++ Ana Mase7e forum++
ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً 467447 ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً 73011 ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً 467447
ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً 0002pmz

اهلاً وسهلا بك عزيزي الزائر نورتنا في منتدي انا مسيحى نتمني ان تكون
سعيد وانت بداخل المنتدي
وقضاء وقت ممتع تفيد وتستفيد
معنا
، اذا كانت اول زيارة لك للمنتدي فا اضغط علي
تسجيل لتحصل علي عضوية جديده وتتمتع بكافة المزايا وتكون عضو في اسرة المنتدي
، واذا كنت عضو بالمنتدي فا اضغط علي دخول لتسجيل دخولك
بعضويتك بالمنتدي .


ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً 68085
++ Ana Mase7e forum++
ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً 467447 ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً 73011 ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً 467447
ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً 0002pmz

اهلاً وسهلا بك عزيزي الزائر نورتنا في منتدي انا مسيحى نتمني ان تكون
سعيد وانت بداخل المنتدي
وقضاء وقت ممتع تفيد وتستفيد
معنا
، اذا كانت اول زيارة لك للمنتدي فا اضغط علي
تسجيل لتحصل علي عضوية جديده وتتمتع بكافة المزايا وتكون عضو في اسرة المنتدي
، واذا كنت عضو بالمنتدي فا اضغط علي دخول لتسجيل دخولك
بعضويتك بالمنتدي .


ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً 68085
++ Ana Mase7e forum++
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

++ Ana Mase7e forum++

اسرة المنتدى ترحب بك يا زائر
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلالتسجيلدخول
الان بالمنتدى تستطيع مشاركة موضوعات المنتدى مع كافة اصدقائك على الفيس بوك او تويتر او غيرة من مواقع التواصل الاجتماعى من خلال ضغطك على اعلى كل موضوع بالمنتدى
نرحب جميعا بعضونا الجديد "نغم0" ونشكره على تسجيله معنا*نورت المنتدى بتواجدك معنا يا "زائر" *اخر زياره لك كانت *عدد مساهماتك فى المنتدى16777207

 

 ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أنا مسيحي
مسيحي متميز
أنا مسيحي


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1381
العمر : 35
الكنيسة التابع لها : كنيسة مار جرجس

ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً Empty
29012012
مُساهمةما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً

ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً

ما معنى قول السيد المسيح: "ما جئت لألقي سلام لاً بل سيفاً" مع العلم أن رسالته تدعو إلى السلام؟

وكيف مع محبة المسيح للسلام، وكونه رئيس السلام، يقول "لا تظنوا أنى جئت لألقى سلاماً على الأرض. ما جئت لألقى سلاماً، بل سيفاً.. جئت لأفرق الإنسان ضد أبيه.." (مت10: 34، 35)؟·


الرد:

