القدوة في حياة أبناءنا

القدوة في حياة أبناءنا

لو علم الآباء دور كل كلمة أو فعل في بناء شخصية أبنائهم..وعرفوا أن سلوكهم الشخصي غير منفصل بالمرة عن الدور التربوي لأبنائهم..لو عرفوا أن الاضطراب النفسي لأبنائهم هو انعكاس لسلوكهم وتصرفاتهم لو عرفوا أنه من المستحيل الفصل بين ما ندعيه أمام أبنائنا وما يفهمونه ويستنتجونه هم بأحاسيسهم المرهفة
ففي حالات كثيرة من مشكلات الأطفال يلاحظ أن أحد الوالدين أو كلاهما قد يكون في حاجة إلى علاج نفسي،وعادة ما تتحسن حالة الطفل عند شفاء والديه
فمشاكل طفلك تبدأ من كلمات لسانك وتنتهي عند باب بيتك
حكاية نفسية
حضرت للمشورة أم معها طفلها الذي لم يتعدي أربعة سنوات
ولاحظت أن الطفل ينفعل بعصبية مع أمه
وبعد إعطاء الطفل بعض الحلوى حتى يهدأ
سألته قائلاً لماذا تنفعل هكذا؟
فقال أن أبي يفعل ذلك
من هنا كان من الواضح أن الأب عصبي كثير الإنفعال
فكيف يمكن تعليم الطفل الهدوء وهو يرى هذه السلوكيات من أبيه ويتقمصها ويسلك بها بطريقة لا شعورية
ويكون السبب الحقيقي
أن الطفل داخلياً يصاب بحالة من الخوف نتيجة أسلوب الأب وحتى يستطيع عقل الطفل السيطرة على هذا الخوفيدفعه اللا شعور إلى نفس السلوك الذي يخشاه وبتكرار الطفل لهذا السلوك فهو محاولة للسيطرة على الخوف الداخلي " من الثورة والغضب والإنفعال الذي يحدث من الأب "
سؤلت في إحدى الندوات
س : ابني لا يرغب في لبس الشبشب بالمنزل
ج : وكان الرد في شكل سؤال وهل أبيه يقوم بلبس شبشب بالمنزل ؟
قالت لا
فكيف للطفل أن يقوم بعمل شيء يجد أن أبيه لا يقوم به
ومن هنا يتضح أن البداية دائماً هي سلوك وتصرفات الوالدين التي يتقمصها الطفل بطريقة تلقائية . وأي محاولة لمنعه من السلوك الذي يراه في والديه يؤدي إلى صراع نفسي شديد في نفسيه الطفل ولا يستطيع التحكم
وإذا استخدمنا العنف في منع هذا السلوك يقوم الطفل بعمله خارج المنزل أو مع الأقارب كنوع من التنفيس عن العادة المكبوتة