على الرغم من كل مايحظى به الانسان من ذكاء فطرى ومكتسب فانه عاجز عن اخفاء ما بداخله هو في نهاية الامر اناء ينضح بما فيه كما تقول تلك القاعدة التي لم يشكك فيها احد حتى الان حتى تلك الانية الفارغة ستدرك على الفور بمجرد الطرق عليها او تحريكها من مكانها انها فارغة او ربما تعرف ذلك عندما تكتشف انها تنضح فراغا ..
لا احد قادر على اخفاء ثقافته الخاصة ومنها ثقافة الموت ، وهي تلك الثقافة التي تدفع الانسان لاسباب عديدة الى الرغبة القوية في الوصول الى العدم ، وهو ما يجعله عدوا لا كائن حي مستمتع بالحياة باي درجة من الدرجات، هنا نصل الى بيت القصيد ، وهم هولا الذين تحولو الى انية امتلات بوحشية يحاولون اعطاءها اسماء جميلة او يكسبونها قداسة لا تستحقها .
هنالك من يكره الحياة الى الدرجة التي تجعله يعمل على موت الجميع .
احد الدعاة المطالبين بتطبيق الشريعة قال بانفعال شديد في احدى المظاهرات " لا بد من تطبيق الشريعة وما تقوليش ... تولع .... تولع الدنيا كلها " ، مثل هذا الشخص يرى ان النيران قد اشتعلت . لا يرغب في الخيار الاول بل في الخيار الثاني. وهذا يذكرنا بالحرب العالمية الثانية عندما ارغمت الجيوش الالمانية على الانسحاب من فرنسا ، اصدر هتلر اوامره للجنرال المسؤول بان يشعل النار في باريس كلها ، غير ان الجنرال كان متحضرا الى الدرجة التى منعته من ارتكاب هذه الجريمة . فامتنع من ارتكاب هذه الجريمة واخذ بالانسحاب بقواته . وكانت المكالمات الهاتفية تاتي من الفوهرر وهو يصرخ " هل تحترق باريس " .
اني اريدك ان تفكر في المشهد " بما انني فشلت في الحفاظ على باريس وحكم فرنساء . لذلك اصدر على هذه العاصمة حكما بالاعدام ، وفي المقابل يقول الداعية " بما انني وبقية الاتجاهات المتطرفة خرجنا " من المولد بلا حمص " فالمتاح لنا ان نشعل النار .
المشهد الاخر سيدة منتقبة تقول امام الكاميرات " سوف نقتلهم جميعا ال......... "
لا احد يعرف هذه السيدة ، لذلك هي مطمئنة الى ان احداً لن يحاسبها ، ربما لم تكون امراة اصلا غير ان الشي الموكد هو انها تشعر بلذة خاصة في القضاء على الاخر ، هي ايضا تريد ان تشعل فيهم النار .
الجهل ، سؤ التربية ، تربية الطفل في بيئة كئيبة تتسم بالقسوة ، الحرمان من العطف والحنان ، المدرسون العاجزون على يكونوا قدوة ، التخويف الدائم من العقاب في الدنيا والاخرة ، كل ذلك في النهاية يصنع شخصاً عاجزاً قليل الحيلة عديم الكفاءة .
هنالك من سينزلق الى هوة الجريمة ، لكن السواد الاعظم سيضعف ويهزم بداخله مبداء اللذة وتنتصر غريزة الموت ، هنا يتحول الموت الى نفسة الى رجل وامراة . يمشي الموت على قدمين متنكرا في هئية البشر في الشوارع والطرقات والفضائيات والصحف رافعا اقوى الشعارات .
ولانه عاجزعن قتلك فهو يمارس القتل المعنوي حيث لا دليل عليه .
" دعاة العدم يكرهون كل القيم والمثل العلياء لانها تجهل الناس اكثر حباً للحياة... نفس الحياة التي يريدون تدميرها " ....؟