قديما, طلب المعز من البابا إبرام إبن زرعة, أن ينقل جبل المقطم, وإلا ستكون نهاية المسيحين بالدخول في الإسلام أو الطرد خارج البلاد
ماذا كان رد فعله؟
لم يثور البابا ويقول انها مؤامرة يهودية من الوزير اليهودي يعقوب إبن كِلّس, والذي أشار علي الخليفة المعز بالأية!
لم يستغل البابا علاقاته ليحل الموضوع في سياسة وحنكة عالمية, أصبحنا لا نستحي اليوم أن نسميها حكمة روحية, وثمارنا تشهد علينا.
لم يلوي أيات الكتاب المقدس ويحرفها ليخرج من الموقف
لم يستعن بالكنيسة الروسية, أو اليونانية
لم يتغني بالتملق والرياء, لم يظهر في الفضائيات ليشتكي ويتمرر ويدعوا الناس لحب المسيحيين
لم يفكر “بشريا” في حل
يقول التاريخ: أنه خرج علي الفور, وتوجة وإجتمع مع المطارنة والأساقفة, وطلب منهم الصوم والصلاة لمدة ثلاث ايام
لم يكن رد فعل غريبا لشخص روحي يواجة مشكلة, فقد سبقه في ذلك كل رجال الله, الذين كان أول رد فعل لهم في الضيقات, هو الصلاة والتوبة (يشوع امام هزيمة عاي – نحميا – عزرا – دانيال – داود – صمؤيل – حزقيا الذي اخذ رسائل تهديد العدو ونشرها أمام هيكل الرب “اشعياء 37″), وأهم من ذلك, كان لهم حياة سليمة, وفي وضع سليم مع الرب, فجاء تصرفهم في الضيقات, نتيجة طبيعية لحضور الله الدائم في حياتهم
هل لنا بكل خجل واسف, ان نقارن ذلك بما يحدث الان لنا؟
لنتخيل أخبار الأقباط لو كانت الروح السائدة الان عند الكثيرين, موجودة أيام نقل جبل المقطم, فماذا يمكن أن يحدث؟
- الخليفة المعز لدين الله الفاطمي يطلب من الأقباط نقل جبل المقطم ويمهلهم ثلاث ايام, والإ كان عليهم الرحيل
من مصر أو دخول الإسلام
ايُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تَسْتَغْرِبُوا الْبَلْوَى الْمُحْرِقَةَ الَّتِي بَيْنَكُمْ حَادِثَةٌ، لأَجْلِ امْتِحَانِكُمْ، كَأَنَّهُ أَصَابَكُمْ أَمْرٌ غَرِيبٌ (1بط 4 : 12)
- البابا إبرام بن زرعة يتفهم طلب الخليفة المعز بنقل جبل المقطم, ويوضح أن أية نقل الجبل معناها روحي وليس
حرفي
هَا إِنَّ كَلِمَةَ الرَّبِّ صَارَتْ لَهُمْ عَاراً. لاَ يُسَرُّونَ بِهَا (ار 6 : 10)
- المجلس الإلكليريكي يجتمع لبحث مشكلة جبل المقطم مع الدولة, ويؤكد في تصريحاته علي أهمية الوحدة
الوطنية, واحترامهم التام للخليفة المعز
بِشَرِّهِمْ يُفَرِّحُونَ الْمَلِكَ وَبِكَذِبِهِمِ الرُّؤَسَاءَ… وَيْلٌ لَهُمْ لأَنَّهُمْ هَرَبُوا عَنِّي. تَبّاً لَهُمْ لأَنَّهُمْ أَذْنَبُوا إِلَيَّ. أَنَا أَفْدِيهِمْ وَهُمْ تَكَلَّمُوا عَلَيَّ بِكَذِبٍ وَلاَ يَصْرُخُونَ إِلَيَّ بِقُلُوبِهِمْ حِينَمَا يُوَلْوِلُونَ عَلَى مَضَاجِعِهِمْ. يَتَجَمَّعُونَ لأَجْلِ الْقَمْحِ وَالْخَمْرِ وَيَرْتَدُّونَ عَنِّي(هو 7: 3, 13, 14)
- المجلس الملي يصرح أن تفسير أيات الكتاب المقدس أمر يجب أن يكون علي يد المختصين فقط, وإلا فسروها خطأ
اَلْكَهَنَةُ لَمْ يَقُولُوا: أَيْنَ هُوَ الرَّبُّ؟ وَأَهْلُ الشَّرِيعَةِ لَمْ يَعْرِفُونِي وَالرُّعَاةُ عَصُوا عَلَيَّ وَالأَنْبِيَاءُ تَنَبَّأُوا بِبَعْلٍ وَذَهَبُوا وَرَاءَ مَا لاَ يَنْفَعُ. (ار 2: 8 )
