كارز الحب مسيحي متميز
الجنس : عدد المساهمات : 786
| موضوع: سيرة عطرة على مدى الأجيال الخميس 07 أغسطس 2008, 7:10 pm | |
| جريدة وطنى بتاريخ الأحد 10/12/2006م السنة 48 العدد 2346 مقالة بعنوان " تماف إيريني.. سيرة عطرة علي مدي الأجيال " بقلم الأستاذ / فيكتور سلامةالمكتوب عن الأم إيريني قليل- بل يكاد يكون نادرا- ولكن الأيام القادمة ستسجل الكثير مما لم يسجل..ومما قد نعتبره من غرائب المصادفات أن الأم إيريني التي رحلت منذ أربعين يوما إلي السماء سبقها منذ عام -16نوفمبر 2005- شقيقها عزت يسي..واحتفلت أسرتهما بفرحة نعمة وصولهما-معا- إلي السماء..في ذكري رحيل الشقيقعزت أصدرت أسرته كتيبا-دون قصد- جاء لينقل بعضا من جوانب حياة تماف إيريني,وكأن الرب قد أراد أن يضع بين أيدينا بعضا من صفحات هذا الكنز..وأدعوكم لنقرأ معا سطور هذه الصفحات. * السطور الأولي تتحدث عن الأسرة..تقول: ** أسرة نقية تقية نبتت في حضن كنيسة المسيح من أب تقي وتاجر حكيم- الخواجة يسي- وأم قديسة وديعة طاهرة القلب-جنفياف- وظلت طوال حياتها تعمل الخير والرحمة مع الكل دون تمييز...وقد أثمرت هذه الشجرة المغروسة علي ضفاف نهر الحب الإلهي عن سبع ثمار جيدة جدا..أولهما كوكب منير في برية الرهبنةأمنا إيريني منارة الراهبات في عصرنا الحالي. عبر السطور التالية تحكي تماف قصة ميلاد شقيقها.. تقول: ** لم يكن يعيش لوالدتنا أولادصبيان وفي يوم رأت ماما جنفياف في رؤيا ملاكا يبشرها بميلاد ابن وأنها سوف تسميه عزت لأن الخير سيكون واسعا في حياته,ولذلك دعي بهذا الاسم..كانت والدتنا أما قديسة متواضعة,جميلة من الخارج والداخل,ممتلئة بعطايا الروح القدس..المحبة..الطهارة..الاحتمال..والصبر.. * كانت الأسرة تحب الملاك ميخائيل جدا..وتحكي تماف إيريني: ** كانت والدتي تواظب علي عمل الفطير في أيام أعياده..كان الملاك ينزل ليبارك خبيز العيش ثم يترك علامة الصليب بجناحيه الطاهرين,ليؤكد حضوره لمباركة العجين الذي كان يكفي الأسرة والمحتاجين حتي الشبع..في الصباح كانت ماما جنفياف تسرع إلي الخبز لتأخذ البركة وتوزعها علي العائلة والأحباب..ثم رحلت الأم الفاضلة إلي بيتها السماوي مكللة بمجد أعمالها الحسنة..علم قداسة البابا كيرلس السادس بذلك فطلب بأبوته الحانية-والكلام للأم إيريني- أن تعود إلي منزل الأسرة بجرجا وتعين الوالد لبعض الوقت..وكانت ماما جنفياف تظهر لي يوميا لمدة أربعين يوما ترشدني في تصريف أمور المنزل والأولاد..بل وكانت تذهب معي لتغطيتهم بالليل,وتحكي مع عن السماويات. * نقلب الصفحات..وتواصل قرينة الراحل عزت الحديث..ولأن حديثها ينقل لنا جانبا من جوانب حياة تماف إيريني..فإننا ننقل هنا بعض السطور: ** كانت علاقتنا بتماف إيريني علاقة حب عجيب..كانت تمثل لنا الهواء الذي نتنفسه,والماء الذي نشربه..كنا ونحن أطفال وشباب نأخذ مشورتها في كل شيء في حياتنا سواء كان صغيرا أو كبيرا..كنا نسعد بالوقت الذي نجلس فيه معها لنأخذ بإرشادها..كان الدير أول مكان نقصده من المستشفي بعد أي مولود لنا لنضعه علي حجر تماف ونشاركها فرحتنا بعطايا الرب لنا. ** كان عزت يشعر بآلامها دون أن تتحدث بها..في بعض الليالي كان يقوم فجأة من النوم بلهفة وقلق ويقولتماف تعبانة قوي دلوقتي عندها أزمة شديدة..ونعرف في الغد أن تماف فعلا كانت تعاني من أزمة صحية..كان هناك رباط وثيق غير مرئي بين قلبيهما لايعبر عنه ولايعرفه أحد سواهما..أذكر أنتماف تعرضت لأزمة قلبية شديدة دخلت علي أثرها مركز الحياة بالرعاية المركزة وحدث أنها فارقت الحياة,ولكن الله بفيض نعمته أعادها مرة أخري باعتراف كل الأطباء الأجلاء,وعلي رأسهم الدكتور فايز فايق المشهور بعلمه وطبه وحبه لها..في تلك الفترة كان عزت بجانبها ولم يتركها لحظة واحدة حتي مرت الفترة الحرجة واطمأن قلبه..كان قلبه ينبض بالحياة في حضرتها. ** حكي عزت مرة أنه كان معها في سويسرا,كان عادة ما يذهب معها إلي مكان إقامتها ثم يقف بعيدا عن باب حجرتها ليطئن عليها..في ذلك اليوم كان هناك شيء ما يشده للحجرة-رائحة جميلة لايمكن لأحد أن يصف جمالها تخرج من الباب..تسمر في مكانه غير قادر علي الحركة وأخذ يستنشق ذلك النسيم الجميل..دعته تماف للدخول فدخل..كان رب المجد موجودا معهما في ذلك اليوم..في ذلك المكان.
| |
|