اما مريم فقد بعث الله اليها الملائكة واخبرتها ان الله قد جعلك طاهرة واختارك على باقي النساء فاكثري ذكر الله ومن الصلاة بالليل و النهار وسيهيئك لاْمر عظيم ويجعلك اية ومعجزة تدهش العالم على مر العصور ولايقع هدا الامر الى اذا تهياْت له مريم بانواع الطعات لتكون لها الحضوة عن باقي نساء العالمين فلما طبقت مريم الاْمر احسن تطبيق بعث الله لها مرة اخرى الملائكة اذ قالت لها ان الله ان الله يبشرك بولد اسمه عيسى وسيجعله نبيا من الصالحين وسيبقى مدحه على السنة الناس في الدنيا والاخرة ومن المقربين وسيكلم الناس وهو رضيع
استغربت مريم هدا الخبر وقالت كيف يكون لي ولد ولست متزوجة
قالت لها الملائكة ان الله اذا اراد شيئا قال له -كن فيكون-ولاتعجبي من امر الله فهو على كل شيىْ قدير سيجعله حكيما يعلمه الانجيل و التوراة ويكون رسولا الى بني اسرائيل سلمت مريم امرها لله وعلمت ان هذا امتحان منه سبحانه وتعالى والناس سيتكلمون فيها ويتهمونها باشنع الصفات مع انها خير نساء العالمين
وفي يوم من الايام خرجت وحدها من المسجد الاقصى وبينما هي تمشي اذ بعث الله اليها رجل تظهر التقوى على وجهه فلما راْته خافت وقالت اعود بالله منك
وقد ارادت بقولها هذا ان تفهمه باْن الرجل الصالح عندما يذكر بالله لايفعل الشر
قال لها جبريل عليه السلام انما انا رسول بعثني الله اليك لاْعطيك ولدا زكيا
قالت له كيف يكون لي ولد وانا لست متزوجة
قال لها ان الله هو الدى اراد ذلك واذا اراد شيئا سهل عليه انجازه لانه على كل شيئ قدير ويريد ان يجعل من هذا الولد معجزة ويكون من الانبياء ليدعو قومه الى عبادة الله وحده لاشريك له
نفخ جبريل في مريم فحملت من هده النفخة باذن الله
وضاقت من هذا الحمل وكرهته ليقينها ان الناس سيتكلمون فيها ولايصدقونها اذا قالت لهم ان جبريل نفخ فيها بامر من الله لتحمل واخدت تختفي عن اعين الناس حتى لايروها ولاتعلم ما تقول لهم اذا ساْلوها من اين جاء هذا الحمل
ولما دخلت مريم على خالتها بادرت مريم بقولها ان الله قد استجاب لعبده زكريا عليه السلام فقد حملت منه
قالت مريم انا ايضا حامل
قالت اشياع اني ارى ان الذى في بطني مثل الذى في بطنك وولدت يحي عليه السلام
- إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ-