"ها أنا معكم كل الأيام والى انقضاء الدّهر." (إنجيل متى28: 20)
تقول القصّة أنّه في أحد الأيام كان هناك رجلاً يقوم برحلة صيد في أعماق غابات أفريقيا. وكان يتقدّمه مرشد الطريق وبيده منجل يضرب به الأعشاب الضارة ويبعدها عن الطريق، وكان المسافر يشعر بالحرّ والقلق والإحباط. فسأل المُرشد: أين نحن؟ هل تعلم الى أين تأخذني؟ هل تعرف أين هي الطريق؟! فتوقّف المرشد المحنّك ونظر الى الوراء نحو الرجل وأجاب: أنا هو الطريق.
هذا العالم الذي نعيش فيه يشبه تلك الغابة. يوجد فيه الكثير من المشاكل المتشابكة مع بعضها كتلك النباتات والأعشاب الضارة. كما يوجد في العالم الكثير من الشرّ والأشرار. مثلما يوجد في الغابة الكثير من الحيوانات المفترسة. خلال مسيرة حياتنا، نحن نسأل نفس الأسئلة، أليس كذلك؟ كثيراً ما نسأل الله: الى أين تأخذني؟ أين هو الطريق؟ والرب مثل المُرشد في القصة، لا يقول لنا الجواب. أو ربما يعطينا بعض التلميحات، وهذا كل شيء. وإن فعل هذا، هل نستطيع أن نفهم؟ هل يمكننا أن نعرف موقعنا؟ لا، سنكون مثل ذاك المسافر، لا علم لنا بهذه الغابة. بدل أن يعطينا الرب يسوع إجابة، أعطانا أعظم هديّة على الإطلاق. قدَّم لنا ذاته.
هل ألغى وجود الغابة؟ لا، فالنباتات ما زالت سميكة. هل طهَّر الغابة من الحيوانات المفترسة؟ لا، ما زال الخطر بالمرصاد. يسوع لم يعطنا الأمل بإزالة الغابة أو تغييرها. بل أعاد لنا الأمل من خلال تقديم نفسه. ووعدنا أنه سيبقى معنا حتى النهاية. "ها أنا معكم كل الأيام والى انقضاء الدّهر."
إن كنا نبحث عن الأمل. علينا جميعنا أن نتذكّر كلماته. البعض منكم لا يريد الرب الآن. لأنكم تعتقدون أنَّ الغابة التي تعيشون فيها الآن ما هي إلا مرج أخضر، ورحلتكم فيها مريحة. إذا كان الأمر كذلك، فأنا أهنئكم. لكن تذكَّروا؟؟؟ لا أحد يعرف ما يخبئه الغد. ولا تعرفون أيضاً الى أين ستقودكم هذه الطريق التي تسيرون فيها. ربما أنتَ على وشك الموت. أو ربما ستكون طريح الفراش في المستشفى. أو ربما عانيتَ من أمر ما وما زلتَ تعاني في حياتك. عليك أن تعرف أنك في هذه الغابة(العالم) لا بدَّ أن تمشي منحنياً. لكن تذكَّر أنّه مهما صعُبَت الطريق ومهما كانت شاقة، هناك من يمشي أمامك ليفتح لك الطريق، هناك من يساعدك كي تتخطى كل المعوقات، لأنه يعرف جيداً الطريق. لأنّه هو الطريق والحق والحياة. إنّه الرب يسوع المسيح.