المسجد ، كنيسة قبطية كبيرة تحمل اسم القديسة العذراء مريم ، وكنت كلما مررت من أمامها أشعر بأن روحي تختطف مني وتتشوق لدخولها ، وكان الرب قد أرشدني على البقاء في المسجد ومواصلة مهام عملي بداخله لحين ما أعثر على مرشد روحي يقول لي ماذا ينبغي لي أن أفعل .

وذات يوماً مشرقاً جميلاً ، وبينما كنت متوجهاً صباحاً لعملي في المسجد ، مرت سيارة التاكسي من أمام هذه الكنيسة فوجدتني أقول للسائق لا شعورياً : توقف هنا من فضلك !!!

فتعجب السائق لأني كنت اتفقت معه أن يوصلني للمسجد ، وليس للكنيسة !!!

كانت هناك قوة هائلة تقودني وتسيرني بحسب وعد الرب لي في الكعبة بأنه سوف يرشدني ويقودني ويرسل لي من يساعدني في بداية الطريق .

فتشجعت ودخلت الكنيسة ، فوجدت أب كاهن يقف منتظراً على باب الهيكل وكأنه على موعد مسبق معي! وكان في الكنيسة كاهنين آخرين ، لكن كل منهما كان يجلس معه جماعة من الشعب ..



كان أبونا بولس فقط الذي لم يكن أحد جالس معه وكأن الرب طلب منه أن ينتظرني !!

فاقتربت منه وقدمت نفسي إليه ، وشعرت برهبة كبيرة جداً منه ، وشعرت أنه رجل الله المؤيد بسلطان الكهنوت المقدس وبالإيمان الرسولي المقدس ، لم يكن هناك وجه للمقارنة بين قداسته والنور الذي يشع من وجهه ، وبين هؤلاء الأفندية الذين التقيت بهم في الكنيسة الإنجيلية المشيخية ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أنا مسيحي
مسيحي متميز
أنا مسيحي


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1381
العمر : 35
الكنيسة التابع لها : كنيسة مار جرجس

كان ميتاً فعاش ج 1 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كان ميتاً فعاش ج 1   كان ميتاً فعاش ج 1 Icon_minitime1الأربعاء 30 يونيو 2010, 11:09 am

البداية الصحيحة عند الأرثوذكس هي :
الندم والدموع وانسحاق القلب

تفحصني أبونا بولس من رأسي إلى أخمص قدمي ، ثم طلب مني بحزم أن أخرج من الكنيسة !!! وأنتظره على بابها !!! ورغم قسوة مقابلته الأولى لي ، إلا أنني لم أتضايق من ذلك وكنت أشعر بانسحاق روحي عجيب ..ىبعدها أحضر أبونا كرسي له ، وطلب مني إن أردت الجلوس فيمكن أن أجلس أرضاً تحت قدميه !!! فجلست ليس تحت قدميه ، بل تحت قدمي المسيح الذي يمثله هذا الأب الكاهن القديس خير تمثيل وبقوة وسلطان ..

فقصصت على أبونا بولس حكايتي منذ البداية ، وما ارتكبته من جرائم في حق المسيح والمسيحية ، ثم أريته مسودة كتابي السيئ الذكر ، فلما تصفح أوراقه تغير وجه وقال :

هل أنت الذي كتبت كل هذه التجديفات ضد الرب يسوع المسيح ؟

فقلت له بانكسار : نعم .

فقال : أنت مجرم في حق الرب وعليك أن تبكي خطاياك وتطلب من الرب أن يغفر لك .

ثم قال : أنا لا أصدق أن الإنسان يمكن أن يجدف على إلهه بهذا المقدار ، إلا تخجل من نفسك لأنك أرغمت المسيح ليظهر لك في مكان وثني مثل الكعبة ؟

فبكيت وقلت : أنا مجرم ومعترف بجرمي ولذلك أتيت إليك لتقول لي ماذا ينبغي لي أن أفعل ؟

فصمت أبونا متفكراً ، ثم قال :أسمع يا أبني بما أنك معترف بأنك مخطئ ، ومجرم في حق الرب ، فلابد في هذه الحالة أن تُعاقب ، وأن يوقع عليك بعض التأديبات ؟

فقلت بمسكنة : أنا تحت أمرك في أي عقاب ، ولكن لدي سؤال أرجو إجابتي عليه .