يقصد السيف الذى يقع على المؤمنين به، بسبب إيمانهم. وفعلاً، ما أن قامت المسيحية، حتى قام ضدها السيف من الدولة الرومانية، ومن اليهود، ومن الفلاسفة الوثنيين. وتحقق قول الرب "تأتى ساعة فيها يظن كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله" (يو16: 2). وعصر الإستشهاد الذى استمر إلى بداية حكم قسطنطين، دليل على ذلك. كذلك حدث إنقسام – حتى فى البيوت – بسبب إيمان بعض أعضاء الأسرة مع بقاء أعضاء الأسرة الآخرين غير مؤمنين. فمثلاً يؤمن الابن بالمسيحية، فيقف ضده أبوه، أو تؤمن البنت بالمسيحية فتقف ضدها أمها، وهكذا يحدث انقسام داخل الأسرة بين من يقبل الإيمان المسيحى من أعضائها ومن يعارضها، حسبما قال "ينقسم الأب على الإبن، والإبن على الأب. والأم على البنت، والبنت على الأم. والحماة على كنتها، والكنة على حماتها" (لو12: 53). وكثيراً ما كان المؤمن يجد محاربة شديدة من أهل بيته ليرتد عن إيمانه. ولذلك قال الرب متابعاً حديثه "وأعداء الإنسان أهل بيته. من أحب أباً أو أماً أكثر منى فلا يستحقنى.." (مت10: 36، 37). كان يتكلم عن السيف ضد الإيمان. وليس السيف فى المعاملات العامة.. ولهذا فإن قوله "ما جئت لألقى سلاما بل سيفاً" (مت 10: 34)، سبقه مباشرة بقوله "من ينكرنى قدام الناس، أنكره أنا أيضاً قدام أبى الذى فى السموات" (مت10: 33). وقد يدخل الأمر فى تطبيق المبادىء الروحية المسيحية.. فقد يحدث إنقسام بين البنت المسيحية المتدينة وأمها فى موضوع الحشمة فى الملابس والزينة. وقد يحدث نفس الإصطدام بين الإبن وأبيه فى موضوع خدمة الكنيسة والتكريس، أو فى موضوع الصحة والصوم، أو فيما لا يُحصى من بنود السلوك المسيحى، ويكون "أعداء الإنسان أهل بيته".. أما من جهة المعاملات العادية بين الناس، فيقول السيد فى عظته عل الجبل: 2- "طوبى لصانعى السلام، فإنهم أبناء الله يدعون" (مت 5: 9). وقد دعى السيد المسيح "رئيس السلام" (اش9: 6). ولما بشر الملائكة بميلاده قالوا "وعلى الأرض السلام" (لو2: 14). وهو قال لتلاميذه "سلامى أترك لكم، سلامى أنا أعطيكم" (يو14: 27). وقال الكتاب "ثمر البر يزرع فى السلام، من الذين يصنعون السلام" (يع3: 18). وقيل من ثمار الروح "محبة وفرح وسلام" (غل 5: 22).


صحيح أن رسالة السيد المسيح هي رسالة السلام، والمعلوم أن يسوع جاء ليبشر بالسلام وليس بالسيف. وعندما وُلد في مدينة بيت لحم ترنمت الأجناد السماوية قائلة: "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام" (لوقا 2: 14). ونبوة إشعياء عن المسيح تقول: "لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابناً وتكون الرياسة على كتفه، ويدعى اسمه عجيباً مشيراً، إلهاً قديراً، أباً أبدياً، رئيس السلام" (إشعياء 9: 6). والمسيح نفسه علّم قائلاً: "طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون" (متى 5: 9). إذاً كيف يقول المسيح هنا إنه لم يأتي ليلقي سلاماً على الأرض، فهل من تناقض في قوله؟

ليس هناك تناقض في أقوال المسيح وإن بدا لنا ذلك أحياناً لعدم فهمنا مضمون بعض الآيات. فالمسيح جاء ليلقي السلام. ويعلّم السلام الحقيقي بواسطة رسالته وحياته وفدائه، وإن تعالمه كلها تدعو إلى السلام والمحبة والإخاء والتسامح. وهو لم يقصد أن يعلّم الناس بالسيف أو يرغمهم على اتباعه بالقوة. وأعتقد أنه من المناسب أن نقرأ الأعداد الثلاثة التي تلي الآية التي نحن بصددها، لأن ذلك يساعدنا على فهم قصد المسيح بطريقة أفضل. فهو يقول في إنجيل متى الإصحاح العاشر: "لا تظنوا أني جئت لألقي سلاماً على الأرض، ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً، فإني جئت لأفرّق الإنسان ضد أبيه، والابنة ضد أمها، والكنه ضد حماتها". ثم يقول: "من أحب أباً أو أماً أكثر مني لا يستحقني" (متى 10: 34-37).

