+ الندم هو الحزن والأسف الشديد ، مع لوم
النفس ، عن فعل أو تصرف ، أو قول معثر ( أو شرير ) يغضب الله والناس ،
ويجلب العقاب أو التوبيخ .
+ وقد يكون الندم من توبيخ الروح القدس
للنفس الخاطئة ، التى جرحت قلب الله المحب ، بفعل الشر أو الدنس ، وما
يترتب عليه من أضرار مختلفة .
+ وقد يقود الندم الشديد إلى دفع القلب
للبكاء ، وسرعة طلب التوبة والإعتراف بالخطية ، أو طلب الصلح مع المخطئ
إليه ، معلناً أسفه وندمه على ما فعله بحماقة ، بروح الإتضاع ، والسعى
للسلام والصلح ، كما علمنا السيد المسيح ( مت 5 ) .
+ وقد يدفع شيطان اليأس النفس الغير حكيمة ، إلى الندم الشديد ، وفقدان الرجاء فى الخلاص ، كما فعل يهوذا الأسخريوطى وأنتحر !! .
+
والإنسان القاسى القلب ، ذو الضمير الميت ( المخدر أو النائم ) لا يحس
بلوم ، أو بتوبيخ للضمير على ما أقترف من إثم أو ذنب ، وفى كبريائه يلوم
الآخرين ، ويرفض لوم نفسه ، فيصعب إعترافه وتوبته ، أو يبرر ما فعله من شر
، بسبب الظروف أو الحاجة ، أو بسبب الغير …….. الخ
فلا ينصلح حاله لعدم ندمه .
+
ومن أجمل الأمثلة عن نتائج الندم السليم ، رجوع الإبن الضال إلى نفسه ،
وإلى أبيه بسرعة ، بعدما قاسى من نتائج الهرب والعصيان ( لو 15 ) .
+ وندم القديس بطرس على زلات لسانه ، وبكى بكاء مراً ، فرحمه الله .
+
كما يشير العهد القديم إلى ندم بنى اسرائيل – مرات عديدة – بعد كل خطأ ضد
الله ، وعقابه الشديد لهم ( قض 21 : 6 ، 15 ) ، ثم يرجع عن حمو غضبه ويعود
فيرحمهم
ولا سيما بعد شفاعة موسى من أجلهم .
+ وليت كل إنسان لا
يفعل الشر ، حتى لا يسوقه إلى الندم الشديد ، وإلى الحزن والألم النفسى
الحاد ، بسبب الإساءة إلى الله ، وربما يؤدى إلى ضياع مستقبله الأرضى
والأبدى أيضاً ، لأنه يحصد من نفس ما زرع من فساد .
+ ويجب ألا يقودنا
الندم الزائد عن الحد إلى اليأس والهرب من أب الإعتراف ، ونيل الخلاص ،
فطالما كان الإنسان فى الدنيا ، فإن باب التوبة مفتوح أمامه حتى آخر نسمة
، والرب يقبل كل من يأتى إليه ( يو 6 : 37 ) مهما كانت خطاياه ثقيلة جداً .
+
ويبقى أن نعلم أن عبارة ” ندم الرب عن الشر الذى كان مزمعاً أن يفعله ”
فإن الفعل ” ندم ” غير دقيق فى ترجمته العربية ، حيث أنه فى الآيات
الكثيره الموجودة ( خر 32 : 24 ) ، ( 2 صم 24 : 16 ( ، ( إر 26 : 29 ) ، (
عا 7 : 6 ) ، ( مز 106 : 45 ) ، ( يون 3 : 10 ) ، ( عب 7 : 21 ) ، ” ندم
الرب ” : أى رق حاله ، أو لان قلبه ، أى يتأسف ، أو يرجع عما سيفعله ، أو
يتوب ، وليس ( أى لام نفسه عما فعله ) ، ليس الله إنساناً فيكذب ، أو يندم
، (عدد 23 : 19 ) ، ” ولا يكذب ولا يندم ” ( 1 صم 15 : 29 ) ، ( زك 8 : 14
) .
والمعنى : أنه رق حاله ، وعاد عن الإنتقام من الأشرار ، فور توبتهم .
+
ومن الأفضل للخاطئ أن يندم الان ، من أن يندم الندم الدائم فى جهنم !! كما
أن الندم فى العالم ، يقود إلى التوبة والصفح ونيل الخلاص المجانى .
أما
الندم بعد الموت ، فليس له فائدة ، كما يتضح من حوار أبونا ابراهيم أبو
الأباء ، مع الغنى البخيل ، الذى مات فجأة ة وتبعته قسوته وأنانيته ( راجع
مثل الغنى ولعازر فى لوقا 16 : 19 – 31 ) . وهو خير درس لكل نفس تسير بنفس
القياس .
+ وقال أحد الأباء القديسين : ” ليس أفضل من أن يرجع الإنسان بالملامة على نفسه دائماً” .
وهى نصيحة صالحة ومريحة ونافعة ، وليتنا نفعل !! .