فقال أبونا : ما هو ؟ فقلت : السيد المسيح عندما ظهر لي غفر لي ذنوبي وسامحني ، فكيف يمكن أن تعاقبني الكنيسة ؟

فقال أبونا القديس الحكيم : أسمع يا أبني هب أنني دعوتك إلى بيتي ، ثم أنت قمت بتحطيم فازه ثمينة سواء عن قصد أو بدون ، ثم أنا من كرمي غفرت لك ، فهل غفراني لك يعيد ال فازه إلى حالتها كما كانت ؟ وهل غفران المسيح لك يعني أنك تنسى جرائمك في حقه ؟

فأين هو الإحساس بالمسئولية إذن وأين هو تأنيب الضمير ؟ فأننا كلما تذكرنا خطايانا كلما نساها لنا الله ، يقول النبي داود : ( خطيئتي أمامي في كل حين )..



وأنت حتى تنتفع وتستفيد من غفران المسيح لك عليك أن تقدم توبة مصحوبة بالندم والدموع عما اقترفته من جرائم بشعة ومميتة في حق الله وحق نفسك وحق كنيسته وشعبه .

الرب يرشد أبونا بولس ليوقع علي عقاب مرير وثقيل وهو بقائي في الجامع!!!

فقلت له بدموع :

معك حق يا أبونا فأنا فعلاً مستحقاً للعقاب ، لكني أريد أولاً أن أغادر المسجد واترك سكني وأنسلخ عن بيئتي الإسلامية لأعيش حراً مع المسيح ، وبعدها يمكن أن تعاقبني الكنيسة .

فقال أبونا : على عكس ما قلت تماماً ، فأنا أرى أن أكبر عقاب لك هو أن تبقي كما أنت في المسجد وفي بيئتك الإسلامية !!! فقلت مستعرباً : كيف يا أبونا تطلب مني أعيش وسط عبادة الأوثان من جديد بعدما ظهر لي المسيح وجعلني أصير مسيحياً ؟

فقال أبونا : أولاً أنت لم تصير مسيحياً بعد !!!

بل أنت مجرد مجرم خاطئ يريد التوبة والعدل يستدعي عقابك ، وأكبر عقاب لك هو أن تتألم من أجل المسيح داخل هذا الجامع لأنه هناك أرض خطيتك .. وكما شاركت في الجامع الهجوم على المسيح ، سوف تشترك الآن في آلامه كلما سمعت أي تجديف ضده داخل الجامع وأنت غير قادر على الرفض والاحتجاج ، سوف تتألم ويوجعك ضميرك كلما سمعت أي أحد يتطاول على المسيح وعلى إيمان المسيحيين وأنت عاجز عن الدفاع ..فالرب يريد أن يجعلك كم ينبغي لك أن تتألم من أجله .

فقلت بتوسل : ألا يوجد عقاب آخر يا أبونا غير الجامع ؟

فقال أبونا : لا ، فبقاؤك في الجامع هو أنسب مكان لعقابك !!!

فقلت باستسلام : حتى متى سوف أبقى في الجامع ؟

فقال : حتى يأذن الله في أمرك ويرشدني تجاهك !!!

وعندما نكست رأسي مستصعباً الأمر ، قال لي أبونا :

أسمع يا أبني هل تحب المسيح ؟!

فقلت : طبعاً يا أبونا ومن كل قلبي وكل فكري وكل كياني .

فقال : وإلى أي مدى يمكن أن تحب المسيح ؟

فقلت : حتى آخر قطرة من دمي .

فقال : هل تسير وراء المسيح حتى بستان جيثماني ؟

فقلت : نعم وحتى الجلجثة أيضاً ، بل وحتى أصلب معه .

فقال : إذن اعتبر أن بقاؤك في الجامع هو بمثابة سيرك وراء المسيح حتى الجلجثة !!!،

وأن آلامك وأنت بعيد عنه داخل الجامع هو بمثابة صلب لك !!!