بعد قراءة هذه الكلمات ربما يتوهّم البعض أن السيد المسيح داعية المحبة ورئيس السلام، أراد أن ينشر تعاليمه بالسيف. ولكن من يطالع الكتاب المقدس بإمعان يلاحظ، أن السيد المسيح لم يستعمل العنف مطلقاً، بل دعا إلى المحبة والإخاء والمسامحة والغفران ونبذ الأحقاد والعنف والقتال. كما أن أتباع يسوع والمؤمنين به اتّبعوا أسلوب معلمهم نفسه في كرازتهم. كما أن تعاليم الإنجيل المقدس بكاملها تحثّ على المحبة والمسالمة. وإن قول المسيح هذا لا يناقض قوله: "طوبى لصانعي السلام" (متى 5: 9). فكلمة سيف الوارد ذكرها في قوله هي كلمة مجازية ذكرها المسيح في معرض حديثه عن الصعوبات التي تلاقيها رسالة الإنجيل في طريقها إلى قلوب الناس، وليس المقصود هنا بكلمة "سلاماً" السلام السياسي، ولا بكلمة "سيف" السيف الذي يُستعمل في الحرب. فإشارة المسيح إلى السلام والسيف تشير بلغة مجازية إلى المعاناة النفسية التي يمرّ بها الإنسان المؤمن والصعوبات التي تواجهه في حياة الإيمان. فالمؤمن الحقيقي هو صراع مستمر مع أجناد الشرّ. وسيف الروح الذي هو كلمة الله، هو السيف الفعّال للتغلّب على الشرور والأباطيل التي تواجهنا في حياتنا. وانتصارنا على الشر هو بواسطة المسيح المخلص الذي يقول للمؤمنين: "في العالم سيكون لطم ضيق، ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم" (يوحنا 16: 33). ويقول أيضاً: "ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر" (متى 28: 20).

والجدير بالذكر أن اليهود قديماً كانوا يعتقدون، أنه عندما يأتي يوم الرب ويجيء المسيا المنتظر أي المسيح، ستحصل انقسامات خطيرة في العائلات، ودليلنا على ذلك أقوال المعلمين اليهود المشهورة. بأنه "عندما يأتي ابن داود (أي المسيح الذي تنبأ عنه أنبياء العهد القديم) ستقوم الابنة على أمها والكنّة على حماتها. ويحتقر الابن أباه، ويصير أعداء الإنسان أهل بيته". وأن قول المسيح ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً، هو تنويه إلى الحقيقية المرتقبة والامتحان الصعب الذي سيمرّ به كل من يؤمن به، أو كل من يتبعه، من اضطهادات وازدراء من الناس بصورة عامة، ومن أهل بيته بصورة خاصة. وهنا نجد المسيح المخلص يضع الناس أمام خيار ين: إما أن يقبلوه ويؤمنوا به ويمتنعوا عن عمل الشر وشهوات الجسد، ويسيروا في حياة القداسة، وإما أن يرفضوه ولا يؤمنون به.

فالمسيح لم يأتي ليفرّق العائلات ويقيم أعضاءها بعضهم على بعض، ولم يأتي ليفرّق الابن عن أبيه ولا ليثير الكنه ضد حماتها. ولكن المقصود. هو أنه إذا آمن رجل بالمسيح ولم تؤمن زوجته، كان الإنجيل بمثابة سيف يفرّق الزوجة عن رجلها بسبب الاختلاف في العقيدة. بين المؤمن وغير المؤمن. وعندما قال يسوع هذه الكلمات بأنه جاء ليلقي سيفاً، وأن أعداء الإنسان أهل بيته، إنما كان يحاول أن يوضح لهم الصورة التي كانت في أذهانهم، بأنه عندما يأتي يوم الرب ستحدث انقسامات خطيرة بين أفراد الأسرة الواحدة كما ورد آنفاً، وكأن الرب يقول لجماعة اليهود، إن يوم الرب الذي تنتظرونه قد جاء.

فتعاليم المسيح تدعو الإنسان لأن يختار بين نظام الحياة القديمة التي كان يحياها في الخطية قبل الإيمان، والتي تربطه فيها صلات وعلاقات متنوعة مع أهل بيته وأصدقائه وكافة الناس على اختلاف أنواعهم، وبين متطلبات الحياة الجديدة التي يستلزمها إيمانه بالإنجيل والسير حسب تعالمه في القداسة والحق والتضحية، فقد يتطلب الإنجيل من الفرد أن يضحي بكل عزيز لديه في سبيل الرسالة المسيحية، لأن تعاليم المسيح تتطلب الخضوع الكامل له. فهو يقول: "من أحب أباً أو أماً أكثر مني فلا يستحقني. من لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقي" (متى 10: 37-38).

