النبي يونان واهل نينوى
النبي يونان هو احد انبياء العهد القديم في سفر يونان في الاصحاح الاول يقول ان الله ناد يونان وامره ان يذهب الى مدينة نينوى بسبب ان شرها قد كثر وزاد فالله اراد ان يرسل يونان اليهم لكي ينذرهم من ان الله سوف ينزل عقاب شديد عليهم بعد اربعين يوم تنقلب مدينتكم الى خراب لكن ماذا فعل النبي يونان هرب من وجه الرب الى مدينة اسمها ترشيش هذه المدينة في نظر يونان انها بعيدة جدا ولم يراه الله ابدا ولا يجده لكن في الحقيقية كان تفكير يونان خاطئ جدا الله الاب يرانا في اي مكان نحن في الظاهر او في الخفاء هذه المدينة التي هرب اليها يونان كانت في اقاصي الارض  كما يقولون بمعنى اراد ان يهرب من امر الله الى ابعد مكان في المعمورة وفي نظر العبرانيين انه كما هرب يونان الى ابعد مكان كذلك كما ورد في ذكر ملكة سبا التي جاءت من مملكة سبا التي تقع في جنوبي الجزيرة العربية ولتسمع كلمة وحكمة سليمان النبي فمدينة ترشيش كانت مستعمرة فينيقية تقع على الشاطئ الغربي من بلاد اسبانيا وبمعنى اخر نينوى في الجانب الشرقي وترشيش في الجانب الغربي فكم هي المسافة ما بين نينوى وترشيش وهكذا ابتعد يونان كثيرا عن مدينة نينوى وعصى اوامر الله له . يونان وجد سفينة في مرفا يافا  ذاهبة الى مدينة ترشيش فدفع اجرتها وصعد فيها فمرفا يافا او مرفا اورشليم في ذلك الزمان والواقع على شاطئ البحر الاحمر اليوم احد ضواحي تل ابيب العاصمة الاسرائيلية الحالية وفي المزمور 139 والاية 7 تقول اين اذهب من روحك واين اهرب من وجهك هذه الاية تطبق على النبي يونان  لما امره الله ان يذهب الى اهل نينوى لينذرهم عصى امره وذهب الى مدينة اخرى نينوى في ذلك الزمان كانت عاصمة الاشوريين ورد في سفر الملوك الثاني الاصحاح 19 / 36 ان الملك سنحاريب ملك اشور بعد ان كسر جيشه في اسرائيل وقتل من جيشه 185 الف جندي عندما ضربهم ملاك الرب بالطاعون رجع الى نينوى واقام فيها ومات سنحاريب بايدي ابناه بالسيف ونينوى كانت مدينة عظيمة كما ورد في سفر يونان الاصحاح 3 / 2 والاصحاح 4 / 11 وفي العام 700 قبل الميلاد كانت عاصمة نبوخذنصر وبقت تحت سيطرة نبوخذنصر الى يوم سقوطها سنة 612 قبل الميلاد هذه المدينة التي بناها نمرود ابن كوش والمسمى ايضا نمرود الجبار وهو الذي بنى مدينة نينوى ومع راسن و كالح و رحبوت كما ورد في سفر التكوين الاصحاح 10 / 9 هذه المدينة زاد شرورها وصعد الى الرب كما حدث لسدوم وعمورة عندما انزل الله نار وكبريت عليهم كما جاء في سفر التكوين الاصحاح 18 وفي سفر نحوم تكلم ايضا عن مدينة نينوى الاصحاح 1 / 11 تقول الاية منك خرج المفكر بالسوء على الرب المتامر بامور لا خير فيها هنا المتامر على الرب هو الملك سنحاريب الذي قتله ابنائه اذا النبي يونان اراد الهروب من وجه الله فلما صعد السفينة  كان الملاحون الذين يتنمون الى جنسيات مختلفة وكل واحد له الهه الخاص فامر الرب الاله ان تهب ريحا وعاصفة وهيجان على البحر هذه العاصفة حدثت قبل ان يصل يونان الى المدينة الذاهب اليها اي في وسط البحر تقربيا واحتمال انه لم يكن بعيدا عن المرفا الذي رحل منه  وكادت السفينة تغرق اما النبي يونان فكان نائما في اسفل السفينة ولا يعرف ماذا يحدث للسفينة وكانه نائم على فراش في احدى الغرف وغارق في النوم  اما الملاحون فصرخوا كل واحد الى الهه لكي ينقذوهم من محنتهم فهذه الريح الشديدة الرب هو الذي يحركها وكما يشاء ويسيطر على البحر ايضا انظروا كم هي قدرة الرب الاله والمسيطر على كل شيء وكما حصل في زمن خروج بني اسرائيل من مصر عندما شق البحر الى نصفين على اليمين وعلى اليسار لكي يعبر بني اسرائيل فجاء الى يونان النبي قائد السفينة وقال له ما بالك نائم وغارق في النوم وكانك لا تعرف ولا تسمع ماذا يحدث للبحر هائج قم وصلي الى الهك عسى ان تسكن الريح هنا رئيس البحارة شعر ان البحارة جميعا هم في خطر مع العلم ان في رقبة يونان مدينة كاملة في خطر بسبب هربه من وجه الله في هذا الوقت بالذات حدثت مناقشة بين يونان و البحارة وسالوه ما هو الشر الذي اصابنا من ورائك ولماذا صعدت معنا في السفينة ومن اي بلد انت ومن اي شعب اجابهم يونان انا عبراني من الشعب الذي خلصه الله من ايدي فرعون ومن شعبه واني اخاف الله واعبده واتقيه  البحارة لما سمعوا كلام يونان خافوا وعرفوا انه