(3) إسبوع الآلام
أنه يوم معروف بيوم الإزدحام الشديد فى الكنيسة من أول الصباح حتى الساعة السادسة مساءً تقريباً فهو الجمعة العظيمة .
وإتفق مجموعة من الأصدقاء للذهاب مبكراً للكنيسة للجلوس فى الأماكن الأمامية لمتابعة الطقوس الكنسية فى ذلك اليوم
وفعلاً تم ذلك فى الساعة الثامنة صباحاً وإستمر اليوم بصلواته الحزينة الرائعة الجمال والأصدقاء مأخوذين بروحانية هذا اليوم .
وعند الساعة الثانية ظهراً إمتلأت الكنيسة على آخرها ولاحظ الأصدقاء أن كثيراً من الرجال كبار السن الذين آتوا متأخرين واقفين وبدأوا فى التعب ...
وبسرعة تشاوروا وقاموا جميعاً معطين أماكنهم لهؤلاء الرجال مفضلين أن يحتملوا الوقوف فى الصلاة باقى اليوم فى سبيل راحة هؤلاء الرجال من كبار السن معطين مثالاً للمحبة .
متمثلين بالرب يسوع المصلوب ومتذكرين قول الرسول بولس ..
"لاتنظروا كل واحد إلى ما هو لنفسه بل كل واحد إلى ما هو للآخرين أيضاً"
"فى 4:2" .
(4) سمعنا صوته
سارة فتاة فى الصف الأول الإعدادى ، إعتادت كل يوم جمعة أن تذهب قبل ميعاد مدارس الأحد إلى صديقاتها الساكنات فى نفس المنطقة وذلك لتشجيعهن على الذهاب لمدارس الأحد ..
وكان يسكن فى الشارع الخلفى لمنزل سارة ثلاثة بنات إخوات فى سن إعدادى ... وكانت شقتهن تقع فى الدور الخامس "ولا يوجد اسانسير" ، فكانت تذهب إليهن وتصعد السلالم رغم علوها دون كسل لتجذبهن معها إلى الكنيسة ..
ولكن للأسف كن دائماً يتكاسلن فى الذهاب معها ، فأحياناً يقلن لها:
"عندنا مذاكرة" أو "الدنيا برد" ..."جيلنا ضيوف" ... وهكذا فى كل مرة تذهب إليهن ..
وإكتشفت سارة أن هذا نتيجة لوالدهن الذى ملأ الشيطان قلبه ، فقد كان يقول لهن:
- أيه مدارس الأحد دى ... إنتوا بتاخدوا منها أيه غير تضييع وقت المذاكرة .
وفى كل مرة لم تمل سارة فى الذهاب إليهن رغم السلالم ورغم كلام والدهن .
ولكن فى يوم جمعة وقبل ميعاد مدارس الأحد سمعت سارة جرس الباب ، ففتحت الباب وتعجبت حينما وجدت الثلاثة يقلن لها:
- إحنا بنشجعك النهاردة ... ده بابا قال لنا حرام تروح لوحدها .
ومن هذه اللحظة بدأ الأب يشجع بناته الثلاثة على ال1هاب للكنيسة ... فقد وجد هذا الأب مدى حلاوة مدارس الأحد فى تعاليمها من شدة إلحاح سارة على تشجيع بناته للذهاب معها .
أصدقائى ...
ألا ترون من هذا الموقف أن الله كثيراً ما يرسل إلينا صوته ليشجعنا ، إما عن طريق أبونا أو الأستاذ فى مدارس الأحد أو التاسونى أو إحدى صديقاتنا ...
ولكننا نتحايل على هذا الصوت بأشيائ كثيرة تجتمع كلها فى كلمة واحدة وهى الكسل ...
هل رأيتم أمانة سارة فى تعبها من أجل إخواتها رغم الصعوبات التى واجهتها
وكيف أن الرب إستجاب لتعب محبتها!
فتعال معى لنتذكر هذه الآية التى تقول:
"إذا سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم" .