1- الفداء:
يقصد به دفع الثمن أو البديل. وهذا ما حدث على الصليب. والكلمة تشير في معناها للمبلغ المدفوع فداء عن شخص. والمعنى هنا قيام الرب يسوع بالموت عن البشرية. ذلك لأن الموت الأبدي دخل إلى البشرية بالخطية التي إمتزجت بها. والجسد الذي أخذه الرب كان كاملاً له روح وجسد وكان واحداً مع اللاهوت اللامحدود، فصار الإله المتأنس أي الذي له كل صفات الإنسان. وغير محدود لإتحاد اللاهوت بالناسوت. فلما مات هذا الإنسان كان قادراً في لا محدوديته أن يكون بديلاُ للبشرية كلها.
فكانت خطية الإنسان غير محدودة لأنها كانت في حق الله والله غير محدود لذلك ما كان يمكن لإنسان أو ملاك أن يفدى آدم وذريته، لأن كل ذرية آدم أخطأوا، بل ولدوا بالخطية، والملائكة محدودة. ولا يوجد غير محدود، وبلا خطية غير الله، وما كان ممكناً أن يفدى الإنسان سوى إنسان مثله. لذلك كان التجسد.
وعن هذا الفداء كانت النبوات:
من يد الهاوية أفديهم، من الموت أخلصهم (هو 14:13)
الأخ لن يفدى الإنسان... إنما الله يفدى نفسي (مز49:15،7)
الرب قد فدى يعقوب وفي إسرائيل قد تمجد.. هكذا يقول الرب فاديك (إش 6:44، 23، 24)
2- الكفارة
لقد تعرى الإنسان بالخطية وإفتضح. والله ستر على آدم بأقمصة من جلد. والجلد أخذه آدم من حيوان قدمه ذبيحة، أخذ الله جلدها وألبسه وكان هذا ليعطى الله فكرة عن المسيح القادم ليقدم نفسه على الصليب ذبيحة ليسترنا ويغطينا. وكلمة كفارة معناها تغطية.
والمسيح يسترنا بإتحادنا فيه وإستتارنا فيه، هنا نرى الفادى قد إتحد بالمفتدَى. ومن يستره المسيح بأن يثبت في المسيح لا يعود الآب يراه في ضعفه وخطيته، بل يرى المسيح الذي يغطيه فيخلص، لذلك يطلب منا المسيح "أثبتوا فيّ وأنا فيكم" (يو4:15) فهذا هو طريق الخلاص. والله سبق وشرح فكرة الكفارة بوضوح في طقوس يوم الكفارة، حيث يرش دم ذبيحة الكفارة على غطاء تابوت العهد المسمى بكرسي الرحمة فيكفِّر عن الشعب لتطهيرهم من جميع خطاياهم (لا 30:16).
3- التبرير
الفداء = المسيح يموت بدلاً منا
الكفارة= المسيح يسترنا ويغطينا بأن يوحدنا فيه = صولحنا مع الله بموت أبنه
التبرير= المسيح يعطينا حياته لنعيش أبراراً أي نكتسب بر المسيح أي بعد أن إستترنا في المسيح لبسنا رداء بره إذ تجددت طبيعتنا، وصرنا نسلك في البر بسهولة بحياته التي أعطاها لنا.
وهكذا أصلح المسيح البشرية التي فسدت بالخطية، بعد أن عجز الناموس عن أن يبرر اليهود وعجز الضمير عن أن يبرر الأمم.
المسيح إنتصر على الموت وقام بحياة منتصرة. هذه الحياة أعطاها لنا لننتصر على الخطية ونسلك في البر. وهذا معنى نخلص بحياته (رو10:5).
وهذا التبرير تنبأ عنه إشعياء "بالرب يتبرر ويفتخر كل..." (إش 25:45) "قد قربت برى. لا يبعد وخلاصى لا يتأخر" (إش 13:46) "أما خلاصي فإلى الأبد يكون وبرى لا ينقض" (إش 6:51) وقوله برى يعنى أن البر هنا هو بر الله وليس بر الإنسان الذاتي.
إذاً نحن صولحنا مع الله بموت إبنه (رو 10:5) وذلك بالفداء والكفارة أي بإتحاد الفادى بنا، ثم صرنا نسلك بالبر وأصلحت طبيعتنا إذ أعطانا المسيح حياته التي قام بها من الموت فصرنا "نخلص بحياته" (رو10:5).