بدأت الطفلة تبكي بصوت مرتفع وهي تشاهد رب المجد يُضرب و يُلطم و يُبصق على وجه وكانت تصرخ قائلة (بابا يسوع حبيبي . بابا يسوع . حرام عليكم) .. ، وعند مشاهد الجلد كانت تبكي بحرقة و كانت تردد بصوت متقطع (بيضربوا بابا يسوع) ... أما في مشاهد الصلب لم تستطع الطفلة أن تنطق بكلمة ولكنها كانت في ذهول !!! .. تبكي بحرقة وكادت أن تفقد وعيها بالعالم الخارجي لولا أن الرب يسوع منع حدوث ذلك... ، وعلى الصليب اتجهت الطفلة إلى التلفاز وبدأت تقبل وجه المسيح والدموع تنهمر من عينيها ... مرت الفترة من موت السيد المسيح إلى قيامته سريعة على ماريا فلم تكن تعى أى شئ بل كانت تردد بداخلها كلمتين فقط (بابا يسوع .. بابا يسوع) .. ولكن عند أول ظهور للسيد المسيح بعد القيامة بدأت الحياة تدب في ماريا ، فلقد شاهدته وهو سليم خالياً من الدماء والجروح ... لم تفهم ماذا يحدث ولكن الأمل بدأ يدب في الطفلة بأن حبيب قلبها بابا يسوع بخير ... وفجأة حدث شئ في هذا الفيلم يختلف عن أى نسخة أخرى فعند ظهور السيد المسيح لتلاميذه في العليا لم يتجه إليهم بل إتجه خارج شاشة التلفاز إلى ماريا .. !! في البداية اضطربت الطفلة ولكن رب المجد أدخل في قلبها الطمأنينة و قال لها (لا تخافي يا حبيبتي ماريا . أنا بابا يسوع ... أنا جيت علشان بحبك و عاوز أقولك أني بحبك و عاوز ألعب معاكي) . أجابت ماريا وهي في حالة ذهول (بابا يسوع) أجابها رب المجد (ليه أنا شايف الدموع في خدك ، أنا خلاص خفيت) .. فأجابته ماريا (يعني إنت كويس ومش موجوع) ، وهنا تقدم رب المجد ليحتضن ماريا ، وفي براءة الأطفال بكت ماريا وهي في حضن رب المجد وهي تقول (أنا بحبك خالص يا بابا يسوع أكتر من كل الناس) فلقد زرع والديها فيها هذا المبدأ منذ صغرها ففي كل صلاة مع والديها قبل نومها تردد هذه العبارة ( يا بابا يسوع علمني أحبك أكتر من كل الناس ، أكتر من بابا و ماما) ... وهنا اختفى الخوف من قلب الطفلة وشملها سلام عجيب. وبدأ يسوع يحمل ماريا و يرفعها إلى فوق فتضحك ماريا ثم مضى الوقت سريعاً وفي حوالى الساعة الثانية قال لها رب المجد (أنا همشي بقا يا ماريا دلوأتي ) فبكت ماريا و قالت له (من فضلك بابا يسوع خليك معايا . إلعب معايا . وكمان أنا عاوزة ماما وبابا يشوفوك .. دول هيفرحوا خالص) أجابها رب المجد والابتسامة التي تملأ القلب سلاماً على وجهه ( ماريا أنتي بتحبيني أكتر من بابا و ماما). أجابته الطفلة ( أيوة . أنا بحبك أكتر من كل الناس حتى أكتر من بابا وماما) .. قال لها رب المجد (تحبي تبقي معايا على طول). أجابته (أيوة طبعاً) .. حينئذ قال لها رب المجد (طيب أنا هجيلك النهاردة بليل وآخدك معايا .. بايباي دلوأتي) وأشار لها رب المجد بعلامة الوداع فردت عليه ماريا في براءة الأطفال ثم إتجه رب المجد إلى التلفاز حيث رجع إلى الفيلم عند مشهد الصعود. ، وفي أثناء مشهد الصعود كانت ماريا تلوح له وهي تقول له (بايباي . أنا مستنياك بليل . متنساش) .. ، وفي أثناء ذلك كان جورج ويوستينا يفتحان باب الشقة وبمجرد دخولهما رأيا الطفلة واقفة وهي تردد (بايباي . أنا مستنياك بليل . متنساش) ... في بداية الأمر لم يدرك جورج و يوستينا الأمر و لكن حالما نظرا إلى نهاية فيلم حياة يسوع أدركا أن ماريا شاهدت الفيلم فارتبكا خاصة حينما رأيا آثار الدموع على ماريا . فبادرت ماريا وهي متهللة (بابا يسوع جالي ولعب معايا).. كانت صدمة لجورج و يوستينا.. فتركا كل شئ والتفتا حول طفلتهما المحبوبة يسألانها عما حدث ؟ ... فقصت لهما ماريا ما حدث على قدر استيعابها. فذهل الوالدين ولم يعرفا إن كان ما تقوله حقيقة أم مجرد انفعال طفولي لكن قلبهما إطمأن أن ماريا بسلام ولا تعاني من تعب نفسي من مشاهدة الآلام التي تعرض لها السيد المسيح. ، ثم بدءا يحاولان تخيل ما حدث ولكن أكثر ما أثار دهشة والديها هي ثقة الطفلة و إصرارها حتى بعد سؤالها عدة مرات بطرق مختلفة. لقد كان عقل جورج و يوستينا يرفضان قصة ماريا خاصة وأنه لا توجد مثلاً رائحة بخور أو أي شئ يدل على ظهور رب المجد لطفلتهما لكن شعوراً داخلياً قوياً كان يقول لهم (هذا حدث بالفعل). ، وكالعادة أسرع جورج و يوستينا إلى غرفة الصلاة و قاما بالصلاة من كل أعماق قلوبهما وأثناء الصلاة كان الشعور القوي الداخلي الذي يقول لهم أن ماريا على حق يزداد عندهما ثم طلبا من رب المجد أن يجيب عليهم من خلال الكتاب المقدس وفتحا الكتاب المقدس ليقرءا حسب الترتيب الجزء الخاص بقراءات المساء من الإصحاح الثالث والخمسون حتي الإصحاح السادس والخمسون ... لقد كان جورج و يوستينا يحفظان الإصحاح الثالث والخمسون عن ظهر قلب فهو بالنسبة لهم موضوع التأمل في أسبوع الآلام من كل عام ، ولكن التوقيت الذي جاء فيه كان عجيباً... فهذا الإصحاح هو قمة نبوات العهد القديم عن السيد المسيح وآلامه وكأن أشعياء النبي كان جالساً تحت الصليب ليروي ما حدث ... شعر جورج و يوستينا بأن الرب يريد أن يقول لهم يأن ما قالته أبنتهما حقيقة وليس خيال ... إتجه جورج و يوستينا إلى حجرة طفلتهما حيث دهشا حينما رأيا طفلتهما واقفة أمام صورة رب المجد التي تحبها و هي تصلي لأول مرة بدموع وتقول (حبيبي بابا بسوع . أنا بحبك خالص . من فضلك ما تنساش تجيلي النهاردة . أنا متأكده انك جاي علشان تخدني أأعد عندك على طول) ... إندهش الأب والأم من حرارة صلاة إبنتهما الصغيرة ومن مضمونها خاصة من الجزء الخاص بـ(تخدني أأعد عندك على طول) ... يل وبدأت الأم تضطرب من مضمون هذه الكلمات ... ثم قاطع جورج صلاة إبنته وإحتضنتها يوستينا بشدة وطلبوا منها أن تذهب معهم ليناموا قليلاً فلقد كان اليوم مرهقاً جداً ولم تعد عند جورج ويوستينا القدرة على التفكير فلقد شعرا أن تفكيرهما قد شل ... ولكن ماريا قالت لهما (لا يا بابا ، أنا هفضل صاحية علشان بابا يسوع وعدني أنه حيجي بليل يخدني معاه على طول) وهنا لم يتمالك والديها نفسيهما من البكاء ولكن جورج تمالك نفسه و قال لها (يا ماريا يا حبيبتي ، تعالي ننام دلوأتي أنا وأنتي وماما على سريرنا و بليل نصحا علشان نشوف بابا يسوع) فأجابت ماريا (لأ أنا أخاف أنام ومصحاش لما بابا يسوع ييجي)