واستكمل حديثه قائلاً :

هذا هو الجزء الأول من العقاب ، أما الجزء الثاني فهو حضورك إلى في الكنيسة يومياً من السادسة صباحاً حتى الحادية عاشرة والنصف ، لتحضر القداس الإلهي ،وبعدها تنطلق لعملك في الجامع !!!

وسوف أسمح لك البقاء في مكان ملاصق للهيكل لترى صلاة القداس عن قرب ،ولكن غير مسموح لك بالتقرب من الأسرار المقدسة حتى تنتهي فترة تأديبك ، سوف يسمح لك فقط برؤية المؤمنين وهم يتقربون من الأسرار المقدسة ، بينما ترى نفسك محروماً من ذلك لعلك بهذا الحرمان تشعر بفداحة الجرم الذي ارتكبته في حق إلهك ، وبعدها سوف ننظر في أمرك .

فقلت : أمرك يا أبونا ، لكن لدي سؤال يحيرني !

فقال : ما هو ؟ فقلت : ألا تخشى يا أبونا بأن بقائي في الجامع قد يؤثر على إيماني المسيحي الوليد ؟
و أليس من الممكن أن يضعف إيماني وارتد عن المسيح ؟
فقال أبونا وهو يضحك متعجباً :

أنت ترتد عن المسيح ؟! لا .. فهذا غير ممكن حدوثه ، إذ كيف ترتد بعدما عاينت ما عاينته وأبصرت ما أبصرته ؟أنك في هذه الحالة ستكون شيطاناً وليس إنساناً !!!

ثم أضاف قائلاً :

أطمئن فلا خوف عليك من الارتداد بعد الآن ، فالله يعدك لرسالة سوف تعرفها فيما بعد !!!

الكنيسة تأمر الشيخ التائب بالتخلص من مال الظلم



وقبل انصرافي من الكنيسة قال لي أبونا : ألا يوجد لديك شئ آخر تسألني عنه ؟

فقلت : لا أبونا ، فقد قلت كل شئ .

فقال : ولكن لم تقل شئ عن مال الظلم الذي معك ، فماذا ستفعل به ؟

فقلت : أي مال ظلم تقصد يا أبونا ؟

فقال : كل مال ربحته من عملك كشيخ مسلم مضاد للمسيح ؟!

ثم أضاف قائلاً :

أنت يا أبني لابد أن تأتي للمسيح نظيفاً ، ولذلك فضع في اعتبارك منذ الآن أنك لابد أن تتخلص من هذا المال ، ومن بقية ممتلكاتك الأخرى، حتى مسكنك وأثاث بيتك ! ، وكل ما له صلة بوضعك كمسلم ، حتى بطاقتك الشخصية ! وكرت البنك !

كل هذا سوف تمزقه أمامي عندما أطلب منك ذلك ، هذا إذا أردت أن تكون بدايتك مع المسيح نظيفة ، ولو أردت بالفعل أن تبني بيتك المسيحي الجديد على أساس نظيف .

فقلت له : بالطبع أريد يا أبونا ، ومستعد تماماً لاتخاذ هذه الخطوة ، والحقيقة أنه منذ عودتي من السعودية وأنا أقوم بتوزيع أموالي على الفقراء الجالسون في الشوارع ! ، وأوزع حوالي 300 جنيه يومياً !!

فقال : حسناً ، ولكن حذارى أن تدخل فلس واحد للكنيسة من هذا المال الحرام لأنه مال حرام ، مال دم ، أشبه بالمال الذي تقاضاه يهوذا الخائن لبيع المسيح ، لأن هذا المال أنت تقاضيته مقابل التجديف على اسم المسيح من خلال كتابك السيئ ، ومن خلال عملك في الجامع .

قال هذا ثم نظر لي نظرة متفحصة ..

