إن أي علاقة إنسانية من زمالة أو صداقة أو حب لابد وأن تشمل ثلاثة محاور وهي
التفاهم
أي أسلوب الحوار رغم الاختلاف في الآراء ووجهات النظر ، فالحوار والمناقشة هم أساس التفاهم ولابد أن يكون الحوار بهدوء وبدون اللجوء إلى النقد أو السخرية أو الانفعال أو الثورة أو الغضب
ولكن للأسف لإضطراب كثيرين سواء إضطراب نفسي أو إضطراب في الشخصية يلجئون لإنهاء الحوار لصالحهم إما بالسخرية من الآخر أو الثورة والغضب
ومن خلال أسلوب الحوار يكتشف كل فرد مدى الاختلاف أو التناقض ومدى الاتفاق أيضاً ويستطيع الإنسان السوي من خلال ذلك وضع حدود سليمة لعلاقاته بالآخرين من يصلح مجرد زميل ومن يكون صديقه المقرب ومن يصلح لعلاقة حب " في حالة اختلاف الجنس " التي قد تنمو وتزداد إلى الارتباط والزواج خصوصاًَ في وجود علاقة مشاركة جيدة بينهما
المشاركة
وهي عبارة عن توافق في بعض الجوانب الفكرية أو الهوايات أو الاتجاهات الإنسانية التي يستطيع الأفراد تنميتها والنهوض بها من أجل سعادتهم وسعادة الآخرين
وكلما ازدادت جوانب المشاركة مع وجود أسلوب التفاهم الجيد تنمو العلاقة إلى صداقة حميمة أو حب خاص
الحب
وهنا سؤال يطرح نفسه هل الحب مجرد مشاعر لهفة وشوق للآخر أم هو سلوك له صفات معينة تدل أن هذا الإنسان يستطيع فهم معنى الحب الحقيقي
إن الحب ليس مجرد مشاعر وأحاسيس أو ميل جنسي إلى الآخر إنما يتعدى كل ذلك إلى القدرة على العطاء والبذل والتضحية من أجل الآخر
هل من الممكن أن يحب الفرد إنساناً ويسبب له الضرر الشديد ؟
للأسف كثيراً ما يحدث ذلك في حالة إضطراب الحب سلوك الحب لدى الفرد
فيوجد الإنسان الغيور بشدة أو الشكاك الذي يحول حياة من يحب إلى جحيم
وكثيراً من الأهل رغم حبهم الشديد لأبنائهم يصيبون أبنائهم بالضرر الشديد بسبب الخوف والقلق عليهم أو الحماية الزائدة أو حب الكمال
ومن هنا يتضح أن الحب الحقيقي هو في الحقيقة سلوك حب جيد تجاه الجميع
وفي حالة تواجد مشاعر بالإضافة إلى هذا السلوك تتحول العلاقة إلى علاقة حب خاص.
ويتصف سلوك الحب الجيد بالآتي
- الحب هو عبارة عن عطاء وبذل وتضحية من أجل الآخرين
هذا الحب غير مشروط فهو يقدم للجميع حسب طاقة الفرد وقدرته
ولكن حدود العلاقة مع الآخرين مشروطة بالتفاهم والتوافق ومدى القدرة على المشاركة بينهما ويستطيع الفرد تقدير من يصلح زميلاً أو صديق أو صديق مقرب حسب قدر هذا التفاهم والمشاركة
كما لابد أن يوجد في حياة الفرد بند التزامات فالإنسان ملتزم بأولويات بهذا العطاء فالمقربين أولاً " الزوج – الزوجة – الأبناء – الأحباب – الأصدقاء المقربين ثم الزملاء "
وبذلك يستطيع الفرد تحدي من له الأفضلية في سرعة العطاء أو حجم العطاء له
- يجب أن تجعل الآخر يحبك ولكن لا تفرض عليه الحب
اجعله يحبك بالعطاء الجيد له " بمعنى إشباع احتياجاته النفسية بالطريقة التي يرغبها " ولا تفرض عليه الحب من خلال مطاردته بالعطاء وطلب الرد بالمقابل أو أن تلزمه بسلوك معين تجاهك وتجاه الآخرين.
- لا تفرض نفسك على أحد ولا تفرض العطاء على أحد
قدم هذا العطاء في صورة جيدة لمن يرغب فيه
هناك بعض الأشخاص لديهم حب امتلاك للأخر وقد يقدمون العطاء بسخاء ولكن رغبة منهم في الرد في المقابل أو في شكل مديح أو تقدير وإذا لم يحصلوا على ما يريدون ينقلبون إلى العكس في صورة إهانة وتجريح أو إذلال الآخرين بما قدموه من عطاء