الكنيسه وخطة ابليس

الكنيسة في وحدتها كانت تشكل خطر كبيرا علي مملكة ابليس لانها كانت تملك 1-اعطاء الانسان الامان انه ليس نتيجة عن اعماله يقبل في ملكوت السموات انما نتيجة عن عمل الفداء وان الاعمال الصالحه هي ليست استرضاء لله او للناس ولكن هي نتيجة لمحبة المسيح التي تحصرنا "كما ذكر بولس في رسالة كورنثوس الثانيه5 :14"
2-كانت تهتم بوحدة الكنيسه كجسد واحد مترابط بشكل اجتماعي وروحي قوي "وبهذا يتم تسديد الاحتياجات النفسيه التي تساعد الانسان علي النمو في حياته الروحيه والعالميه"
3-النمو في العلاقه مع الله والتقدم الي الحياه السماويه
كان هذا الهيكل المترابط يرعب ابليس ويهز مملكته بشده فعمل علي الانقسام بين تلك المراحل المترابطه واول انقسام قام هو بين الكنيسه الشرقيه والكنيسه الغربيه الارثوذكسيه والكاثوليكيه فحملت الكنيسه الارثوذكسيه في داخلها القوة التي تجعلها تنمو في العلاقه مع الله وهذا بتاثير 1-التراث الهائل من اقوال وتعاليم الاباء 2-الالحان الهادئة الدافئة التي تشعل في داخل النفس التامل ولذلك نجد ان الكنيسه الارثوذكسيه تتكلم بقوة عن الخشوع امام الله وعن الشاعر المهوبه التي تتمتع بها النفس البشريه في الحضرة الالهيه ولكنها فقدت 1-اعطاء الانسان القبول وان ذلك القبول غير متعلق بارضاء الله او الناس ولذلك يقع الكثير فريسه الي عقدت الذنب وعدم التصديق ان خطياه قد غفرت واحيانا تكون الاعمال لمجرد الحصول علي القبول من الله والناس من حولنا واشادتهم بافعالنا وظهرت فيها كلمة "يسوع يزعل منك" مع ان محبة يسوع غير شروطه بالافعال فهو يحبنا بدون اي مقصد اخر 2-فقدت ايضا قوة اتحاد الجسد والترابط القوي بين اعضائها بشكل روحي واجتماعي لم يعد موجود وظهر "مبداء اسعي الي خلاص نفسك فقط ولا تهتم بخلاص الاخرين لما تضمن خلاص نفسك ابق شوف غيرك"
والكنيسه الكاثوليكيه ظلت خطر علي الشيطان فهي مازالت تحوي مبداء القبول غير المشروط وايضا اتحاد الجسد اجتماعي وروحي وهذا كان يمكن ان يقودها للاتحاد بالكنبسه الارثوذكسيه مرة اخري فدبر لها انقسام اخر وتظهر الكنيسه الانجيليه التي حملت مبداء ان المسيح قبلنا وخلصنا بغض النظر عن افعالنا واعمالنا بل قبلنا بعمل ابنه الوحيد واعطت للنفس البشريه الامان مرة اخري وتصدرت مشهد الكرازه ولكن هي محرومة من وحدة الجسد الذي حملته الكنيسه الكاثوليكيه ومحرومه من القوة في العلاقه والدفعه والخشوع الذي وصلت اليه الارثوذكسيه
ومن المشكلات التي وضعها ابليس داخل كل كنيسه لتعويضها عن نقصها 1-الكنيسه الكاثوليكيه حتي تعوض عن نقصها بالقبول غير المشروط وضعت طقس ويدعي المطهر وقبله صكوك الغفران والتصقت في علاقه بين القديسه العذراء مريم وجعلتها اسمي مرحله يمكن ان تصل لها فهي تراها فخر البشريه ومع ان المسيح دعانا لان نشابهه هو وان نتمثل بيه وهو بالتاكيد اعلي مكانة من القديسة العذراء مريم