ثم أكمل حديثه لي قائلاً : وعندما يحين موعد خروجك النهائي من الجامع فسوف أقول لك ماذا تفعل بهذا المال وهذه المستندات الرسمية ( تم التخلص منهما تماماً ولن أذكر تفاصيل هذا الأمر لأسباب روحية )

وأريدك أن تكون رجلاً وتتحمل مسئولية أخطائك وتكون متأهباً لتحمل الألم سوف نكمل حديثنا حول هذا الموضوع في وقت آخر .ثم قال : ما هي مواعيد عملك في الجامع ؟

فقلت : من الثانية عشر ظهراً حتى الثامنة مساءاً .

فقال : حسناً ، سوف تأتي للكنيسة يومياً قبل ذهابك للجامع ، سوف أنتظرك يومياً من السادسة صباحاً وتبقى في الكنيسة حتى الحادية عشرة والنصف ، وتكون أمامك ساعة كاملة لتلحق بموعد عملك في الجامع . وعندما تأتي إلى الكنيسة لا تتحدث مع أحد ، وسوف أسمح لك بالوقوف في الجناح الأيسر من الهيكل لتستطيع أن ترى صلاة القداس ، وسوف أتحدث معك في أوقات معينة من القداس ، وأريدك أن تبكي خطاياك داخل الهيكل لعل الرب يتحنن عليك ويوجد لك مخرجاًُ من الخروج من الجامع أرض خطيتك .وتذكر دوماً أنك أجرمت في حق الرب وأنك كنت محُارباً لأسمه ولكنيسته وشعبه وأنك لابد من تقديم توبة جادة مصحوبة بدموع وندم .

وشعرت بأن الرب يحدثني على فم هذا الكاهن القديس ، فالتزمت بتعاليمه ونصائحه ، وكنت جاداً جداً في مثل هذا الالتزام .
..........
روعة القداس الإلهي

ما أعجب أحكامك يا إلهي ، وما أبعدها عن الفحص والتمحيص ؟

تظهر لي لأول مرة داخل الكعبة ، ثم تقودني إلى كنيستك المحبوبة التي فديتها بدمك ؟

و شئت بحسب غنى أحكامك أن تكون بدايتي معك من هنا ، من داخل هيكلك المقدس ، الذي أقف فيه الآن كطفل صغير في أحضان أمه التي هي الكنيسة ، بيتك ، عروسك ، محبوبتك .

هكذا يا أخوة كانت بدايتي داخل الكنيسة ، وهو الأمر الذي أعطى لاختباري المسيحي أبعاداً عميقة أثرت على أسلوب خدمتي فيما بعد لأكون أول شيخ مسلم ينضم إلى الكنيسة ويصير فرداً منها ، ثم عاملاً نظامياً بها ، ثم مدافعاً عن عقائدها المستقيمة أمام كافة التيارات المناوئة . هكذا شاء الرب أن استقي التعاليم الدينية المستقيمة من النبع الصافي ، ليظهر ثمار ذلك علي فيما بعد وأنا أتناقش مع المسلمون والنساطرة وشهود يهوه وكافة الفرق المناهضة والتي لم تستطيع أن تزعزع إيماني الكنسي العميق حتى بعدما هاجرت عن وطني وصرت غريباً داخل مجتمع الغرب بتياراته المتعددة التي عجزت على أن تحملني رياح تعاليمها وسط ذهول الجبابرة والأقوياء من ذو النفوذ والسلطان والجاه والمال .وهذه هي خلفية صموئيل لمن يريد أن يعرفها من المختلفون عقائدياً معه . وهكذا شاء الرب لي منذ بداية تعارفي عليه ( سنة 1987 ) أن أصير ابناً شرعياً للكنيسة وليس مجرد فرد دخيل عليها . وشاء أيضاً أن ألتصق بها ، وأن أحبها ، وأغار على وحدتها ، وعلى استقامة تعاليمها ، وأن أصير واحداً من أتباعها المخلصين ، وهكذا تفتحت عيني على حياة الإيمان المسيحي داخل أحضان الكنيسة .

