أنا مسيحي مسيحي متميز
الجنس : عدد المساهمات : 1381 العمر : 36 الكنيسة التابع لها : كنيسة مار جرجس
| موضوع: دواعي السقوط روحيا بقلم: قداسة البابا شنودة الثالث الإثنين 21 يوليو 2008, 8:08 am | |
|
بقلم: قداسة البابا شنودة الثالث
ليس كل محبي الفضيلة يستمرون قائمين علي الدوام في الطريق الروحي بل كثيرا مايسقطون شعروا بذلك أو لم يشعروا وقد يكون السقوط أحيانا بتدريج طويل. فماهي أسباب هذا السقوط؟ وكيف ينشأ؟ وهل يستمر أم يتوقف؟ وهل يتطور؟ ** من الأسباب الأساسية لسقوط الكثيرين, التساهل مع الخطية فقد لاينظر هذا المؤمن نظرة عميقة إلي بعض التصرفات ظانا أنها أمور بسيطة لا خطأ فيها, وإن عملها لا يؤنبه ضميره عليها وهكذا يقابلها بكثير من التساهل بعدم التدقيق. إن الشيطان عندما يوقع أمثال هؤلاء الأبرار لايبدأ دائما بضربة قاضية إنما قد يبدأ معهم بشيء بسيط ثم يتدرج به علي مجال طويل. لقد سماه أحد الآباء أنه فتال حبال, وحباله طويلة إلي أبعد حد فقد يخطط لإسقاط إنسان بخطة تتم بعد سنوات بسياسة بعيدة المدي تسمي في الروحيات سياسة النفس الطويل بطريقة تبدو غير محسوسة فقد يصور له الخير مثلا في مكان معين يعمل فيه. ثم يدبر له في ذلك المكان علاقات تبدو بريئة تماما.. وبعد ذلك تبدأ شباكه. ** ومن ضمن هذه الحرب الروحية, السقوط التدريجي الذي لا يحس كالنازل مثلا من وادي النطرون إلي القاهرة يجد نفسه قد نزل عدة أمتار إلي أسفل, في طريق مستو, ليس فيه هبوط مفاجيء يلفت النظر. هكذا في الروحيات... مثال ذلك شخص هاديء وديع يزن كل كلمة تخرج من فمه وزنا دقيقا حريصا ولا يسمح لنفسه أن يجرح شعور إنسان بكلمة قاسية ثم يعين هذا الشخص الرقيق الهاديء في وظيفة كبيرة. ويقتنع أن الادارة هي في الحسم وفي توبيخ المخطئين. فيراقب كل هؤلاء ويوبخ علي كل خطأ توبيخا شديدا يتدرج إلي توبيخ عنيف يتدرج إلي كلمات قاسية.. ويستمر هذا الأمر زمنا طويلا حتي تتحول قسوة الألفاظ عنده إلي طبع يستخدمه في مناسبة وغير مناسبة. وهنا إذا جلس إلي نفسه جلسة روحية فاحصة لوجد أنه فقد وداعته الأولي وفقد رقته وهدوءه. ** عن هذا الانسان وأمثاله نقول روحيا إنهم وقعوا فيما نسميه( بالصحو المتأخر)! أي أنهم لم يستيقظوا لأنفسهم ويعرفوا تأخر مستواهم الروحي إلا متأخرين بعد أن تكون الخطية قد تمكنت منهم دون أن يشعروا. ** ومن أمثلة التساهل مع الخطية معاشرة أشخاص يختلفون في المبدأ وفي الأسلوب الروحي ولهم تأثيرهم لقوة شخصيتهم ويتساهل هذا الانسان البار في قبول مايسمعه منهم, ومايصدر عنهم من تصرفات وقد يسر بفكاهاتهم الخاطئة جدا ويضحك لها دون أن يشعر, وقد يجاملهم في بعض أحكامهم علي الآخرين دون أن يدرس... وبالتدريج يجد أنه قد اقترب إلي صورتهم وبمرور الزمن قد يصبح كواحد منهم. وهكذا بالتساهل مع الخطية يجد أنه انزلق إلي وضع ماكان