أشكرك لأني ضعيف

أشكرك لأني ضعيف





" كم أنا ضعيف يارب ... كم من مرة سقطت في نفس الخطية ولا أستطيع الفرار منها ولا الإنتصار عليها، وأنظر إلى حالى وأشعر بالإشمئزاز والخزي ، وأقول لنفسي"

إلى متى سأبقى كما أنا لا أتغير؟ لماذا لا أستطيع الإنتصار على ذاتي وشهواتي؟

مرت علي سنين وأنا أسقط في نفس الخطية مرات ومرات

ليس هذا فقط ، بل ظهرت خطايا أخرى بدأت في السيطرة علي ... يا إلهي إن حالي يسوء!!! إلى أين سأصل؟ أليس لي خلاص يارب من خطاياي؟؟ كثيرا ما حاولت الجهاد ضد الخطية، وأجد نفسي أنتصر ولكن إلى حين، ثم أرجع ثانية للخطية التي أفعلها ... أنا أكره الحال الذي أوصلتني إليه الخطية ... كرهت نفسي ... أشعر بالإشمئزاز من ذاتي !!! لكني في نفس الوقت أحب هذه الخطية ولا أستطيع تركها!!! هي محببة إلى نفسي وأصبحت جزء لا يتجزأ مني (الشر الذي لا أريده إياه أفعل) ... أنا وصلت إلى حال مذري ... لا أستطيع أن أتغير ... نعم أنا أصلي وربما أبكي في صلاتي من الحال الذي وصلت إليه، وأطلب من الرب بدموع أن يخلصني، لكن في أعماق أعماقي ، أحب الخطية ... ولا أستطيع تركها ...



ربما أقول: كفى خداع لنفسي... أنا لا أريد أن أتغير ، ما سبب المعاناة التي أنا فيها؟ لماذا هذا الصراع؟ يارب هذا يكفي ... سامحني، لقد تعبت... يارب أنا ضعيف جدا وليس في أي قوة حتى أنتصر على الخطية ... لقد تعودت وتأقلمت على حالي... أنا تراب ... "ولا حاجة"

هذا ليس صغر نفس، لكني قد عرفت حقيقة نفسي ... أنا لا توجد لي إرادة قوية ... لا أستطيع أن أتخذ قرارات قوية حاسمة ضد الخطية ... لذلك يارب أنا فعلا لن أستطيع أن أنتصر على الخطية ... لقد يأست ... يارب إن كنت تريدني أن أبقى كما أنا في الخطية اتركني يارب ... لكن هل هذا يعقل؟ يارب أنت قلت أن إرادتك هي أن

"الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون "

ألست أنا من خرافك يارب؟"



هل يا صديقي وصلت إلى هذا الحال؟



إن وصلت إلى هذا الحال، أستطيع أن أقول لك ... "يابختك"!!! ... نعم!!! هل تصدق هذا !! صديقي ... عندما تشعر بضعفك ... عندما تشعر باليأس من المحاولات المتكررة لتغيير حالك ولا تستطيع ... حينئذ ستتوقف محاولاتك البشرية للتغيير ... وعندما تصل إلى هذه المرحلة، ستستسلم إلى من هو أقوى منك...يسوع المسيح ... ستستسلم إلى قوته اللامحدودة التي تنتظر منك فقط القبول

المسيح ياصديقي لن يعمل فيك إلا إذا شعرت أنك "ولاحاجة"... "تراب "... لا قوة فيك ولا جمال...حينئذ سيبدأ المسيح في العمل بشرط أن تطرح نفسك أمامه بكل أمانة وصدق وتطلب منه التغيير



قل للمسيح:



يارب أنا تراب ... أنا ولا حاجة... مليش حد غيرك يقدر يغيرني ... دورت كتير وتعبت كتير لكن ملقتش راحة وسلام... تعبت ومش مستحمل نفسي... يارب أسكب ماء الحياة علي أنا التراب وحولني إلى طينا من صنعك وشكلني من جديد لكي أكون آنية لك... وأملأ الفراغ الذي في بمحبتك...وأطرد بسوطك كل الباعة الأشرار اللي في قلبي وحول قلبي إلى هيكل مقدس ليك ... إنزع من قلبي محبة الخطية





"أشكرك يارب لأنك خلتني أشعر أد إيه أنا ضعيف ومعنديش قوة ... أنا فهمت أخيرا يارب، إنك مش هتشتغل في ولا هتغيرني إلا إذا شعرت إني ولا حاجة عشان إنت تكون كل حاجة في حياتي"





لا تنسى ياصديقي، المسيح إختار المرذول وغير الموجود لكي يخزي الموجود

أنظر إلى مريم المجدلية والأنبا موسى الأسود ... أنظر إلى ما وصلوا إليه من مجد وكرامة ... كل هذا حدث لأنهم شعروا في داخلهم أنهم تراب... عرفوا حقيقة أنفسهم ... فاعرف حقيقة نفسك وقل هذه الحقيقة العظيمة للمسيح في صلاتك حتى تتغير


الإعتراف بضعفي ليس البداية

بل سيكون حياة


"ارحمني يارب لأني ضعيف . اشفني يارب لأن عظامي قد رجفت"

(مز 6 : 2)



"صرت للضعفاء كضعيف لأربح الضعفاء . صرت للكل كل شيء، لأخلص على كل حال قوما"

(1كو 9 : 22)



نعم يارب ... أشكرك على ضعفي