سلام ونعمة رب المجد مع الجميع,,
رب المجد حينما قال انظروا لنهاية سيرتهم لم يقصد ان نعرف السيرة العطرة
لقديسي الرب فقط بل ان نتمثل بدربهم في الجهاد والحفاظ علي الوعد مع السيد
لة كل المجد...
كتب الراهب بطرس المقاري هذه الكلمات قبل أن يتنيح في 22 مارس 1995و قال :
طرق بابي زائر فوجدته ملاك الموت الذي جاء ليأخذ روحي فاستمهلته قليلا حتى أكتب هذه الكلمات ، الواقع إن ساعة الموت رهيبة و مقدار رهبتها يتزايد مع مقدار الإهمال في الاستعداد لها. فالذي يستعد لها ويضعها أمام عينيه و يجاهد كل يوم تصير لحظة فرح و مسرة.
لقد نظرت حولي في القلاية ، ثم من النافذة فلم أجد في الدنيا كلها ما يستحق أن آخذه معي ، لا غني ولا كرامة ولا إهانة ولا مديح و لا شتائم ولم يسمح لي بأخذ شئ ماعدا ثوبي الذي عمره من عمري و قد كان أبيضا ولكنه اتسخ ببقع كثيرة.
و في لحظة شعرت أن روحي تضيق جدا كأنها تخرج من عنق الزجاجة إلي اتساع لا نهائي ، وخرجت إلي عالم آخر لا يحده زمان أو مكان.
و هنا استوقفني ملاك الموت معلنا مرحلة العبور الصعب و تلفت حولي فإذا بجماعة من الشياطين بمنظرها القبيح المرعب شاخصة نحوي و رأيت في المقابل جماعة أخرى منيرة من الملائكة تسبح بأناشيد عذبة تلقي في القلب سلاما ، و كان يبدو عليها الاطمئنان أما جماعة الشياطين ، عندما تفرست في وجوههم ، فوجدتني أعرف أغلبهم بل إن بعضها كان رفيقا لي لفترة من الزمن ، فهذا الكبرياء و هذا كذب و ذاك إدانة و نميمة ....... و وجدتهم يشيرون إلي البقع التي في ثوبي ، فنظرت لهذه البقع فوجدتها صور لهولاء الشياطين ، فار تعبت جدا وسألت الملاك عن الشياطين الذين لا أعرفهم ، فأفهمني الملاك إنني لم أستمع إلي أصواتهم و سددت أذني على سماع كلامهم بمشورة الروح القدس أو أنني استمعت لهم ثم قدمت توبة صادقة فمحيت صورتهم من ثوبي.
فنظرت للملائكة التمس منهم سلاما فعرفت منهم ملاك المحبة و البساطة والوداعة و السلام و الاتضاع و كل منهم يحمل باقة من الفضائل و الأعمال الصالحة.
وإذا بملاك الموت يتقدم و يبوق ، فرأيت ناحية المشرق بابا يؤدي إلي منطقة منيرة جدا أحسست بلهفة شديدة على دخولها وناحية المغرب منطقة أخري مظلمة جدا أوقعت الرعب في قلبي فأسرعت نحو المشرق و لكن ملاكان منعاني من الدخول مشيران إلي البقع التي تلطخ ثوبي قائلان الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله و هناك دين لم أوفه ، وعلي أن أذهب إلي باب المغرب.... و فعلا شعرت بمجال شديد يجذبني إلي هناك فصرخت هلعا ، ولكن الملاك أفهمني أن زمان التوبة قد مضي ، فندمت أشد الندم على تلويثي لثوبي و صمتت الملائكة بحزن شديد ولاحت علامات الانتصار على وجوه الشياطين و أخذت في البكاء والعويل.
و إذا بنور عظيم و بريق لامع و شخص كأنه لهيب نار لا أستطيع أن أعبر عن شدة جماله وروعته محاط بربوات الملائكة والقديسين ، فعرفته في الحال ، و سجدت له و رفعت عيني طالبا معونة.
نعم لقد شعرت إني كنت أعرفه منذ زمان و ذقته كثيرا واختبرت معونته و يده الرحيمة بل كانت صورته في قلبي و يا للعجب فقد وجدت إني أشبهه و صورته تنطبق علي ما عدا ثوبي المتسخ ، أما صورته فقد أخذتها يوم ولدت منه في المعمودية ، إنه الأبرع جمالا من بني البشر ، إنه مشتهي قلبي و كل رجائي ، هذه اللحظة التي عشت حياتي أنتظرها ، هذا من آمنت به ووثقت فيه ، إنه لن يتركني أبدا ، الذي سلمته كل حياتي ، هذا محبوبي الذي ناديته و رنمت له.
و ما أن مد يده حولي حتى رأيت في كفه آثار جرح عميق و يا للعجب إنه مازال ينزف و سقطت نقطة من هذا الجرح نقطة واحدة من دم إلهي ، سقطت على ثوبي فمحت منه كل خطية ، وهنا دوت صرخة هائلة من رئيس الشياطين فقد سقطت كل جماعته في الهوة السحيقة.
أما أنا فقد ألبسني ربي ثوبا ناصع البياض و رأيت ما لم تراه عين و انفتح باب المشرق و سمعت ترانيم الخلاص وأردت أن أكتب ما أراه لكني وجدت لغة البشر عاجزة عن التعبير. و رأيت جماعة القديسين و رأيت امرأة جميلة ثوبها يلمع جدا كأنه موشى بالذهب لشدة تطابق حياتها مع طبيعة المسيح ورأيتها في حنان الأمومة تعطي كل من يسألها على الأرض ثوب بر المسيح و رأيت جماعة تتميز بتاج لامع عرفت منهم مارجرجس و القديسة دميانة و كثيرين ممن لم أسمع سيرتهم على الأرض لكن أسماءهم مكتوبة في السموات و تفوح منهم رائحة المسيح الذكية ، هؤلاء الذين نالوا إكليل الشهادة ورأيت جماعة من النساك بأجسادهم النورانية و الكل يسبح و يرنم وشعرت إني لست أهلا أن أكون في هذا الموضع و اشترك مع السمائيين في التسبحة ، وفهمت إني لم أكمل جهادي بعد ، ومازلت في الجسد ، لكن اشتياقي و حنيني للسماء كان قد التهب و توهج ، فصممت أن أبدا غسل ثوبي في دم الخروف استعداد لهذا اليوم الرهيب
"فضائل في حياة الانبا ابرام"
فضيله حب الكتاب المقدس
شهد له الكثيرون بانه عالما فى شرح آيات الكتاب وقد كان يجمع شعبه يوميا ليقرأ لهم الكتاب المقدس ويفسر له الآيات التى تحتاج إلى تفسير وقيل عنه انه كان يقرأ الكتاب المقدس مرة كل 40 يوماً.
الصوم والنسك
كانت حياة الأنبا ابـرآم كلها صوما وكان طعامه المفضل الفول والعدس والجبنه مع بعض الخضروات لم يكن القديس ناسكاً فى الأكل فقط بل فى المسكن والملبس.
الصلاة
كان رجل صلاة فى قلايته فى صلواته الخاصه يعطى وقتا طويلا لها ومن اجل ابنائه كـان يصلى معهم الغروب والنوم يوميا ليرشدهم كيف تكون الصلاه وليحببهم فيها
الاتضاع في حياة الانبا انطونيوس
بينما كان العظيم الأنبا انطونيوس يصلى فى قلايته سمع صوتا يقول : (( يا انطونيوس . انك لم تبلغ بعد ما بلغه خياط بمدينة الإسكندرية )) فقام القديس عاجلا وأخذ عصاه الجريد بيده ووصل الى الخياط . فلما نظر الخياط للأنبا انطونيوس ارتعد .
سأله القديس : ما هو عملك وتدبيرك ؟
أجابه الخياط : اننى لا أظن أنى اعمل شيئا من الصلاح غير أنى انهض مبكرا وقبل ان أبدا عمل يدي اشكر الله وأباركه . واجعل خطاياي أمام عيني وأقول : (( ان كل الناس الذين فى المدينة سيذهبون الى ملكوت السماوات لأعمالهم الصالحة اما أنا فسأرث العقوبة الأبدية لخطاياي )) واكرر هذا الكلام فى المساء قبل ان أنام .
لما سمع الأنبا انطونيوس هذا الكلام قال له :
حقا كالرجل الذى يشتغل فى الذهب ويصنع أشياء جميلة و نقية فى هدوء وسلام هكذا انت ايضا فبواسطة أفكارك الطاهرة سترث ملكوت الله بينما أنا الذى قضيت حياتي بعيدا عن الناس منعزلا فى الصحراء لم ابلغ بعد ما بلغته انت .
+ أرأيت يا آخى كيف أن الأنبا انطونيوس كوكب البرية المنير وأب كل الرهبان ومؤسس الرهبة في العالم كله قد فاقه رجل خياط بسيط ..........
أنت لست مطالب ان تذهب للدير وتصير راهب لكى تضمن الحياة الأبدية . فجهنم لن تخلو من الرهبان أيضا .. لكن مما لاشك فيه ان الرهبنة هى اضمن الطرق للأبدية
اما انت فأن كنت غير قادر على تلك الخطوة فيكفيك ان تعطي الله كل قليك ((+ يا ابني اعطني قلبك و لتلاحظ عيناك طرقي ( ام 23 : 26 ) )) وان تشعر دائما بخطاياك وإهانتك لإلهك الذى بذل نفسة من اجلك لان ذلك الشعور العظيم يعطيك دائما تواضع وبالتواضع تصبح الأعظم فى ملكوت السماوات ((+ فمن وضع نفسه مثل هذا الولد فهو الأعظم في ملكوت السماوات ( مت 18 : 4 ) )) ((+ يقول الرب و الى هذا انظر الى المسكين و المنسحق الروح و المرتعد من كلامي ( اش 66 : 2 ) )) ((+ قريب هو الرب من المنكسري القلوب و يخلص المنسحقي الروح ( مز 34 : 18 ) ))
واذا تملكك شعور التواضع دائما ستبعد تماما عن خطية الكبرياء التى هى ايضا أعظم خطية أمام الله لان بالكبرياء سقطت طغمة ملائكة كاملة من السماء الى الجحيم وأصبحت شياطين
(( + محا الرب ذكر المتكبرين و أبقى ذكر المتواضعين بالروح ( سيراخ 10 : 21 ) )) (( + تسربلوا بالتواضع لان الله يقاوم المستكبرين و اما المتواضعون فيعطيهم نعمة ( 1بط 5 : 5 ) ))
هب لي يا رب ان لا أنسى خطاياي بل أدين نفسى دائما واذكرها بضعفتها وسقطاتها (( ان تذكرنا خطايانا ينساها لنا الله اما إذا نسيناها يذكرها لنا الله (قول أعتقد انه كان للقديس أغسطينوس) ))
الله يعطيكم دائما روح التواضع ويبعد عنكم اى كبرياء ويعوضكم فى ملكوته [/b]