فالإيمان بالمسيح والولاء المطلق، يكون بمثابة سيف في حياة الإنسان المؤمن يجعله في صراع مستمر مع أجناد الشر. فالمسيح جاء ليشهد للحق ويثبّت دعائم المحبة والسلام. فكلامه عن السيف أمر مجازي وهو كناية عن الحرب الروحية التي لابد من أن تستمر وتشتد في وجه الشيطان وكل أعماله. إلى أن يتغلب الخير على الشر وتتغلب إرادة الله على إرادة الشيطان، حينئذ يسود السلام ويعمّ الفرح في النفوس والطمأنينة في القلوب. وهذا ما قصده المسيح عندما قال: "لا تظنوا أني جئت لألقي سلاماً على الأرض، ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً"



ما جئت لألقي سلام لاً بل سيفاً

كتب الراحل الأستاذ / توفيق الحكيم

ما معنى قول السيد المسيح: "اتظنون اني جئت لاعطي سلاما على الارض كلا اقول لكم بل انقساما" (لو51: 12)؟! وكيف يقول المسيح هذا الكلام؟!

السؤال بصيغة أخرى من الأديب توفيق الحكيم:

قرأت فى دفترى عبارة افزعتنى, وسجلتها لأسال فيها حتى يطمئن قلبي.. عبارة فى الاصحاح الثانى عشر من أنجيل لوقا قال فيها السيد المسيح: "جئت لألقي ناراً على الأرض.. أتظنون أنى جئت لأعطى سلاماً على الأرض، كلا أقول لكم بل انقساماً.. فكيف والمسيح ابن مريم كلمة من الله، جاء ليلقى ناراً على الأرض...

فكيف يكون الله تعالى هو الكريم، وأنه كتب على نفسه الرحمة، ويقول فى قرآنه أن المسيح كلمة منه.. والمسيح يقول فى أنجيل لوقا أنه جاء ليلقي ناراً على الأرض؟... وغمرتنى الدهشة وقلت لابد لذلك من تفسير...


فمن يفسر لى حتى يطمئن قلبى؟.. وصرت أسأل من أعرف من أخواتنا المسيحيين المثقفين، فلم أجد عندهم ما يريح نفسي...



أما فيما يخص بالمسيحيين فمن أسال غير كبيرهم الذى أحمل له التقدير الكبير لعلمه الواسع وإيمانه العميق.. البابا شنوده.. فهل المسيحي العادى يفطن لأول وهلة إلى المعنى الحقيقي لقول السيد المسيح...



الإجابة:

رد الخطاب:

عميد الأدب فى أيامنا الأستاذ الكبير توفيق الحكيم

تحية طيبة، ودعاء لكم بالصحة، من قلب يكن لكم كل الحب. فأنا قارئ لكم، معجب بكتاباتكم، احتفظ بكل كتبكم فى البطريركية وفى الدير...

وقد قرأت مقالكم الذى نشر فى الأهرام يوم الاثنين 2/12/85، الذى قدمتم فيه أسئلة حول بعض الآيات التى وردت فى الإنجيل "لو 12). وعرضتموها فى رقة زائدة وفى أسلوب كريم، يليقان بالأستاذ توفيق الحكيم.



وإذا أشكر ثقتكم، أرسل لكم إجابة حاولت اختصارها على قدر ما أستطيع. وأكون شكراً إن أمكن نشرها كاملة كما هى. لأن تساؤلكم فى مقالكم، أثار تساؤلات عند كثيرين، وهم ينتظرون هذا الرد. وختاماً لكم كامل محبتى.

أمضاء: البابا شنوده الثالث



مقدمة:

حينما نتحدث عن آية من الكتاب. لا نستطيع أن نفصلها عن روح الكتاب كله، لأننا قد لا نفهمها مستقلة عنه.

فلنضع أمامنا روح الإنجيل، ورسالة المسيح التى ثبتت فى اذهان الناس. ثم نفهم تفسير الآية فى ظل المفهوم العام الراسخ فى قلوبنا.



رسالة السيد المسيح هى رسالة حب وسلام: سلام مع الله، وسلام مع الناس: أحباء وأعداء. وسلام داخل نفوسنا بين الجسد والعقل والروح.



