يحكى انه كان هناك ملك وكان هذا الملك فى قمه الثراء لديه ماليس لدى احد من الرعيه طعام وخدم وقصور ومفارش وصولجان كباقى الملوك .
لكن هذا الملك للاسف لم يكن سعيدا . من اجل ذلك قرر هذا الملك ان يستدعى حكيم المملكه من اجل ان يوفر له السعاده.
قال الملك للحكيم .
ايها الحكيم انى امتلك مملكه كبيره
وقصور ومفارش وديباج وخدم لكننى لست سعيدا اما عندك علاج لحالتى .
قال الحكيم نعم سيدى الملك وبدا هذا الحكيم فى استعمال ذكائه وحكمته حتى يساعد الملك فى حصوله على السعاده . لكن ماستطاع هذا الحكيم ان بنجح فى مهمته الا وهى اسعاد الملك.
فكر الحكيم ان يستدعى مجموعه من الحكماء كى يساعدوه فى النجاح فى مهمته .
جلس الحكماء يفكرون ويسمعون للملك .
لم يستطع الحكام اجمعهم فى اكساب هذا الملك السعاده
لكن اتت لاحد الحكاء فكره بسيطه ورائعه .
كان مفادها ان يبحث الحكماء عن اسعد رجل فى المملكه كى يسالوه لماذا هو سعيد .
راح الحكماء يبحثون ويبحثون حتى وقع احدهم على رجل فقير يسكن بيت من خوص ويمشى حافى القدمين يرتدى قميص بالى به كثير من الرقع ولديه زوجه ليست على قدر من الجمال ومافى بيته طعام كثير ولا يخنزن فى بيته اى من المواد الغذائيه . لكن الغريب حقا هو مدى سعاده هذا الانسان .
احتار الحكماء ماذا يفعلون حتى يقتبسوا اسباب سعاده هذا الانسان البسيط ويهبوها الى الملك .
اتت لاحد الحكماء فكره وقال لعل سعاده هذا الرجل فى قميصه الذى يرتديه . فاخذوا قميصه واعطوه للملك . فازداد الرجل فرحا وازداد الملك كابه وحزنا.
سالوا الرجل لما انت ازددت فرحا .قال لهم اننى ارتديت قميص الملك وهذا اسعدنى جدا اننى سافتخر بين افراد عائلتى وجيرانى اننى ارتدى قميص الملك .
رجعوا للملك قالوا له ايها الملك لماذا ازددت كابه وحزنا . قال الملك لاننى ارتدى قميص بالى ممزق هل تعتقدون اننى سارتدى هذا القميص واكون سعيدا؟
قال الحكماء لعل سعاده هذا الرجل فى حياته مع زوجته فقالوا للرجل طلق زوجتك كى نزوجها للملك . وانت ستتزوج زوجه الملك .
وبالفعل حدث وطلق الرجل امراته وتزوج زوجه الملك .
فازداد الرجل فرحا لانه تزوج زوجه الملك التى تمتلك قدرا من الجمال . وازداد الملك حزنا لانه تزوج زوجه دميمه الوجه وترك زوجه ف قمه الجمال
ذهب فكر الحكماء ان سعاده هذا الرجل انا هى فى بيت الذى يسكن فيه .
فاخرج الحكماء الرجل من بيته واسكنوه بيت الملك فما ازداد الرجل الا فرحا لان امتلك قصر الملك الواسع الرحيب بخدمه وحجراته الواسعه الرحيبه وفى المقابل ما ازداد الملك الا حزنا لانه راح يسكن فى بيت من خوص وينام على الحصير وليس هناك خدم وحشم .
حتار الحكماء وقالوا لا بد ان نسال هذا الرجل البسيط من اين هى سعادته حتى نوفرها للملك .
جاءوا بالرجل البسيط امام الملك وسالوه كيف تجد سعادتك ايها الرجل . قال الرجل بكل بساطه وفطره نقيه اننى لا امتلك كثير من المال ولا القصور ولا الخدم ولا المراكب الفاخره لكننى امتلك الاكثر من ذلك .
اننى امتلك عينا ارى بها . امتلك رجلا امشى عليها .
امتلك اذن اسمع بها . امتلك يدين اعمل بهما . امتلك انفا اشم به كل ما اريد. امتلك معده تهضم طعامى الذى اطعمه . امتلك قلبا بدق ويغذى اجزائى دون تدخل منى . امتلك زوجه واولاد. امتلك بيتا يحمينى من لهيب الصيف ويقينى برد ومطر الشتاء .
اننى امتلك الكثير والكثير وبدا الرجل يعدد نعم الله عليه وكيف يشعر بالسعاده تجاه مايمتلكه من اشياء . وقف الحكاء وقد اذهلهم حكمه هذا الرجل البسيط . وكيف استطاع ان يصل للسعاده فى ظل امكانياته البسيطه وقله مافى يده وتواضع بيته وزوجته .
سمع الملك كلام الرجل البسيط واستصغر نفسه امام حكمته وفطرته . وقال للحكماء ان مايريده لا يحتاج لحكماء ولا وسطاء اننى عرفت معنى السعاده الان .