+ كنت أستيقظ من يومي في الخامسة والنصف صباحاً ، ثم أسرع بالذهاب للكنيسة وطوال الطريق ألتفت حولي جيداً حتى أتأكد من عدم وجود أحد يتتبعني ، وكان بيتي لا يبعد عن الكنيسة سوى عشر دقائق سيراً على الأقدام ، وعندما أصل للكنيسة أشعر بأن كياني المفقود قد عاد إلي ، فأرسم الصليب وعيناي تدمعان ولم أكن حينذاك أعرف أي شيء عن الصلاة المسيحية ، فكنت أتقدم نحو الهيكل وأسجد قبالته بخشوع وجلال قائلاً : ارحمني يا رب أنا الخاطئ . ثم أخلع حذائي وأدخل إلى الهيكل ساجداً ، ثم أقف في الجهة اليسرى من الهيكل الصغير، وأصلي صلاة قصيرة قائلاً : أشكرك يا رب لأنك سمحت لي بدخول هيكلك المقدس . وبعدها أتقدم نحو أبونا بولس وأقبل يده بوقار واحترام ، ثم أعترف أمامه بخطاياي يوم بيوم ، وأنا منكس الرأس ، وغالباً وأنا جالس تحت أقدامه ، ثم أتلقى منه الإرشادات الروحية اللازمة التي تساعدني في بداية الطريق على كيفية التوبة والنمو في حياة الروح

ثم يضع صليبه على رأسي ، ويصلي لي صلاة ( الحل والغفران ) بينما الدموع تنساب من عيني وأنا أسمع من فمه كلمات النعمة والرجاء : ( الرب يغفر لك يا أبني ويرشدك ويقودك ويقويك على الثبات وعدم الرجوع لخطية المقاومة والتجديف ) . وبعدها أقف في موضع داخل الهيكل اخترته بنفسي ، وكان يعلو هذا الموضع صورة كبيرة وجميلة جداً للرب يسوع المسيح وكانت مرسومة بالزيت على جدران الهيكل الأيسر ، وتصوره وهو واقفاً بجلال وسلطان وسط السحاب وفاتحاً ذراعيه لجميع البشر بكل حب ، بينما كوكب الأرض تحت قدميه . وكنت عندما أقف أسفل الصورة ، تصل رأسي إلى تحت قدميه بحوالي 10 سم ، فأمد يدي وأمسح بها قدميه ، ثم أضعها على عيني الباكية ، ثم أقف على أطراف أصابعي حتى يطول فمي موضع قدميه فأقبلها باكياً ، واشعر بنفسي أني في عالم آخر ، عالم رائع ليس لروعته مثيل .

وأعيش مع صلاة القداس لحظة بلحظة وأنا داخل الهيكل ، وكأني مسبح في الملكوت ، وأرى كياني كله يهتز مع كل كلمات القداس ، وأسمع الألحان فتنتعش روحي ، وأراها هائمة وكأنها تسبح مع الملائكة في السماء .وأرى أبونا أمام المذبح يرفع الذبيحة المقدسة ، ووجهه يضيء كالشمس ، وأرى الشمامسة الصغار وكأنهم ملائكة ، والشموع والبخور يجعلاني في عالم روحاني خلاب ، وأنسى نفسي ، وأنس أني شيخ في الجامع ، وأنس كل شيء من حولي ، ولا يعد أمامي شيء آخر أتفكر فيه سوى روعة القداس الإلهي ، وكانت المسافة التي تفصل بيني وبين أبونا وهو يصلي القداس حوالي مترين فقط ، مما مكنني من رؤية ما يتم في القداس بوضوح تام .وكان يسبق القداس صلاة الاستعداد ، وصلاة السواعي ، وبعدها يقف أبونا على باب الهيكل معلناً بدء القداس قائلاً :

مجداً وإكراماً للثالوث الأقدس الآب والابن والروح القدس ، سلاماً وبنياناً لكنيسة الله الواحدة الوحيدة الجامعة الرسولية .. ثم يطوف حول الهيكل وخلفه شماس حاملاً عصير الكرم ..

ويقول الشعب بصوت واحد : هلليويا . هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ونبتهج فيه يا رب خلصنا يا رب سهل سبلنا مبارك الآتي باسم الرب ..