فى ميلاد المسيح غنت الملائكة قائلة "المجد لله فى الأعالى، وعلى الأرض السلام، وفى الناس المسرة" (لو2: 14). وقد دعى السيد المسيح "رئيس السلام" (أش9: 6). وقد قال لنا "سلامى أترك لكم، سلامى أعطيكم.. لا تضطرب قلوبكم ولا تجزع" (يو14: 27)، وقال "أى بيت دخلتموه، فقولوا سلام لأهل هذا البيت" (لو10: 6). وذكر السلام كأحد ثمار الروح فى القلب. فقيل "ثمر الروح: محبة فرح سلام" (غل5: 22). وفى مقدمة عظة السيد المسيح على الجبل "طوبي لصانعى السلام لأنهم أبناء الله يدعون" (مت5: 9).



كما ورد فى الانجيل أيضاً "أطلب إليكم.. أن تسلكوا كما يليق بالدعوة التى دعيتم لها، بكل تواضع القلب والوداعة وطول الأناة، محتملين بعضكم بعضاً بالمحبة، مسرعين إلى حفظ وحدانية الروح برباط السلام. ولكى تكونوا جسداً واحداً وروحاً واحداً" (أف4: 1-4). ودعا السيد المسيح إلى السلام، حتى مع الأعداء والمقاومين، فقال "لا تقاوموا الشر. بل من لطمك على خدك الأيمن، فحول له الآخر أيضاً. ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك، فاترك له الرداء أيضاً. ومن سخرك ميلاً، فاذهب معه إثنين، ومن سألك فاعطه" (مت5: 39-42).



بل قال أكثر من هذا "أحبوا أعداءكم، باركوا لا عنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم.. لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم فأى أجرلكم.. وإن سلمتم على أخوتكم فقط، فأن فضل تصنعون" (مت5: 44-47).



ولست مستطيعاً أن أذكر كل ماورد فى الانجيل عن رسالة السلام فى تعليم السيد المسيح، إنما أكتفى بهذا الآن، وعلى أساسه نفهم الآيات التى هى موضع السؤال: هذا المقال منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا.



وكمقدمة ينبغى أن أقول إن الانجيل يحوي الكثير من الرمز، ومن المجاز. ومن الاستعارات والكنايات، من الأساليب الأدبية المعروفة.



جئت لألقى ناراً:

وهى قول السيد المسيح "جئت لألقى ناراً على الأرض. فماذا أريد لو أضطرمت" (لو12: 49).



1- إن النار ليست فى ذاتها شراً. وإلا ما كان الله قد خلقها. وليست بصدد الحديث عن منافع النار، ولا عما قيل عنها من كلام طيب فى الأدب العربي. وإنما أقول هنا إن النار لها معان رمزية كثيرة فى الكتاب المقدس:



2- فالنار ترمز إلى عمل الروح القدس فى قلب الإنسان.

وقد قال يوحنا المعمدان عن السيد المسيح "هو يعمدكم بالروح القدس ونار" (لو3: 16).

وقد حل الروح القدس على تلاميذ المسيح على هيئة ألسنة كأنها من نار. (أع2: 3).

وكان هذا إشارة إلى أن روح الله ألهبهم بالغيرة المقدسة للخدمة. وهذه الغيرة يشار إليها فى الكتاب المقدس بالنار.

وهى النار التى أعطت قوة لتطهير الأرض من الوثنية وعبادة الأصنام. وهذه النار هى مصدر الحرارة الروحية. وقد طلب منا فى الانجيل أن نكون "حارين فى الروح" (رو12: 11). وقيل ايضاً "لا تطفئوا الروح" (اتس5: 129).



3- والنار ترمز أيضاً فى الكتاب إلى المحبة:

وقيل فى ذلك "مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة" (نش 8: 7). وقيل أيضاً "لكثرة الاثم تبرد محبة الكثيرين" (مت 24: 14).



4- والنار قد ترمز أيضاً إلى كلمة الله:

كما قيل فى الكتاب "أليست كلمتى هذه كنار، يقول الرب" (ار23: 29). وقد قال ارمياء النبي عن كلام الرب إليه "فكان فى قلبي كنار محروقة" (أر20: 9). لذلك لم يستطع أن يصمت. على الرغم من الإيذاء الذى أصابه من اليهود حينما أنذرهم بالكلمة.