- الكنيسة القبطية تقترح علي المعز تنفيذ أية (يشرق شمسه علي الأشرار والأبرار), وذلك بأن يقف شخص شرير بجانب بار, وسيري بنفسه معجزة شروق الشمس علي كليهما معا, والخليفة المعز يرفض الاشتغالات
الْمُلْتَوِي الْقَلْبِ لاَ يَجِدُ خَيْراً وَالْمُتَقَلِّبُ اللِّسَانِ يَقَعُ فِي السُّوءِ. (أم 17: 20)
- تفاقم الأزمة بين المعز والأقباط بعد رفض المعز لإقتراح الكنيسة,والكنيسة تلجاء وساطة لجنة الحكماء لتهدئة الوضع
- اللجنة تفشل في تغيير الوضع, والازمة مازالت مستمرة
وَيْلٌ لِلْبَنِينَ الْمُتَمَرِّدِينَ يَقُولُ الرَّبُّ حَتَّى أَنَّهُمْ يُجْرُونَ رَأْياً وَلَيْسَ مِنِّي وَيَسْكُبُونَ سَكِيباً وَلَيْسَ بِرُوحِي لِيَزِيدُوا خَطِيئَةً عَلَى خَطِيئَةٍ. الَّذِينَ يَذْهَبُونَ لِيَنْزِلُوا إِلَى مِصْرَ وَلَمْ يَسْأَلُوا فَمِي لِيَلْتَجِئُوا إِلَى حِصْنِ فِرْعَوْنَ وَيَحْتَمُوا بِظِلِّ مِصْرَ, فَيَصِيرُ لَكُمْ حِصْنُ فِرْعَوْنَ خَجَلاً وَالاِحْتِمَاءُ بِظِلِّ مِصْرَ خِزْياً. (اش 30: 1- 3)
- أقباط المهجر بالإمبراطورية الرومانية يعربون عن قلقهم من كلام الخليفة, ويهددون بتصعيد إضطهاد الأقباط للإمبراطور الروماني
وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَنْزِلُونَ إِلَى مِصْرَ لِلْمَعُونَةِ وَيَسْتَنِدُونَ عَلَى الْخَيْلِ وَيَتَوَكَّلُونَ عَلَى الْمَرْكَبَاتِ لأَنَّهَا كَثِيرَةٌ وَعَلَى الْفُرْسَانِ لأَنَّهُمْ أَقْوِيَاءُ جِدّاً وَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى قُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ وَلاَ يَطْلُبُونَ الرَّبَّ…. وَأَمَّا الْمِصْرِيُّونَ فَهُمْ أُنَاسٌ لاَ آلِهَةٌ وَخَيْلُهُمْ جَسَدٌ لاَ رُوحٌ. وَالرَّبُّ يَمُدُّ يَدَهُ فَيَعْثُرُ الْمُعِينُ وَيَسْقُطُ الْمُعَانُ وَيَفْنَيَانِ كِلاَهُمَا مَعاً.(اش 31 : 1 – 3)
- الكنيسة تري أن الأنبا ساويرس (زكريا بطرس القرن العاشر) الذي ناظر اليهودي هو سبب المشاكل وتشلحه وتحرمه من الكهنوت, والخليفة يقول انه لا بديل عن نقل الجبل
خَيْرٌ لَنَا أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ عَنِ الشَّعْبِ وَلاَ تَهْلِكَ الأُمَّةُ كُلُّهَا (يو 11 : 50)
- أقباط المهجر يصرحون بانهم سينقلون أوناش وجرارات ومعدات ثقيلة لمساعدة الكنيسة في نقل الجبل, ويطلبون من الخليفة زيادة المهلة, وسيري يد الرب
هَا كُلُّهُمْ بَاطِلٌ وَأَعْمَالُهُمْ عَدَمٌ وَمَسْبُوكَاتُهُمْ رِيحٌ وَخَلاَءٌ (اش 41 : 29)
اِغْسِلِي مِنَ الشَّرِّ قَلْبَكِ يَا أُورُشَلِيمُ لِتُخَلَّصِي. إِلَى مَتَى تَبِيتُ فِي وَسَطِكِ أَفْكَارُكِ الْبَاطِلَةُ؟ (ار 4 : 14)
- مواطن قبطي أسمه سمعان الخراز يقود الأقباط للتظاهر السلمي ضد الإضطهاد
يَا رَبُّ أَلَيْسَتْ عَيْنَاكَ عَلَى الْحَقِّ؟ ضَرَبْتَهُمْ فَلَمْ يَتَوَجَّعُوا. أَفْنَيْتَهُمْ وَأَبُوا قُبُولَ التَّأْدِيبِ. صَلَّبُوا وُجُوهَهُمْ أَكْثَرَ مِنَ الصَّخْرِ. أَبُوا الرُّجُوعَ. أَمَّا أَنَا فَقُلْتُ: إِنَّمَا هُمْ مَسَاكِينُ. قَدْ جَهِلُوا لأَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا طَرِيقَ الرَّبِّ قَضَاءَ إِلَهِهِمْ.(ار 5: 3- 4)
- المسيرات القبطية تعم البلاد, والأقباط يتظاهرون الميادين العامة, ويطالبون المعز بعدم التدخل في المسيحية
بَسَطْتُ يَدَيَّ طُولَ النَّهَارِ إِلَى شَعْبٍ مُتَمَرِّدٍ سَائِرٍ فِي طَرِيقٍ غَيْرِ صَالِحٍ وَرَاءَ أَفْكَارِهِ. (اش 65 :1)
- بعد نفاذ الحلول, وقرب نهاية المهلة: المسئولين في الكنيسة يصرحون أن الرب معهم وسينقذهم ويحميهم
هَا إِنَّكُمْ مُتَّكِلُونَ عَلَى كَلاَمِ الْكَذِبِ الَّذِي لاَ يَنْفَعُ. أَتَسْرِقُونَ وَتَقْتُلُونَ وَتَزْنُونَ وَتَحْلِفُونَ كَذِباً وَتُبَخِّرُونَ لِلْبَعْلِ وَتَسِيرُونَ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لَمْ تَعْرِفُوهَا ثُمَّ تَأْتُونَ وَتَقِفُونَ أَمَامِي فِي هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي دُعِيَ بِاسْمِي عَلَيْهِ وَتَقُولُونَ: قَدْ أُنْقِذْنَا. حَتَّى تَعْمَلُوا كُلَّ هَذِهِ الرَّجَاسَاتِ. هَلْ صَارَ هَذَا الْبَيْتُ الَّذِي دُعِيَ بِاسْمِي عَلَيْهِ مَغَارَةَ لُصُوصٍ فِي أَعْيُنِكُمْ؟ (ار 7: 8 – 11 )
- فشل الأقباط في إختبار الإيمان, ونقل جبل المقطم, والمعز يخيرهم بين الإسلام أوترك البلاد أوالقتل
هَا إِنَّ يَدَ الرَّبِّ لَمْ تَقْصُرْ عَنْ أَنْ تُخَلِّصَ وَلَمْ تَثْقَلْ أُذُنُهُ عَنْ أَنْ تَسْمَعَ. بَلْ آثَامُكُمْ صَارَتْ فَاصِلَةً بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِلَهِكُمْ وَخَطَايَاكُمْ سَتَرَتْ وَجْهَهُ عَنْكُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ. (اش 59 : 1 -2)
هل لنا أن نقارن ذلك بالذين خرجوا بتابوت الرب أيام صمويل النبي, ليحاربون, ظانين انهم اجبروا الله علي الخروج
وسطهم
وفكروا بظلمة انهم معهم التابوت الذي حين حاول شخص ان يسنده مات, والذي اسقط اسوار اريحا في وجوده, فانه تعويذة سحرية للانتصار, حتي لو كانوا تاركين الرب
فحدث ما لم يكن في الحسبان, وانهزموا شر هزيمة, واُخذ التابوت منهم ووضع في هيكل اوثان الفلسطنين
فنسوا أن الله لا يخضع لقواعدنا, بل هو من يضع القواعد حسب محبته وافتقاده لمن يحبهم
في أيام ارميا النبي, كان شعب الله يتبعه بالكلام, والقلب ذاهب وراء الهه اخري, طلب منهم الرب أن يتوبوا ويراجعوا حياتهم, فتعجبوا من الفكرة, وكأن التوبة تقتصر علي من لا يعرفون الله فقط
ظلوا يلفوا ويدوروا , فسمح الله أن يقوي اعدائهم عليهم, فلم يعترفوا بوضعهم الخاطي, وظلوا يرددون نفس الكلام, انهم شعب الله المختار وحتما سيقف معهم في المحنة, ولكن, لم يفق الله معهم, وتم ابادتهم, وسبي فقط من استجاب للرب ولبي نداء التوبة
اليوم… إنذار علي يد ارميا النبي
نحن من نظن أن الله معنا لمجرد أن الإسم دعي علينا, والرب خارج القلوب متروك ومهمل علي مستوي التصرفات
مرة اخري… السبي قادم, إن لم نتوب
إن لم نراجع طرقنا
إن لم نتوقف عن رؤية المشكلة خارجنا وهي فينا
(■■■► popshan ◄■■■)