ويستمر القداس في روعته ، ويحين موعد قراءة فصل من رسائل القديس بولس الرسول وبعدها فصل من رسائل التلاميذ القديسين " الكاثوليكون " ويختتم الفصل بهذه الآية الجميلة

( لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم ، العالم يزول وشهواته ، والذي يصنع مشيئة الله يثبت إلى الأبد .. وبعدها يقرأ فصل من سفر اعمال الرسل ( الأبركسيس ) ويختتم بهذه الآية

( ولم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت في كنيسة الله المقدسة آمين ) .

ثم يقول الشعب الثلاث تقديسات ( قدوس الله ، قدوس القوي ..) ثم يحين وقت قراءة فصل من الإنجيل المقدس ، فتقف الكنيسة كلها بخشوع وإنصات ، وبعدها يقول أبونا صلاة الصلح : يا الله العظيم الابدي الذي جبل الإنسان على غير فساد ، والموت الذي دخل الى العالم بحسد إبليس هدمته ، بالظهور المحيي لابنك الوحيد الجنس ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح ..

وبعدها يقول الكاهن ( قبلوا بعضكم بقبلة مقدسة ) وبعدها جسدي كله يرتعد وأبونا يصلي مستحق وعادل

( مستحق وعادل .. لأنه بالحقيقة مستحق وعادل ، أيها الكائن السيد الرب إله الحق الكائن قبل كل الدهور والمالك إلى الأبد ، الساكن في الأعالي والناظر إلى المتواضعين … الذي يقف أمامه الملائكة ورؤساء الملائكة .. أنت هو الذي يقف حولك الشاروبيم .. وأجد نفسي أصرخ مع الشعب قائلاً :

الشاروبيم يسجدون لك ، والسارافيم يمجدونك صارخين قائلين : قدوس ، قدوس ، قدوس رب الصباؤؤت السماء والأرض مملوءتان من مجدك الأقدس ..ويقول أبونا :

قدوس ، بالحقيقة أنت أيها الرب إلهنا الذي جبلتنا وخلقتنا ووضعتنا في فردوس النعيم . وعندما خالفنا وصيتك بغواية الحية ، سقطنا من الحياة الأبدية وطُردنا من فردوس النعيم . فلم تتركنا عنك أيضاً إلى الانقضاء ، بل تعهدتنا دائماً بانبيائك القديسين ، وفي آخر الأيام ظهرت لنا ، نحن الجلوس في الظلمة

وظلال الموت ، بأبنك الوحيد الجنس ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح ..

ويستمر القداس حتى يصل إلى الرشومات ، وهنا أجد جسدي كله ينتفض من روعة وقداسة ما أرى وما أسمع ، وخاصة في هذه المقاطع :

(( خذوا اشربوا منه كلكم لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك عنكم وعن كثيرين لمغفرة الخطايا ، هذا أصنعوه لذكري .. لأن كل مرة تأكلون من هذا الخبز وتشربون من هذا الكأس ، تبشرون بموتي وتعترفون بقيامتي وتذكروني إلى أن أجيء )

وهنا لا أعرف كيف أصف لكم مشاعري وأحاسيسي وحواسي كلها وهي تهتف مع الروح قائلة مع الشعب بصوت واحد يهز جدران الكنيسة ، ويشق طريقه للسماء ، وبلحن جماعي رائع ليس له مثيل :

((( آمين ، آمين ، آمين ، بموتك يا رب نبشر ، وبقيامتك المقدسة وصعودك إلى السموات نعترف .

نسبحك ، نباركك ، نشكرك يا رب ، ونتضرع إليك يا إلهنا )) .

ثم يسجد الشعب في خشوع ، وهنا ألقى بنفسي ساجداً وواضعاً وجهي على أرض الهيكل وأصلي للرب بدموع وحرقة طالباً أن يرحمني ويغفر خطاياي ويعفو عني ..

بينما أبونا يصلي قائلاً :

( وهذا الخبز يجعله جسداً مقدساً له ، ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح يعطي لغفران الخطايا ، وحياة أبدية لمن يتناول منه .. وهذه الكأس أيضاً دماً كريماً للعهد الجديد الذي له ..)