5- والنار فى الكتاب ترمز أحياناً إلى التطهير:

كما قيل عن إشيعاء النبي إن واحداً من الملائكة طهر شفتيه بجمرة من النار. (أش 6: 6, 7).

وإن كانت النار تحرق القش، إلا أنها تنقي الذهب من الأدران، وتقوى الطوب الطين وتجعله صلباً. وكانت تستخدم فى العلاج الطبي (بالكي).


فالذى كان يقصده السيد المسيح: إننى سألقى النار المقدسة فى القلوب. فتطهرها، وتشعلها بالغيرة المقدسة لبناء ملكوت الله، على الأرض، لذلك قال: "ماذا أريد لو أضطرمت".



هذه النار قابلتها نار أخري من أعداء الإيمان تحاول إبادته. وهكذا اشتعلت الأرض ناراً، كانت نتيجتها إبادة الوثنية، بعد اضطهادات تحملها المسيحيون.


هناك إذن نار اشتعلت فى قلوب المؤمنين، ونار أخرى اشتعلت من حولهم. وكانت الأولى من الله، والثانية من أعدائه.

والسيد المسيح نفسه تعرض لهذه النار المعادية، لذلك قال بعد هذه الآية مباشرة، يشير إلى آلامه المستقبلية، "ولى صبغة اصطبغاها. وكيف أنحصر حتى تكمل" (لو12: 50). وبنفس الأسلوب تحدث عن صبغة آلامه فى (مت20: 22؛ مر10: 38).



بقي أن نتحدث عن النقطة التالية:

ما جئت لألقى سلاماً بل سيفاً:

وهى قول السيد المسيح بعد الإشارة إلى آلامه مباشرة. "أتظنون أنى جئت لألقي سلاماً على الأرض؟ كلا، أقول لكم بل انقساماً" (لو12: 51).


إنه جاء ينشر عبادة الله فى العالم كله، بكل وثنيته، ولذلك قال لتلاميذه "اذهبوا إلى العالم أجمع. واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها" (مر16: 15).


تضاف إلى هذا: المبادئ الروحية الجديدة التى جاء بها المسيح. وهى تختلف عن سلوكيات وطقوس العبادات القديمة.



وكان أول من انقسم على المسيح، ثم على تلاميذه: اليهود وقادتهم. ليس بسبب المسيح، إنما بسبب تمسك اليهود بملك أرضي، وبسبب هم الحرفى للكتاب. لدرجة أنهم تآمروا عليه ليقتلوه، لأنه شفى مريضاً فى سبت (مت 12: 49).



وتضايق منه اليهود، لأنه كان يبشر الأمم الأخرى بالإيمان. وهو يردون أن يكونوا وحدهم شعب الله المختار. لذلك لما قال بولس الرسول أن السيد المسيح أرسله لهداية الأمم، صرخ اليهود طالبين قتله (أع22: 21, 22). (ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا) بل أن القديس بولس لما تحدث عن القيامة، حدث انشقاق وانقسام بين طائفتين من اليهود هما الفريسيون والصدوقيون، لأن الصدوقيين ما كانوا يؤمنون بالقيامة ولا بالروح (أع23: 6, 9).



وانقسم اليهود على المسيح، لأنهم كانوا يريدون ملكاً أرضياً ينقدهم من حكم الرومان. أما هو فقال لهم "مملكتى ليست من هذا العالم (يو18: 36). فلم يعجبهم حديثه عن ملكوت الله، ولا قوله "اعطوا ما لقيصر لقيصر.." (مت22: 21).



وهكذا قام ضد المسيح كهنة اليهود وشيوخهم والكتبة والفريسيون والصدوقيون.


أكان يمكن للمسيح أن يمنع هذا الأنقسام، بأن يجامل اليهود فى عقيدتهم عن الشعب المختار، ورفضهم لإيمان الأمم الأخرى. ورغبتهم فى الملك الأرضي، وحرفيتهم فى تفسير وصايا الله؟ أم كان لابد أن ينشر الحق. و لا يبالى بالانقسام؟


كذلك واجه السيد المسيح العبادات القديمة بكل تعددها وتعدد آلهتها: آلهة الرومان الكثيرة تحت قيادة جوبتر Jupiter، والآلهة اليونانية الكثيرة تحت قيادة زيوس Zeus، والآلهة المصرية الكثيرة تحت قيادة رع Ra وأمون Amun، وباقى العبادات وكذلك الفلسفات الوثنية المتعددة. وكان لابد من صراع بين عبادة الله والعبادات الأخرى.