2-الكنيسه الانجلييه حقا انها تملك التمتع الحقيقي لانها تتمتع بقبول غير مشروط ولا تتعذب كالكنيستين الباقيتين بعقد الذنب وهي ايضا اخذت المصالحه مع الله ومع النفس وهي ايضا قوية لسبب اخر انها مرحلة ايمانيه والتي نلغي فيها مشاعرنا التي بنيناها علي معاملت الناس لنا ونصدق كلمة الله عن حياتنا ولكنها لاتملك الترابط بين اعضاء جسدها ووقع بعض اعضائها في رغبة الحصول علي المواهب وشهوة امتلاك تلك المواهب وبشكل ملحوظ قد اساءة استخدام المواهب الروحيه فقد يظهر شخص عرف الرب منذ 10ايام واتي الي يخبرني انه اصبح يتنبأ وبالتاكيد نبوئته لم تحدث فالله عندما يعطينا المواهب يعطيها لنا ونحن في حالة استعداد لاجل بنائنا فان هذا الشخص لم يكن مستعد فاصبحت تلك الموهبة الكاذبه عنده لاشباع رغبه شخصيه والاحساس انه حقق نجاح وحقا ان الواهب مطلوبه ولكنها عندما نكون مهيأين لها وقد اهملت تلك الكنيسه نموها روحيا واهتمت بامتلاكها المواهب الامر الذي نهي عنه بولس الرسول وهذا حدث نتيجة اهمال تلك الكنيسه التراث الابائي
3-الكنيسه الارثوذكسيه هي كنيسه تامليه من الدرجه الاولي وروحيه وتملك كنوز قيمة جدا ولكن بدون ادراك وبسبب اهمالها لقضية القبول غير المشروط وان المسيح يقبلنا حتي ونحن في الخطيه تحول اعضائها من الاهتمام بالتقرب الي الله الي الاهتمام بارضاء الناس والكهنه ولان تلك الكنيسه هي المرحله الثالثه فالنفس التي تأتي من العالم والتي تعلمت انها لن تقبل الا اذا فعلت كما يعجب الناس يجب ان تتعلم القبول المشروط الذي تملكه الكنيسه الانجيليه من هنا تتعلم مسامحة النفس والتصالح مع الله ثم ياتي دور الكنيسه الثانيه الكاثوليكيه التي نتحد فيها بالجسد فنعضض بعضنا اجتماعيا "اقصد هنا الاهتمام ببعضنا البعض تقديم المحبة الفعليه الملموسه لبعضنا البعض السؤال علي بعض" وتسديد الاحتياج النفسي ثم تسمو تلك النفس الي مرحلة التامل وتبحث في طريق الاباء لتتعلم كيف تصل الي السيد المسيح وهنا دور الكنيسه الارثوذكسيه
واحب ان اوجه نظركم الي انه عندما يختبر المؤمن العلاقه مع الرب يسوع تبداء تظهر المشاكل الدفينه في اعماقه من صغر نفس صورة مشوهه عن الذات وغيرها من المشاكل وبعد تلك المرحله والتي تكون فيها الخطية ملحه بشكل كبير يظهر اشتياق النفس لله خالقها لتملئ الفراغ الذي بداخلها
ولا توجد كنيسه منفرده من تلك الكنايس "الارثوذكسيه,الكاثوليكيه,الانجيليه" تستطيع ان تثمر مؤمن سليم قوي راسخ في الايمان دون الاتحاد مع اخواتها
وان ذهبنا لنسمع ترنيمه في الكنيسه الانجيليه نجدها بعزف مع لحن يثير البهجة والحماس داخل القلب ونسمعها في الكاثوليك نجدها مع لحن الهامنج تثير الشجن والاحساس العميق وفي الارثوذكسيه نجدها بلحن تراثي هادي مع الدف تثير التامل في النفس
واخيرا وليس اخرا احب ان اقول ان جماعة المؤمنين الصحيحيه تعبر بصوة افضل عن جسد المسيح ولها تاثير جاذب عن الكرازه الناريه
ولاخواتي الذين سيقولون انه يوجد اخطاء لاهوتيه في الطوائف الاخري احب ان اقول لك كلمات ابونا متي المسكين"مش هيدخل السماء لا انجيلي ولا ارثوذكسي ولا كاثوليكي لكن سيدخل المسيحي المؤمن" والكتاب المقدس هو ليس بكتاب لاهوت ونظريات ولكن هو "حجال الملك" كما يصفه نشيد الانشاد فهو النافذه التي نطل بها علي الله وملكوته ويقول ابونا متي المسكين"حينما يتصارع ويتجادل الالهوتين في نقطة يسبقهم الي ملكوت السموات الالاف من البسطاء"
واختم بكلمات القس سامح موريس اذا لم نستطيع ان نتوحد في طريقة العبادة دعونا نتوحد في محبة المسيح