ثم يحين وقت ( صلاة المجمع ) وفيه يذكر آباؤنا القديسين والشهداء ..

ثم يحين وقت ( صلاة القسمة ) والتي تبدأ مقدمتها بهذه الكلمات :

((( وأيضاً فلنشكر الله ضابط الكل أبا ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح لأنه جعلنا أهلاً الآن أن نقف في هذا الموضع المقدس ونرفع أيدينا إلى فوق ونخدم اسمه القدوس .. )

وبعدها تحين ( صلاة الخضوع للآب ) ، ثم ( صلاة الاعتراف ) ومنها عبارات كانت تهزني بعنف مثل : (( جسد مقدس ودم كريم حقيقي ليسوع المسيح إلهنا ..

أؤمن واعترف إلى النفس الأخير، أن هذا هو الجسد المحيي الذي أخذه ابنك الوحيد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح منن سيدتنا وملكتنا كلنا والدة الإله القديسة الطاهرة مريم وجعله واحد مع لاهوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير ، واعترف الاعتراف الحسن أمام بيلاطس البنطي ، وأسلمه عنا على خشبه الصليب المقدسة بإرادته وحده عنا كلنا .

بالحقيقة أؤمن أن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين . يعطى عنا خلاصاً وغفراناً للخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه ..))



ويستمر القداس على هذه الروعة ، وسط تعجبي وذهولي لوجود كل هذه الكنوز عند المسيحيين وبعدها يتركونها للزواج من مسلمة أو من أجل حفنة جنيهات ، وتذكرت بعض من هؤلاء المرتدون وكيف كانوا يأتون لي في الجامع لمساعدتهم في ترك المسيحية واعتناق الإسلام !! يتركون كل هذا الطعام الروحاني ويذهبون لحظائر الخنازير سعياً وراء الخرنوب وحتى هذا لا يجدونه ! وأظل متأملاً في القداس حتى نهايته ، ثم يحين موعد التقرب من الأسرار المقدسة ، بينما خورس الشمامسة ، ومعهم الشعب ، يقومون بترتيل المزمور 150 ، وبعض التراتيل العذبة ، وتتقدم الناس للتناول من الأسرار المقدسة وهم صائمون فرحون ، خاشعون .. بينما أنا المسكين أقف بعيداً عنهم مكتفياً بالمشاهدة دون المشاركة !!!

رغم أنني تمنيت أن أشاركهم فرحهم السماوي هذا ، ولكن هذا الأمر كان محظوراً علي لأني كلب نجس غريب ليس له الحق في مشاركة أسياده في مائدة الرب ، كلب عليه أن يقف بعيد منتظراً أن يتحنن عليه أسياده فيلقون له بالفتات .. رضيت على نفسي أن أكون كلب في سبيل الحصول على الفتات المقدسة .

وأظل واقف من بعيد أهز ذيلي لعل أبونا يتحنن علي فيعطيني شيء ، فكان يأتي ويربت على كتفي ويقول لي ليس الآن يا أبني ، لكن خذ هذه اللقمة .

ثم يعطيني لقمة البركة وهي من القربان المخصص للتوزيع على عامة المصلين ويتهافت عليها الذين لم يتقربوا من الأسرار المقدسة .فكنت أخذها بإجلال ووقار وأغمسها بدموعي ، ثم أكلها على مهل وأستطعم حلاوتها ومذاقها اللذيذ . وكان حرماني من التناول طوال هذه المدة في بداية إيماني ، يسبب لي الكثير من الألم والشعور بالغربة كما يشعرني بفداحة خطاياي التجديفية ، فأبكي بمرارة ، وأحياناً كنت ألطم خدي وأقول أنا المجرم الذي أجرمت وأخطأت في حق الرب .

http://www.deaconsamuel.net/Books.htm
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كان ميتاً فعاش ج 1
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ابنى هذا كان ميت فعاش

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
++ Ana Mase7e forum++ :: المنتدى الروحي :: اختبارات العابرين من الظلمة للنور-
انتقل الى: