وانما لزم من التعدد كأن يكون هناك الهان عدم وجود شيئ من العالم لانهما إما ان يتفقا على ايجاد شيئ من العالم وإما ان يختلفا فهب على أنهما تعددا واختلفا في ايجاد شيئ من الممكنات فيلزم الفساد وهو عدم الوجود بالكلية فاذا تعددا واختلفا في ايجاد شيئ من العالم فلا يخلو حالهما من إحدى ثلاث وهي : ــ
1/ إما أن ينفذ مرادهما معاً وهومحال لأنه يؤدي الى إجتماع النقيضين وهما الوجود والعدم في ذات الممكن وهو محال وما أدى اليه محال إذاً أن نفوذ مرادهما معا محال وهو المطلوب أولاً.
2/ وأما أن لا ينفذ مرادهما معاً وهو محال أيضاً ، لأنه يؤدي الى ارتفاع النقيضين في ذات الممكن ، وهما الوجود والعدم وهو محال اذاً ما أدى إليه وهو عدم نفوذ مرادهما معاً محال وهو المطلوب ثانياً .
3/ وأما أن ينفذ مراد أحدهما دون الاخر ، والذي لم ينفذ مراده فهو عاجز لا يكون الاهاً والذي نفذ مراده مثله في العجز لانعقاد المماثلة بينهما ، وما سرى على المثل يسري على المماثل . ويحكى عن ابن رشد رحمه الله تعالى أنه قال : اذا نفذ مراد أحدهما دون الاخر فالذي نفذ مراده اذا كان مخالفاً الى الاخر في جميع الأوجه فهو الاله وقد ثبتت له الوحدانية ، والمعتمد أن الاله لا يكون الا غير المتنازعين ويسمى هذا الدليل ببرهان التمانع لتمانعهما وتخالفهما .
وأما اذا تعددا واتفقا في ايجاد شيئ من العالم . فاما أن يوجداه معاً وهو محال لأنه يؤدي الى اجتماع مؤثرين على اثر واحد وهو محال ، واما أن يوجداه مرتباً بأن هذا يوجده والاخر يوجده وهو محال لأنه يؤدي الى تحصيل الحاصل وهو محال . وأما أن يوجد احدهما البعض ويوجد الاخر البعض وهو محال للزوم عجزهما حينئذ ، لأنه لما تعلقت قدرة احدهما بالبعض سد على الاخر طريق تعلق قدرته به ، فلا يقدر على مخالفته وهو المفروض وهذا عجز ويسمى هذا البرهان ببرهان التوارد لما فيه من تواردهما على شيئ واحد ، وثبت منطقياً أنه اذا تعدد الالهة بأن يكون هناك الهان واتفقا يلزم الفساد وهوعدم الوجود بالكلية وهو محال لمشاهدة العالم بالاعيان
-منقول-
نناقش الموضوع على حسب وجهات النضر دون اي تجريح