يتصوره سابقا. ** ومن أمثلة التساهل مع الخطية التساهل مع الأفكار, فقد يلقي الشيطان إلي إنسان بار بفكر خاطيء, وتكون الحكمة أن يطرد هذا الفكر فورا ولا يتعامل معه. غير أنه قد يتساهل مع الفكر ولو بأسلوب مناقشته وإثبات مافيه من خطأ. ولكن الفكر قد يتحول معه إلي شعور. فإن تساهل مع هذا الشعور قد يتمكن من قلبه وربما يتحول إلي شهوة وتؤثر علي الارادة حتي تقتلع من بره شيئا والحكمة تقتضي عدم التساهل مع الفكر الخاطيء فتساهلك معه يجعله يتمكن منك. وتحاول أن تتخلص منه ولا تستطيع ولاشك أنك كنت تقوي علي هذا الفكر في باديء الأمر. ** ومن أمثلة التساهل مع الخطية التساهل مع الألفاظ أثناء الكلام يقول الإنجيل: كل كلمة بطالة تخرج من أفواهكم تعطون عنها حسابا في يوم الدين. والآباء القديسون لم يفسروا الكلمة البطالة علي أنها مجرد الكلمة الشريرة الواضحة الخطيئة, وإنما في تدقيقهم قالوا إن كل كلمة ليست للبنيان الروحي هي كلمة بطالة, لأنها لاتنفع السامع بشيء ولا تبني ملكوت الله في قلبه.. وهكذا كانوا لايتكلمون إلا كل كلمة نافعة للبنيان حينما يرون أن كلماتهم سيكون لها نفع روحي. أما الذي يتساهل من جهة هذا المبدأ الروحي ويتكلم كلاما ليس للبنيان فما أسهل أن يتدرج منه إلي كلام خطيئة سواء شعر أم لم يشعر. ** إن التدقيق لازم جدا للحياة الروحية. فالذي يمتنع عن أي خطأ مهما كان صغيرا في نظره لايمكن أن يقع في خطأ كبير. ومن هنا فإن الذي يحتفظ بحواسه نقية طاهرة نظرا وسمعا ولمسا, لا يمكن أن يقع في خطية عملية ضد العفة. وهنا نتذكر قول القديسة سارة في نصيحتها إلي أحد النساك: إن فما تمنع عنه الماء بصومك, لايطلب خمرا.. وإن منعت عنه الخبز لا يطلب لحما. هنا يبدو التدقيق وعدم التساهل مع الصغائر. ** إن الأشخاص الحريصين يكونون في منتهي الحزم مع أنفسهم لهم رقابة شديدة علي النفس: رقابة علي كل فكر, وعلي كل شعور وعلي كل إحساس وكل تصرف وكل لفظ. وهم لايبدأون بهذا الحزم ثم يتساهلون بعد حين ويسمعون لأشياء تدخل إلي نفوسهم ثم تكبر. بل يستمر حزمهم مدي الحياة. ** كلما يتساهل الانسان مع الخطية فعلي هذا القدر تضعف إرادته وتفتر محبته للفضيلة ويقل احتراصه ويفقد صلابته ويزداد حينئذ تأثير الخطية عليه وعندما يحاول الهروب منها, يجد عقبات في داخله, ولا تكون له بعدئذ هيبة روحية أمام الشياطين لأن الشيطان يبدأ بأن يجس نبض هذا المؤمن فإن وجده متراخيا أمامه يقبل أفكاره ويفتح له أبوابه حينئذ لا يجد مانعا من أن يقوي هجومه عليه ويعمل علي إسقاطه. نقلا عن جريدة الأهرام [/font] منقوول[/size] | |
|
مارو جوجو مسيحي نشيط جداً
الجنس : عدد المساهمات : 442 العمر : 36 المزاج : حلو
| موضوع: رد: دواعي السقوط روحيا بقلم: قداسة البابا شنودة الثالث الجمعة 23 يناير 2009, 4:50 pm | |
| ميرسي ليك ربنا يعوض تعب محبتك | |
|