أكان المسيح يترك رسالته لا ينادى بها خوفاً من الانقسام، تاركاً الوثنيين فى عبادة الأصنام، لكى يحيا فى سلام معهم؟! ألا يكون هذا سلاماً باطلاً؟!



أم كان لابد أن ينادى لهم بالإيمان السليم. و لا خوف من الانقسام، لأنه ظاهرة طبيعية فطبيعي أن ينقسم الكفر على الإيمان. وطبيعي أن النور لا يتحد مع الظلام.



لم يكن الانقسام صادراً من السيد المسيح، بل كان صادراً من رفض الوثنية للإيمان الذى نادى به المسيح. وهكذا أنذر السيد المسيح تلاميذه، بأن انقساماً لابد سيحدث. وأنهم فى حملهم لرسالته، لا يدعوهم إلى الرفاهية، بل إلى الصدام مع الانقسام.



لذلك قال لهم "فى العالم سيكون لكم ضيق" (يو16: 33) "تأتى ساعة يظن فيها كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله" (يو16: 2) "إن كان العالم يبغضكم، فاعلموا أنه قد أبغضنى قبلكم" (يو15: 18-20).



لقد وقف السيف ضد المسيحية. لم يكن منها، وإنما عليها.



وعندما رفع بطرس سيفه ليدافع عن المسيح وقت القبض عليه، انتهره ومنعه قائلاً "اردد سيفك إلىغمده. لأن كل الذين يأخذون بالسيف، بالسيف يهلكون" (مت26: 52).


وكانت نتيجة السيف الذى تحمله المسيحيون، ونتيجة انقسام الوثنيين واليهود عليهم, مجموعة ضخمة من الشهداء.

ومع الصمود فى الإيمان، انتشر الإيمان وبادت الوثنية. فى وقت من الأوقات.

ظن تلاميذ المسيح – كيهود – إن المسيح سيملك لذلك اشتهى بعضهم أن يجلس عن يمينه وعن شماله فى ملكه. فشرح لهم السيد أن حملهم لبشارته سوف لا يجلب لهم سلاماً ورفاهية، وإنما إنقساماً من أعداء الإيمان. بل سيحدث هذا حتى فى مجال الأسرة فى البيت الواحد: إذ قد يؤمن ابن بالله، فيثور عليه أبوه الوثنى، ويجبره على العودة إلى وثنيته أو يقتله. وهكذا مع باقى أفراد الأسرة التى تنقسم بسبب الإيمان.


فهل يرفض هؤلاء الإيمان، حرصاً على عدم الإنقسام؟

كلا. فالانقسام هنا ليس شراً، وإنما ظاهرة طبيعية. وكل ديانة انتشرت على الأرض، واجهت مثل هذا الانقسام فى بادئ الأمر. إلى أن استقرت الأمور.


هل يفطن المؤمن العادى؟

وهى عبارة "هل المؤمن العادى يفطن لأول وهلة إلى المعنى الحقيقي لقول السيد المسيح؟"

تكلم المسيح عن الانقسام فى مجال نشر الإيمان. أما فى الحياة العادية، فإنه دعا إلى الحب بكل أعماقه. وورد فى الإنجيل إن "الله محبة" (1يو4: 8). كما قيل فيه أيضاً "لتصر كل أموركم فى محبة" (1كو16: 14).


أجيب أنه من أجل هذا، وجد فى كل دين وعاظ ومعلمون ومفسرون، وكتب للتفسير.

كما أن علم التفسير يدرس فى كل الكليات الدينية بشتى مذاهبها. فمن يريد عمقاً فى فهم آية، أمامه الكتب، أو سؤال المتخصصين.

وختاماً أشكركم كثيراً. لأنكم أتحتم لى هذه الفرصة الحديث معكم ومع قرائكم الكرام. دامت محبتكم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
++ Ana Mase7e forum++ :: سؤال محيرني :: المسيحية سؤال وجواب-
انتقل الى: