( لويس برايل ) ولد عام 1809 فى قريه قريبه من مدينة باريس .. فرنسى الجنسيه .. كان والده يعمل فى صناعة الاحزيه الجلديه .. وفى ذات يوما من الايام وتحديدا يوم عيد ميلاده السابع ذهب لويس برايل الى والده ليذكره بيوم عيد ميلاده حيث كان فى محلا صغيرا لصناعة الاحزيه .. وعندما شاهد والده وهو يثقب بالمثقاب على الجلد ليصنع منه حذاء فأمسك بالمثقاب ( المخراز ) والجلد ليتقلد والده فى صناعة الاحزيه .. ولكن لم يستطع ان يمرر المخراز فى الجلد السميك لصغر سنه وضعف قواه لذلك راح يضغط عليه بكل قوه له فأستدار المخراز من يد لويس برايل ليخترق عينه فأسرع به والديه الى الاطباء ولكن دون جدوى فقد جعله المخراز يفقد بصره ولم يكتفى هذا المخراز اللعين على هذا الحد بل بعد فترة ليست بطويله اصيبت عينه الاخرى بالتهاب شديد اثر الصدمه وفقد بصرها واصبح لويس برايل مكفوف ولا يرى النور بعدما كان يتمتع بنعمة البصر العظيمه ....
ثم التحق برايل بمدرسه للمكفوفين فى العاصمه باريس و كانت الكتب في تلك الفترة تُكتب بأجهزة خاصة في المصنع بحيث تكون نفس الحروف بالطريقة المبصرة ولكن بارزة على ألواح، فكانت الكتب بهذه الطريقة ثقيلة، وكانت القراءة بهذه الطريقة بطيئة ومتعبة للكفيف لأنه يأخذ وقت وجهد من الكفيف حتى يتلمس كل حرف ويتعرف على الحرف، وكان الكفيف عندما ينتهي من قراءة السطر ينسى عن ماذا كان السطر يتحدث، غير أنه بهذه الطريقة كان الكفيف يقرأ ولا يكتب لأن الكتابة تكون بأجهزة خاصة في المصنع، درس لويس برايل في هذه المدرسة ثم تم تعيينه معلم بها عندما تخرج. بينما كان برايل يفكر كل الوقت فى طريقه جديده اسهل وارقى من تلك الطريقه المتعبه حتى يسهل للمكفوف القراءه والكتابه ايضا دون تعب ولا اعياء وكان يكرس كل وقته لايجاد طريقه سهله ..... وبعد فترة (في سنة 1829م) سمع لويس خبرا مفاده أن ضابطا في الجيش الفرنسي ابتكر طريقة يستطيع بها الجندي تلقي الأوامر وقت الظلام ، وذلك أنه يبرز على ورق نقط أقصاها اثنتا عشر نقطة ، تعبر كل منها عن أمر من الأوامر العسكرية، إذا ما لمسها الجندي بإصبعه في الظلام أدرك الأمر الذي يعنيه الضابط ... فراح لويس برايل منطلقا من هذه النقطه يفكر فى طريقه مثل هذه ليستطيع المكفوف ان يقراء ويكتب دون مجهود كبير ....... وفى ذات ليلة من الليالى وكان برايل يحتفل مع اصدقائه بحفل عيد ميلاده السادس والعشرين وفيما هم يحتفلون راح برايل يتذكر تلك الليله المشؤمه التى كان يحتفل فيها بعيد ميلاده السابع وفيها فقد بصره بسبب المخراز اللعين وفيما هو جالس فى صمت بين اصدقائه راح يردد فى همس ( ياله من مخراز لعين .. ياله من مخراز لعين ) وحاول اصدقائه تهدئته واقناعه ان لايفكر بالماضى فى ليلة مثل هذه الليله وهم يحتفلون بمناسبه سعيده وهو عيد ميلاده .. بينما هو لم يبالى بهم ولا بكلماتهم بل وثب واقفا واخذ يردد بصوت عال : ( المخراز والجلد .. المخراز والجلد .. المخراز والجلد ) ظنوه انه اصابته حاله من التوتر او الجنون ولم يعلمو ان برايل فى تلك اللحظه قد توصل لطريقه سهله وجديده لقرءاة وكتابة المكفوفين عن طريق ثقوب بالمثقاب ( المخراز ) على الجلد لتعبر عن الحروف ثم الكلمات ثم الجمل وكانت هذه طريقه برايل العالميه المتعارف عليها فى انحاء العالم وهى اول طريقه سهله وجميله لقراءة وكتابة المكفوفين ... وقد كان المخراز الذى سبب الما كبيرا فى حياة برايل هو نفسه المخراز الذى حوله برايل الى شىء جميل ليضىء به حياة الكثيرين من المكفوفين .. لقد حول برايل المخراز الذى اظلم حياته الى شعاع نور لينير به حياة الاف المكفوفين ... وها نحن فى هذه الدنيا لربما نكون واجهنا فى حياتنا ( مثاقيب ) كثيره سببت لنا الما كبيرا وجعلتنا نمشى فى يأس وظلمه والدموع تسيل من عيوننا ولكن الله يريدنا ان لا نستسلم لهذه المثاقيب وتكون لدينا الاراده والعزيمه ان نحولها الى اشياء جميله فى حياتنا وحياة الاخرين .....