هارب من وجه الرب الاله الذي يعبده فاجابه ماذا نفعل بك اجابهم ارموني في البحر وسوف تهدء الرياح والعاصفة في الحال لكن البحارة في اول الامر لم يوافقوا على كلام  يونان بل ارادوا ان يجربا جر السفينة الى اليابسة قدر الامكان لكن لن تنفع محاولاتهم بل باءت بالفشل بسبب ان العاصفة والرياح قد زادت بقوة وايضا اضطروا الى رمي الامتعة والاشياء الاضافية التي كانت محمولة في السفينة في البحر ولم تهدء الرياح ابدا  بعدها سمعوا الى كلام يونان النبي والقوه في البحر فتوقف في الحال هيجان البحر والعاصفة والرياح فخافوا البحارة جميعا وصلوا الى الرب الاله وقدموا ذبائح ونذورا اما يونان عندما القه في البحر ابتلاعه حوتا كبيرا فبقى فيه ثلاثة ايام وثلاثة ليال في جوفه كما بقى المسيح في جوف الارض ثلاثة ايام وثلاثة ليال وقام من بين الاموات هكذا لما كان يونان في بطن الحوت صلى الى الرب الاله من قلبه واعتبر نفسه انه ميت ولم يرى بعد ذلك الحياة مرة ثانية لكن لا ننسى ان الله لا يريد ان يموت يونان بل يعيده الى الحياة لكي يرسله الى اهل نينوى فانشد نشيد روحي وهو في جوف الحوت الذي كان داخل اعماق البحر وقال الى الرب صرخت في ضيقي فاجابني من مثوى الاموات استغثت فسمعت صوتي اذن نحن ايضا عندما نقع في ضيق او شدة او مرض دائما نلتجئ الى الرب الاله الى يسوع مخلصنا لان هو الشافي والفادي والمنقذ والشفيع وبدونه لا نقدر ان نعمل اي شيء فالنبي يونان صلى بحرارة وبقوة وعاد الى الله مرة ثانية فقبله الرب الاله واحتضنه من جديد لكي يدعوه مرة ثانية ليرسله الى اهل نينوى فهذا المزمور الذي انشده يونان هو مزمور شكر وصلات وتوبة الى الله والسبب هو ان جوف الحوت هي بمثابة الشيول او مكان القبر فاعتبر نفسه انه في القبر فلما انتهى يونان من صلاته امر الرب الاله الحوت ان يقذف النبي يونان بعد ان بقى في جوف الحوت ثلاثة ايام وثلاثة ليال  فبعد ان خرج من البحر ومن جوف الحوت هنا الواحد منا يفكر انه كيف كان يعيش يونان في داخل بطن الحوت اكيد كان غذائه روحي ولم يموت بل بقى حيا وكما قال المسيح له المجد للشيطان عندما صام ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله وفي سفر يونان لا يذكر كم يوم بقى يونان لما ناداه ثانية المهه الله ارسله مرة ثانية ليذهب الى اهل نينوى وفي هذه المرة اطاع امر الله وذهب الى المدينة وقال لاهل نينوى كما قال له الله وهو ان المدينة سوف تنقلب بعد اربعين يوما هذه المدينة التي كانت عظيمة جدا سوف يخربها الله في اربعين يوما فناد بها النبي يونان في كل المدينة في الشوارع والازقة ولم يبقى احدا لم يسمع بهذا النداء حتى لا يكون عذرا لاحد من انه لم يسمع الانذار مباشرة ولما سمعوا الناس من ان مدينتهم سوف تخرب بعد اربعين يوما امنوا بكلام يونان من صغيرهم والى كبيرهم ولبسوا المسوح وحتى الملك لما سمع بهذا النداء لبس ايضا المسوح وجلس هو وشعبه على الرماد مع اصدار قرار من الملك بعدم الاكل والشرب وحتى الحيوانات جميعا لا تعطى اي شيء لتاكل وان يصليا للرب الاله بحرارة ويتوبا على كل الخطايا والاعمال الشريرة لكي يغفر الله لهم ولكي لا يدمر مدينتهم بمعنى صاموا وصلوا  وهنا لا يذكر كم بقوا من ايام في الصلاة والتضرع لله لكي يغفر لهم فالله هو الذي يحدد متى يغفر لنا ما علينا فقط هو الصلاة وطلب العفو والرحمة من الرب الاله فلما راى ان اهل نينوى تابوا توبة من اعماقهم ومن قلوبهم وانهم رجعوا عن عمل الشر ندم ولم يدمر ويخرب مدينة نينوى ورجع عن قراره في تخريب المدينة فالله هنا يبرز رحمته وشفقته على النبي يونان واهلها وهذه الشفقة والرحمة شملت ايضا الحيوانات جميعا فالله الذي كان لبني اسرائيل حنونة ورؤوفا ومخلصا هكذا كان ايضا لاهل نينوى العظيمة الغرباء اي من الامم الاخرى رحوما شفوقا مخلصا الله تشمل محبته وخلاصه ورحمته لكل البشر فسفر يونان النبي بمثابة شمولية الخلاص للجميع والذين كانوا عددهم ما يزيد اكثر من  120000الف ساكن وبحسب ما ورد في الاصحاح الرابع / 11 افلا اشفق انا على نينوى المدينة العظيمة التي فيها اكثر من اثنتي عشرة ربوة من اناس لا يعرفون يمينهم من شمالهم ما عدا بهائم كثيرة ؟ فهذا السفر يمهد الطريق للوحي الانجيلي الذي سوف يكتشف من ان الله هو محبة والمجد لله امين
الشماس سمير كاكوز
المانيا ميونخ